مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 14 يناير 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*دعونا نؤدي جميعا القسم.. ثم نحاسب أنفسنا بأنفسنا

*فرق بين ناس تجمدت عروقهم.. وناس يملأون الدنيا نشاطاوحيوية

*بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأمريكا.. كلهم حيارى مع الفيروس..!

*أما نحن فنحاصره بالعلم والإصرار والتحدي 

*البشرية تنتفض ضد أعدائها الألداء:

غنوشي تونس.. الحوثيون.. العباءات السوداء.. "كورونا"

*السودان.. وهل طفح الكيل..؟!

*الاحتكار الفضائي.. وكيفية التعامل معه

*بعد غدٍ..  جميلة الجميلات تجذب أنظار العالم

*عفوا.. رؤساء الأحياءومساعدوهم.. لا ينفذون قرارات الحكومة

هذا القسم الذي أداه أعضاء البرلمان الجديد.. تُرى كم منهم استوعب معانيه..وتعرف على كل كلمة.. بل كل حرف تضمنها في إطاره العام..؟!

وتُرى أيضا مَنْ مِن هؤلاء المائة مليون قد شغل هذا القسم باله وحاول أن يسترجعه بينه وبين نفسه.. إما جهرا أو سرا..؟!

*** 

بديهي.. النوايا لا يعرفها سوى الله سبحانه وتعالى.. لكن دعونا نتفق على أن نؤدي جميعا هذا القسم بشرط تفهم معانيه.. وبعد ذلك نحاسب أنفسنا بأنفسنا دون تدخل في إرادتنا من قريب أو من بعيد..

أنا شخصيا أتصور أننا لو أخذنا الأمر بجدية.. فسوف نضيف إلى إنجازاتنا نقلة نوعية جديدة سوف نظل نتباهى بها حتى يوم الدين.

ودعونا.. نستعرض في عجالة العبارات والكلمات التي يشملها القسم.

بداية.. القسم بالله سبحانه وتعالى له مكانة مؤثرة وبالتالي من يلتزم به مطالب أمام الله وأمام ضميره بألا يتبع إلا كل ما هو حق.. ولا يتحمس إلا لكل ما هو عدل.. وبالتالي يسود تيار بين جميع بنى الوطن قوامه احترام الدستور والقانون.. هذا الاحترام.. يتمثل في ترسيخ قواعد العدل والمساواة.. ومتى تم ذلكيكون المجتمع بأسره قد دخل دائرة تغليب المصلحة العامة على أي نزعة من نزعات الذات.. في نفس الوقت الذي يطمئن فيه كل فرد إلى أن القانون يطبق عليه مثلما يطبق على غيره.. وبذلك تختفي المحسوبيات والوساطات والاستثناءات.

*** 

ثم.. ثم.. نأتي إلى الفقرة التي نتعهد فيها جميعا برعاية مصالح الشعب والمحافظة على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه.

هنا.. تتجلى الغيرية الاجتماعية بأسمى أبعادها وخلفياتها ومقوماتها مما يؤدي تلقائيا إلى أن يخطو المجتمع خطوات واعدة ومحددة لردع كل من تسول له نفسه الإضرار بذرة واحدة من تراب هذا الوطن العزيز والتسابق "الجمعي" لإقامة الحصون والقلاع التي تجعل الأبناء والبنات يعيشون تحت مظلات الأمن والأمان والاستقرار وهي مظلات حرمت منها شعوب كثيرة.. وما زالت شعوب أخرى تناضل وتكافح في سبيلها.

*** 

بعد ذلك نأتي إلى السؤال الأهم والأهم:

*وماذا بعد..؟!

ذلك هو بيت القصيد فمادمنا اتفقنا على تعانق أيادينا وتفاعل عقولنا وتنقية نفوسنا من أية شوائب.. يصبح الطريق ممهدا لكي نصل عبر دروبه إلى كلمة سواء..!

ولمَ لا.. ونحن الذين تعاهدنا وتآزرنا وتكاتفنا.. واتفقنا على أسس محددة وقواعد متينة وقوية.. وبالتالي نتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.. مما يسهل وضع جداول زمنية تضم بنودا ونقاطاكفيلة بمواجهة أي حدث طارئ.. وحل أية أزمة مفاجئة..

