*ترامب غادر منصبه.. ولا أحد يعرف ما إذا كان قد أصابه كورونا أم لا..؟!
*تعامل مع الفيروس .. باستخفاف.. فكانت النتيجة.. أن خسر مؤيديه التقليديين
*الرئيس الجديد.. التقط طرف الخيط.. وأعلن ما أسماه الإستراتيجية الوطنية لمواجهة كورونا!
يمكن القول إن أغرب علاقة بين الإنسان وفيروس كورونا.. تلك التي نشأت بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وبين هذا الفيروس لدرجة أنك لا تستطيع أن تجزم بالضبط من فيهما يضحك على الآخر.. أو يستخف بعقليته.. أو يقوم بمناورات من أجل تحقيق النصر المنشود..!
***
من هنا.. يتفق مؤيدو الرئيس ترامب ومعارضوه على أنه لم يصب بالفيروس رغم إعلانه يوما على الملأ بأنه أصبح واحدا من ملايين الضحايا سواء داخل أمريكا أو خارجها.. وبالتالي اضطر للخضوع للعلاج..!
ثم..ثم.. سرعان ما عاد ليعلن بعد أربعة أيام فقطأنه قد تعافى تماما وأن هذا الفيروس يتسم بالضعف وعدم التأثير وأنه الآن قد أصبح " سوبر مان".. ولم يكتف الرئيس بذلك فحسب.. بل وقف ليطالب الناس بعدم ارتداء الكمامات.. وألا يقيموا وزنا للتباعد الاجتماعي .. فتلك أمور من وجهة نظره وبحكم تجربته الواقعية..لا قيمة لها..!
وبالفعل لم يظهر أبدا "بالكمامة".. بعد أن حقق –كما يقول- النصر على الزائر الثقيل وسوف يظل في مقدمة من لا يستخدمون تلك الكمامات متحديا الفيروس ومؤكدا على عدم إتاحة الفرصة له لكي يسيطر على حياة مواطنيه..!
***
طبعا.. الناس كانوا يستمعون إلى تصريحات ترامب ويشاهدونه من خلال شاشات التليفزيون صباحا ومساء في نفسالوقت الذي سجلت فيه الولايات المتحدة أعلى معدل قياسي للإصابة بالفيروس حيث بلغ عدد المصابين في اليوم الواحد ما يقرب من 250 ألفا فضلا عن أربعة آلاف قتيل بفعل كورونا..!
***
هكذا أوقع ترامب نفسه بنفسه في "الفخ" الذي استخدمه منافسوه أفضل استخدام ضده وملأوا الدنيا صياحا بأن الرئيس لا يهتم بمواطنيه .. وأنه يتاجر بالفيروس سياسيا بينما المفروض أن تكون مواجهته للوباء الذي استشرى قائمة على العلم والموضوعية وهذا ما ركز عليه الرئيس الجديد جو بايدن فور ممارسة مهامه الرسمية حيث أعلن ما أسماها بالإستراتيجية الوطنية لمواجهة كوفيد 19 والتي تقوم على أساس التوسع في أبحاث اللقاحات للوصول إلى ما هو أفضل وأكثر فاعلية مع توفيرها بأسرع ما يمكن لأكبر عدد من أبناء البلاد والمقيمين بها سواء بصفة مؤقتة أو دائمة.
في نفس الوقت الذي أبدى فيه الرئيس تعاطفا مع فقراء الأمريكان.. والمتعطلين عن العمل مشيرا إلى أنه سوف يدبر حلولا سريعة لهم.. في ظل تفشي الوباء..!
***
في النهاية تبقى كلمة:
الإنسان.. هو الإنسان في أي زمان أو مكان.. وهو في جميع الأحوال الذي يتطلع إلى حياة آمنة كريمة.. ومتمتعا بالصحة.. وعندما يكتشف أنه يعيش حياة مضطربة تتقاذفه فيها قسوة المرض وغيلة الفقر.. وظلام المستقبل فيصبح عندئذ غير مستعد للاستماع إلى وعود قد لا تتحقق.. وإلىبيانات تفتقر إلى معلومات حقيقية وبالتالي يتجه سواء بإرادته أو رغما عنه إلى طريق غير الطريق.
وهكذا.. كان من أهم الأسباب التي أسقطت دونالد ترامب تعامله مع فيروس كورونا باستخفاف وعدم جدية.. وبألاعيب سياسية..!
***
و..و..وشكرا
***