مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 18 يناير 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*أي دولة مؤسسات والرئيس الجديد يلغي قرارات سلفه بجرة قلم..؟!

*وأي دولة مؤسسات تلك التي تحكمها النزعات الشخصية قبل أي اعتبارات أخرى..؟!

*"الاتفاق الأوحد" في كل العصور ذلك الانحياز السافر لإسرائيل

أي دولة مؤسسات تلك التي ما أن يأتي رئيسجديد لحكم البلاد.. سرعان ما يلغي قرارات سابقه.. الذي كان بدوره قد قام بإجراء مماثل فور توليه السلطة..؟!

أيضا.. أي دولة مؤسسات تلك والرئيس الذي بينه وبين موعد الرحيل عن البيت الأبيض مجرد أيام أو ساعات.. يقوم بإصدار ما يسمى بعفو رئاسي يقضي بعدم مساءلته عن أي تصرفات أو إجراءات أو قرارات قام بها على مدى تاريخ حكمه..؟!

*** 

مثلا.. ها هو جو بايدن الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية أعلن أنه سيلغي القرار الذي كان قد أصدره الرئيس السابق ترامب بمنع دخول مواطني بعض الدول لاسيما الإسلامية للولايات المتحدة كذلك سيتخذ نفس الموقف بالنسبة لاتفاق المناخ بباريس.

الأغرب والأغرب أن الجدار الفولاذي الذي أراد الرئيس ترامب إقامته على الحدود مع المكسيك والذي توقف لتعذر تمويله حيث تبلغ جملة هذا التمويل 28 مليار دولار.. هذا الجدار سيصبح مجرد ذكرى في عصر جو بايدن الذي يقول إن الشعب الأمريكي أولى بهذا المبلغ الذي سيضيع هباء..!

*** 

أما الأخطر والأخطر أن الرئيس- أي رئيس- في إمكانه حتى الساعة الأخيرة من حكمه إشعال نيران الحرب في أي مكان مستخدما الصواريخ أو القنابل النووية.. وهذا ما تستغله إيران حاليا محذرة.. من تهور ترامب حسب تعبير حكام طهران.

*** 

على الجانب المقابل..فإن ثمة توافقا على أمر واحد بين جميع رؤساء أمريكا.. ألا وهو الانحياز لإسرائيل انحيازا بالغا دون قيد أو شرط.. ولعل أبلغ دليل أن الرئيس بايدن لم يشر من قريب أو من بعيد إلى قرار الرئيس ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.. أو الاعتراف بشرعية ضم هضبة الجولان السورية إلى المحتلين الغاصبين..

*** 

على أي حال.. لم يتبق سوى 48 ساعة .. يمارس بعدها الرئيس جو بايدن سلطاته الرسمية والواسعة والتي تتيح له اتخاذ كافة وسائل الانتقام من سلفه وغريمه وعدوه اللدود دونالد ترامب لكن ترى هل سيفعل..؟!

المؤشرات تقول إنه لن يفعل لسبب بسيط أن ترامب حصل على 75 مليون صوت انتخابي يستحيل تجاهلها وبالتالي سوف يزداد الوضع انقساما إذا سيطرت المشاعر وتحكمت في صاحب الحل والربط الجديد والذي كان حتى أيام قليلة مضت يشكو الظلم والعدوان.. والبطش..!

أما الترويج لمسألة اعتقال ترامب بتهمة التحريض على القتل.. والاعتداء على مبنى الكابيتول فذلك ليس من السهولة بمكان خصوصا وأن القانونيين الأمريكان يقولون إن ما ذكره ترامب بالنسبة لتزوير الانتخابات لا يعد جريمة بل إنه أمر واقع..!

*** 

في النهاية تبقى كلمة:

أنا شخصيا أعتقد أن أمريكا قد فقدت في الآونة الأخيرة الجزء الأكبر من بريقها الزائف وبالتالي لن تكون قبلة الحالمين بالثروة والساعين للحرية والديمقراطية.. وتلك كلها مظاهر ليست موجودة في عالم الواقع.

*** 

و..و..وشكرا