طبعا قبل ذلك تكون الرؤى قد توحدت والاستعدادات والملكاتقد سطعت أضواؤها فتختفي الصغائر من حياتنا.. ولا يطفو على السطح سوى الآمال الكبار.. والغايات الشاملة التي تتوسع دوائرها مع بزوغ فجر كل يوم.

*** 

والآن ما آخر أخبار الفيروس العنيد.. وماذا عن الفرق بيننا وبين الآخرين..؟

ها نحن جميعا.. نعيش القضية من أولها لآخرها نتابع.. ونحللوندرس ونقارن لنخرج بنتيجة تقول إننا والحمد لله أفضل شعوب الأرض تعاملا مع الفيروس بعد أن تعاهدنا منذ البداية على أن نخرج من المعركة ضده بأقل الخسائر..

انظروا ماذا يحدث في بريطانيا على سبيل المثال..؟

لقد أغلقت الأبواب وتجمدت العروق وامتلات الصدور بالهواجس الممزوجة بالأحزان والآلام وفي فرنسا لم تختلف الصورة كثيرا شأنها شأن ألمانيا وأمريكا التي فاقت الحدود في الخضوع والاستسلام للفيروس..

على الجانب المقابل نحن لم نتركه حرا طليقا يفرض سطوته وجبروته بل بالعكس أقمنا الحواجز والأسوار التي تحد من تحركاته فحاصرناه من كل حدب وصوب بالعلم والإصرار والتحدي.

وها هو لا يجد سبيلا للهروب بعد أن سددنا أمامه كل المنافذ وكافة الثغرات.

وهنا أعود لأؤكد.. أن مصر وهي تعيش تلك المرحلة من تاريخها القائمة على المشاركة والإيثار والتناغم تفوقت على ما عداها بكثير سواء من الجيران أو غير الجيران.

نعم.. منا من لم يسلم ولن يسلم من إصاباته الغادرة لكنها إصابات منحنا الله سبحانه وتعالى القدرة على تخفيف وطأتها مما أدى إلى خفض نسبة الوفيات وعدم تمكين كورونا من تحقيق مآربه الخبيثة.

*** 

وبمناسبة.. هذا الصراع المحتدم بين الإنسان والفيروسات أو بين أصدقاء البشرية وأعدائها.. يمكننا القول إن البشرية أخذت تنتفض حاليا بقوة وعنف ضد أربعة أعداء طال معها أمد الحرب.. لكن يبدو أن المعركة القادمة سوف يكون النصر فيها لبني آدم..!

*العدو الأول: 

راشد الغنوشي في تونس الذي يمارس ضد شعبها كافة وسائل الإرهاب والترويع محتميا بموقعه كرئيس للبرلمان.

الآن تتوحد القوى السياسية في البلاد للإطاحة بالغنوشي منبهين إلى أن استمراره إنما يضر بالأمن القومي للبلاد إضرارا بالغا.. فمن لديه الاستعداد للتفريط في أمنه وأمن وطنه تاركا هذا "الإرهابي" يعيث في الأرض فسادا كما يحلو له..؟

غني عن البيان أن الرافضين للغنوشي تتضاعف أعدادهم يوما بعد يوم.. مما يشير إلى أن ساعة سقوط إخوان تونس قد قربت أو قد حانت بالفعل.

*العدو الثاني.. الحوثيون:

هذه الفئة الباغية الضالة والتي ترتكب من الجرائم ما لا يقره دين أو ضمير أو أخلاق.. أخيرا أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية قرارا بتصنيفها كجماعة إرهابية..

هذا القرار الأمريكي سوف يغير من أوضاع كثيرة داخل اليمن الذي احتلته ميليشيات الحوثي وأصبحت تتصرف في شئونه كأن البلد بلدهم وثرواته ثرواتهم..!

ولعل من أهم الأوضاع التي سيشملها التغيير.. المملكة العربية السعودية التي طالما تعرضت لصواريخهم وضربات طائراتهم المسيرة كذلك دولة الإمارات التي تنفق من أموالها الكثير والكثير للحد من غلوائية هؤلاء الإرهابيين.

وبذلك يقترب النصر بإذن الله بحيث تزول الغمة ويعود البلد إلى أصحابه الأصليين.

