بعد عشر سنوات من تمزيق الأوصال
*كيف يعيش التونسيون.. والليبيون والسوريون.. واليمنيون.. وغيرهم..؟
*تبددت الأحلام.. وسيطرت الكوابيس الثقيلة
*حتى السودانيين لم يتركوهم في حالهم وأشعلوا لديهم نيران العنصرية والعرقية
هل كان التونسيون يتوقعون وهم يقومون بثورتهم منذ عشر سنوات أن الحال سينتهي بهم بعد مرور هذه المدة وهم أشد معاناة من انهيار اقتصادي شامل أدى إلى زيادة عدد العاطلين وارتفاع معدلات التضخم وعجز صارخ في الموازنة العامة؟
الإجابة بالنفي طبعا بل تصوروا جميعا أو الغالبية العظمى أن المجتمع كله سيتعاون مع بعضه البعض لتحقيق الآمال التي طالما انتظروها على مدى عقود وعقود.
للأسف لقد تدخل الإخوان المسلمون كعادتهم ليعيثوا في الأرض فسادا بتآمرهم الرخيص.. وإشاعة الفوضى وافتعال المشاكل.. وبذلك أصبح التونسيون في حاجة إلى من ينتشلهم مما هم فيه.. وهذا ليس بالأمر السهل أو الهين.
***
أيضا.. في ليبيا هل خطط الكارهون لحكم معمر القذافي فيما سيفعلونه بعد سقوطه؟
طبعا.. لم يحدث فكانت النتيجة أن تصارع الناس مع بعضهم البعض وأسهموا جميعا في فتح أبواب بلدهم أمام الطامعين.. والمتخصصين في نهب ثروات الشعوب ومعهم ميليشياتهم ومرتزقتهم فكانت النتيجة أن عم الإرهاب وأصبحت عمليات الاغتيال والاغتيال المضاد وسيلة التفاهم شبه الوحيدة بين جموع الناس.
***
..ثم..ثم.. ها هم السوريون الذين فقدوا جميعا الأرض التي نشأوا فيها وتربوا وفقالأصولها وعاداتها وتقاليدها وذلك بعد أن تمزقت أوصال الوطن وانقسم إلى مقاطعات .. أو مناطق نفوذ يسيطر عليها إما الإيرانيون أو الأتراك أو الروس .. أو.. وأصبح أبناء البلد الأصليون مجرد أصفارفي معادلة يستحيل حل ألغازها.
***
و..و.. ونأتي إلى من هم أشقى وأشد بلاء وأعني بهم اليمنيين الذين سالت دماؤهم أنهارا.. وانتهكت أعراضهم جهارا نهارا.. ونسفت بيوتهم فوق رؤوسهم ومازالوا حتى الآن ينتظرون الفرج من منظمات دولية لا تقدم ولا تؤخر.. بل ربما تكون قد تخصصت في زيادة العنف.. وفي تكسير العظام الذي لم تشهد معاركه مثيلا من قبل..
***
أما أبناء هذا الشعب المغلوب على على أمره دائما.. فيمكن القول إنهم فقدوا كل بادرة أمل وأعني بهم اللبنانيين الذين انهارت عملتهم الوطنية انهيارا عاتيا.. واكتظت شوارعهم وأرصفتهم بمن لا عمل ولا أمل لهم..!
***
وفيما يتعلق بالعراق..فحدث ولا حرج.. إذ ماذا كانوا ينتظرون بعد أن اجتاح بلدهم جحافل الغزاة الذين ركزوا همهم على سرقة بترولهم.. ومياههم.. وكنوز متاحفهم.. ثم تركوهم ليخوضوا حربا ضد الدواعش.. وضد ما يسمى بحزب الله العراقي وضد أصحاب العباءات السوداء في إيران.. وحتى الآن مازالت نيران الغضب تنهش قلوبهم وأجسادهم لكن ماذا عساهم فاعلين..؟
***
حتى السودان الجار والشقيق الذي تنفس أبناؤه الصعداء حينما بدأوا في بناء قواعد حكم جديد ثم سرعان ما تدخلت في شئونهم قوى الشر.. المتمثلة في الإثيوبيين.. وفيمنعادوا ليثيروا نوازع الفرقة والعنصرية والعرقيةالبغيضة .. وها هي آخر المعارك في هذا الصدد التي دارت في دارفور منذ أيام وسقط بسببها حوالي 150 شخصا..!
***
هؤلاء هم من راحوا ضحية أحلام زائفة أثقلت كاهلهم بعد أن تحولت إلى كوابيس وكوابيس عنيفة لا يعلم أحد متى يتخلصون منها سوى الله سبحانه وتعالى.
***
و..و..وشكرا
***