*الصينيون خرجوا من دائرة الاتهام.. واتخذوا من احتفالهم بالعام الجديد.. صك البراءة!
*تجمعوا في الميادين وهم متلاصقون.. يرقصون ويهللون!
*بدوا وكأنهم يبعثون برسالة للعالم:
*"كورونا" جاءنا رغما عنا لكننا حاصرناه وتوصلنا للمصل المضاد
*نعم.. تحكمنا الشيوعية "سياسيا" لكن الاقتصاد والبحث العلمي.. شيئان آخران
عندما ظهر فيروس كورونا في شهر أكتوبر من العام قبل الماضي.. تصورت حكومات وشعوب العالم.. أنه مجرد زائر"خفيف".. سيمضي فترة من الوقت ثم يختفي من حياتهم أسوة بما سبقه من فيروسات مماثلة.. أو حتى غير مماثلة..!
من هنا .. ركزت هذه الحكومات على البحث عن مصدر هذا الفيروس غير عابئة بآثاره المدمرة.. وتزعمت الولايات المتحدة الأمريكية وقتئذ حملة الاتهامات ضد الصينمستشهدة بمدينة"ووهان" التي كانت أول من ظهر فيها الفيروس ومنها سرعان ما انتشر واستشرى..!
***
وهكذا مضت أهم مرحلة من حياة كورونا دونما التوقف طويلا حتى حدثما حدث.
في نفس الوقت كان الصينيون أسرع من الجميع في محاصرة الفيروس والحيلولة دون استشرائه عندما أعلنوا عن نظافة ووهان وتخلصها من كورونا وتوابعه..!
***
وأيضا.. كان هذا الكلام مثار تشكيك من الأطراف الأخرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت أنها ستوقع العقوبات ضد الصيننتيجة افتقارها للشفافية في التعامل مع الفيروس الذي بات ثقيلا.. وضاراوغير قابل للتعايش السلمي بينه وبين الإنسان..!
ثم جاء رد الصين بأنها وضعت خطة محكمة لذلك.. أولها منع الدخول إلى ووهان والخروج منها.. مع اعترافها بأنها وإن كانت مهد الفيروس إلا أنه تسلل إليها من بلدان أخرى مثل أستراليا والبرازيل والمكسيك وغيرها وغيرها.. وطالبت المجتمع الدولي بالتعاون في إيجاد الوسائل الكفيلة بعدم انتشار كورونا أكثر وأكثر..!
وكالعادة .. لم يستمع الغرب لما تقوله الصين مما جعلها تتصرف بمفردها حتى تمكنت من تقليم أظافر الفيروس بدرجة كبيرة..!
وبالتالي انخفضت أعداد المصابين والموتى بينما أخذت هذه الأعداد تتضاعف في شتى بلدان العالم التي وقفت غالبيتها يائسة مغلوبة على أمرها لا تدري من أمر نفسها شيئا سوى "حصر" أعداد الضحايا يوما بعد يوم..!
***
ومنذ أيام ودع العالم سنة 2020 واستقبل عام 2021 وسط تحذيرات وتنبيهات بالابتعاد عن التجمعات وضرورة استخدام الكمامات.. وإلا تفاقمت الكوارث أكثر وأكثر..!
أما الصين .. فكان نهجها مختلفا تماما.. هناك عندهم ما يسمى بالسنة الصينية التي يحتفلون بها يوم 25 يناير كل عام وبالتالي يتضاءل احتفالهم بالسنة الميلادية.
ومع ذلك.. فقد بدا أن الصينيين يريدون توجيه رسالة للعالم مؤداها أنهم صادقون في تعاملهم مع كورونا.. ولم يخفوا معلومة..أو يلتفوا حول حقيقة.. فكان احتفالهم بالسنة الميلادية احتفالا أسطوريا لم يعهدوه من قبل..!
فقد تدفقت الآلاف إلى الميادين والشوارع في العاصمة بكين وفي باقي المدن الأخرى وهم يرقصون ويهللون.. ويصفقون ومنهم من لم يرتد الكمامات وجميعهم لم يراعوا "البعد الاجتماعي" بل تلاصقت أجسادهم منذ منتصف الليل وحتى طلوع شمس يوم الأول من يناير..!
أما فيما يتعلق بالاحتفال بالسنة الصينية فقد أعلنوا أنه الآخر سيكون شاهدا على تفوق بلادهم سواء في مواجهة الفيروس أو في اللقاح الذي توصلوا إليه ويؤكدون أنه من أفضل اللقاحات وأبلغها تأثيرا..!
***
استنادا إلى تلك الحقائق فإن السؤال الذي يثور:
كيف توصلت الصين إلى تلك النتائج شبه الحازمة في التعامل مع كورونا..؟!
الإجابة ببساطة.. أن الصين حتى وإن كانت قد انفتحت على العالم وطبقت سياسة الحرية الاقتصادية.. إلا أنه مازال يحكمها حتى الآن الحزب الواحد وهو الحزب الشيوعي الذي يقبض على شئون البلاد قبضة حديدية تفرض على الناس جميعا.. السمع والطاعة وعدم تدخل الفرد في شئون غيره ومن يخالف ذلك يتعرض لأقسى ألوان العقوبة.
لذا .. إذا استعرضتمؤسسات الحكم فسوف تكتشف أنها كلها تسير في طريق واحد.. بل ويكاد اسمها يكون واحدا.. مثل مجلس الشعب الصيني والمحكمة الشعبية العليا الصينية والحكومة الشعبيةالمركزة.. وهكذا..!
***
عموما سواء اختلفت مع الصينيين أو اتفقت إلا أنهم في النهاية أثبتوا جدارتهم بل تفوقهم تحت المظلة الكونية العالمية.. وأصبحوا مصدر تهديد اقتصادي بالغ الأهمية للولايات المتحدة الأمريكية بالذات..
ثم..ثم.. يكفيهم أنهم استخدموا "العين الحمراء" مع كورونا فخاف منهم واختشى..!
***
و..و..وشكرا
***