مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 13 يناير 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*أين رئيس الوزراء من شكاوى واستغاثات الجماهير؟

*د.مصطفى مدبولي يرد بأسلوب عملي وواقعي

*استجيبوا.. تريحون وتستريحون 

*الموظف الذي لا يطيق سماع صوت.. قانون الخدمة المدنية.. حدد وسائل عقابه

*الالتزام بالرد.. أهم عوامل غرس الثقة بين الحكومة والجماهير

جلس موظف الحي خلف مكتب متهالك وهو يجول ببصره نحو هؤلاء الذين ينتظرونه منذ الصباح الباكر.. طالبا منهم في لهجة آمرة بأن يصطفوا صفا متراصا إذا ما كانوا يريدون إنهاء شئونهم خلال فترة زمنية قصيرة.. 

يستجيب الناس للتعليمات وسرعان ما يكونون طابورا مستقيما لكن يبدو أنه لا يروق أخانا الموظف فيرفع صوت التهديد والوعيد بإغلاق الملفات والعودة من حيث أتى..!

يحاول الواقفون في الطابور.. ممارسة سياسة ضبط النفسبقدر ما يستطيعون لكن لم تكد تمر سوى نصف ساعة على الأكثر.. حتى يهب الموظف إياه واقفا لينبئهم باضطراره للانصراف بسبب ظرف عائلي..!

هنا تعلو أصوات الاحتجاج أو الرفض لكن الموظف إياه لا يبالي ويذهب إلى حال سبيله بينما الناس كل منهم أخذ يشكو حاله للآخر بغير معرفة سابقة لكن جمعهم سيناريو مشترك .

*** 

هذه الصورة تتكرر يوميا عشرات المرات في مواقع كثيرة من مواقع الأجهزة التنفيذية التي تتعامل معها الجماهير سواء بإرادتها أو رغما عنها.. وللأسف لم يتم التوصل إلى الإجراءات الحاسمة الكفيلة بتغييرها.

*** 

الأهم والأهم أن قانون الخدمة المدنية الذي صدر عام 2016 وأحاطته وقتئذ حملات رفض أحيانا.. وتوجهات بالتأييد والمساندة أحيانا أخرى.. هذا القانون تنص المادة 61 منه على معاقبة الموظف المهمل أو المتكاسل أو من يسيء معاملة الجماهير بعقوبات متدرجة تبدأ من الإنذار حتى الفصل ويبدو أن القانون لم يتم تفعيله بالصورة المطلوبة مما أدى إلى استمرار الحال على ما هو عليه.

*** 

لذا.. فقد أحسن د.مصطفى مدبولي رئيس الوزراء بالتشديد على الجهات الحكومية بضرورة الالتزام والاستجابة لشكاوى الجماهير واستغاثاتهم وطلباتهم في مختلف المجالات والتي تتلقاها الحكومة من خلال منظومة الشكاوى الخاصة بها فضلا عما تنشره وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأنا أحسب أن رئيس الوزراء لم يكن يلجأ إلى هذه اللهجة الحاسمة إلا بعد أن تابع وبحث وبالتالي حرص على ضرورة التوصل إلى حلول جذرية يلمس الناس من خلالها أن هناك آذانا تصغي وأيادي تصدر القرارات بجرأة وشجاعة وبلا تردد.. أو ارتعاش.

والواضح أن د.مدبولي قد استوقفه نداءات الاستغاثة التي تنشرها الصحف والتي يرفعها الأفراد أو الشركات أو الجمعيات أو المؤسسات مطالبين فيها ببحث مشاكلهم وحتى يجنب المواطنين الأعباء المادية والمعنوية التي يتطلبها نشر هذه الاستغاثاترأى أنه من الأفضل الوصول للهدف  من أقصر طريق بدلا من اللف والدوران.. 

ولعل تأكيده على أن الاستجابات كان لها آثار إيجابية ملموسة لدى الأوساط المختلفة إنما يبعث في نفوس المواطنين مشاعر الطمأنينة إلى أن شكاواهم لا تذهب أدراجالرياح بل تكون موضع دراسة وفحص وتمحيص.. وذلك في حد ذاته من شأنه ترسيخ جذور الثقة بين الحكومة والمواطن أو بين الحكومة ومليون و35 ألفا بين فرد وجماعة هم مجموع الذين بعثوا لها بشكاواهم خلال عام 2020.

*** 

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فقد جاء وقت استشعر فيه الناس أنهم مهما قالوا ومهما عادوا فلن تتغير الأمور إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

وهذا سر لجوء البعض من البسطاء إلى رفع شكاواهم للمشايخ وأولياء الله عن طريق صناديق النذور الموجودة في الأضرحة.. والتي هي بمثابة شهود عيان على عدم اهتمام البشر بمعاناة البشر.

الآن الموقف مختلف.. وإن شاء الله الأفضل قادم.. قادم.. قريبا وقريبا جدا.

*** 

و..و..وشكرا

***