*العدو الثالث: 

هؤلاء الأئمة أصحاب العباءات السوداء حكام إيران الذين يتباهون بتصديرهم الإرهاب والترويج لأفعاله المقيتة.. وقد فجرت أمريكا بالأمس مفاجأة مدوية حيث كشفت أن هؤلاء الأئمة تربطهم علاقات وثيقة بتنظيم القاعدة الذي قدموا له كل الدعم وكل المساعدات.. اللوجستية والمالية والمعنوية..!

ولقد ظل هؤلاء الأئمة يزعمون عدم وجود أي صلة بينهم وبين تنظيم القاعدة..!

لكن مع افتضاح أمرهم اليوم فسوف تتغير تلقائيا معادلات كثيرة وتشابكات لم يعد صعبا فك خيوطها.

*العدو الرابع:

هو فيروس كورونا الذي أحسب أننا قد استفضنا بشأنه من خلال هذا المقال.. وإن كنت أزيد على أنه سوف يتوارى رويدا رويدا نتيجة الجهود الموحدة التي تبذلهاالحكومات والشعوب.. وجماعات العمل الاجتماعي بشتى صوره وأنواعه.

*** 

وبما أن الأحداث كلها مترابطة ببعضها البعض فإن الموقف الذي اتخذه السودان مؤخرا بشأن سد النهضة الإثيوبي يعبر عن أهمية التضامن والتآزر والإيجابية في القول والعمل..!

لقد وجد السودان أن أي مفاوضات مع إثيوبيا لا تقدم ولا تؤخر فما كان منه إلا أن رفض المشاركة حاليا وفيما بعد إلا إذا أثبت الاتحاد الإفريقي جدارته وأكد فعاليته.. أما فيما عدا ذلك فليتحمل كل ذي شأن أمر نفسه.. وأمر ناسه في حاضرهم ومستقبلهم جنبا إلى جنب.

*** 

وقبل أن نعود لنهبط فوق أرض المحروسة من جديد أتوقف أمام قضية أثيرت مؤخرا بصرف النظر عن البطل الرئيسي فيها.. وبعيدا عن شبهة التأييد أو الاعتراض.. 

القضية التي أعنيها.. هو ذلك الاحتكار الفضائي والذي تمثل في حجب مواقع تويتر وفيس بوك والواتس آب عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب..!

بالله عليكم.. أليس هذا استبدادا ما بعده استبداد..؟

الرئيس ترامب هو حتى الآن رئيس أكبر دولة في العالم حتى إذا لم يكن ذلك كذلك فهو مواطن شأنه شأن مليارات المواطنين الذين يعيشون فوق هذه الكرة الأرضية فكيف إذن يحرم من إنجاز علمي فتح آفاقا واسعة للبشرية..؟!

لا.. وألف لا.

إنها واقعة خطيرة لابد من مواجهتها بالعقل والتروي والحكمة دون تحيز لطرف ما.. أو مجاملة لرئيس أصبح بينه وبين الابتعادعن السلطة أيام قليلة..!

*** 

وها نحن الآن وصلنا إلى جميلة الجميلات وأقصد بها مصر العزيزة التي لا يشاركها في حبنا لها كائن من كان..

هذه الجميلة سوف تتألق أكثر وأكثر اعتبارا من بعد غد حيث تستقبل بطولة كأس العالم في كرة اليد.

لذا.. فإني أناشدكم جميعا كبارا وصغارا.. أن نقدم لمصر معا بهذه المناسبة أقصى جهد لتظل أناقتهامثار إعجاب الدنيا كلها وإن كنا واثقين من ذلك.. لأسباب عديدة أهمها عمق الانتماء والمودة الدافئة التي لا تغيب عن القلوب أبدا.

*** 

أخيرا.. وفي نفس ذات الإطار اسمحوا لي أن نشدد على رؤساء الأحياء بالذات الذين كانوا ومازالوا مثار شكوى وانتقاد..!

وإني لأقولها.. صريحة وواضحة.. إن هؤلاء –للأسف- لا ينفذون تعليمات الحكومة وإلا ما سبب تواجد "الشيشة" في الكثير من الكافتيريات .. أو.. المقاهي أو حتى في المطاعم..؟!

طبعا.. لو كان رؤساء الأحياء يجدون من يردعهم ما تصرفوا هذه التصرفات المستفزة..!

*** 

و..و..وشكرا