مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 04 يناير 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*العائدون من سهرات ليلة رأس السنة المنزلية لم يرحمهم الفيروس.. وهم الآن في العزل!

*تجربة الساعات الماضية مع غرامات الكمامات تؤكد..وعي المصريين.. يزداد عمقا وتألقا

*انظروا ماذا يجري في دول العالم واسجدوا لله حمدا وشكرا

عاد معظم الناس الذين احتفلوا بليلة رأس السنة في تجمعات خاصة.. وهم يحملون معهم فيروس كورونا.. هؤلاء نفذوا تعليمات الحكومة التي تقضي بمنع السهرات وإغلاق الصالات داخل الفنادق والنوادي لكنهم توهموا خطأ أن أبوابمنازلهم.. أو فيلاتهم أو دواوينهم الريفية ستحول بينهم وبين الفيروس وبالتالي ألجمت المفاجأة ألسنتهم.. وها هم الآن إما معزولون عزلا منزليا أو داخل مستشفيات العزل وقد تحددت إقامتهم ومنع الأهل والأقارب من الاقتراب منهم حتى يكتب الله لهم الشفاء..!

*** 

من هنا يثور السؤال:

لماذا يصر البعض على السير في الطريق المخالف رغم علمهم مسبقا بأن الوصول حتى النهاية محفوف بالأخطار.. وبالصعاب والأحجار الثقيلة وبالتالي فقد زجوا بأنفسهم داخل دوائر طالما تمنوا الابتعاد عنها.. لكنه للأسف الاستهتار أو العناد أو الغرور.. أو الاستهانة بشيء لم يكن من الصواب أبدا الاستهانة به.

***

عموما.. نرجو الله سبحانه وتعالى أن يمن بالشفاء على كل من اقتحم كورونا حياته.. أو كلف سلالاته باتباع نفس أسلوبه في التلون والاختفاء والإصرار على ضرب الرئتين دفعة واحدة ولينتهزوا الفرصة.. لتغيير نظرتهم للحياة ومعها تعديل أنماط سلوكياتهم وثقافاتهم حتى يخرجوا بنتيجة مؤكدة تقول إن الحكومة تعمل من أجل صالحهم وليس العكس.

*** 

على الجانب المقابل فقد أبلى المصريون بلاء حسنا يوم تطبيق غرامات "الكورونا" حيث اتبعت الغالبية العظمى التعليمات.. ولم تحدث مشادات.. أو خناقات.. أو أعمال شد وجذب بين الأجهزة المنفذة وبين ركاب القطارات ومترو الأنفاق.. 

في نفس الوقت تم توفير كل العوامل المساعدة مثل بيع الكمامات بأسعار رمزية داخل منافذ إصدار التذاكر وداخل القطارات تلافيا لأية أعذار واهية أو حتى غير واهية.

أما بالنسبة للمخالفين مع سبق الإصرار والترصد فهؤلاء يتم إحالتهم للنيابة.. وعندئذ سيدفعون مائة جنيه أو مائة وخمسين جنيها بدلا من الخمسين.

*** 

عموما.. ووفقا لهذه الصورة"الجديدة" التي بدت ملامحها تتفتح مع بداية عام 2021 يمكن القول إن كورونا سوف يتراجع رويدا رويدا.. بفضل الوعي.. الجديد لدى المواطن المصري الذي لم يجد من سبيل سوى أن يتحمل المسئولية أمام نفسه وأمام عائلته.. وأمام الوطن بصفة عامة.

وتلك والحق يقال سمة المصريين الذين دائما نقول إن معدنهم الأصيل يزداد لمعانا خلال الأزمات حيث تتوثق عرى التضامن بينهم وتترسخ القواعد والأصول أولا بأول..!

إذن هذا هو حالنا.. فما بال الآخرين ..؟!

بريطانيا على سبيل المثال تستقبل مع طلعة شمس كل يوم 100 ألف إصابة وهيئة الإسعاف عندهم تتلقى 400  مكالمة في الساعة الواحدة.. مما اضطر رئيس الوزراء بوريس جونسون إلى القول صراحة.. إن القادم أسوأ كثيرا كثيرا من الآن.

وفي أمريكا بلغت جملة الإصابات أمس فقط 300 ألف إصابة و300 حالة وفاة..!

ومع ذلك.. مازالت المعارك المشتعلة بين كل من الجمهوريين والديمقراطيين بل وصل الأمر بالرئيس ترامب إلى تنظيم مظاهرة حاشدة بعد غد في قلب العاصمة واشنطن.. للتنديد بتزويرالانتخابات التي أسفرت عن فوز من لا يستحق.. بديهي.. هذا من وجهة نظر ترامب.

نفس الحال بالنسبة لفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا وبلجيكا وألمانيا التي يذرف مواطنوها جميعا الدمع بسبب عزيز انتقل إلى العالم الآخر.. أو أغلقت أبواب الرزق أمام من كان حتى وقت قريب يتكسب في اليومالواحد مئات أو آلاف اليوروهات.

*** 

إنها مصر.. وإنهم المصريون.. الذين يحميهم الله سبحانه وتعالى بمظلات عفوه وكرمه وجوده.

*** 

و..و..وشكرا

***