*أبدا.. المصريون لم تتغير طبائعهم سواء قبل 25 يناير أو بعدها
اللهم.. إلا فئة قليلة!
*ثورة 30 يونيو.. أصبحت الثورة الأم بفضل تكاتف جميع الأيادي والالتفاف حول مبادئواحدة
*الرئيس السيسي يستشهد بلوحة الشرطة الخالدة.. والأوبريت الغنائي أكد..
معاني التآزر.. والاصطفاف الواحد
*فلنسترجع في ذاكرتنا مدينة أفلاطون الفاضلة
هل حقا.. اختلفت طبائع الشعب المصري بعد 25 يناير عام 2011 عما قبلها..؟!
الإجابة ببساطة لا إذ لا يجوز الانتقال من حالة التخصيص إلى مرحلة التعميم لأن كل شيء له ظروفه.. وكل حدث له دوافعه ومسبباته وأيضا نتائجه.
من هنا إذا كانت قلة من الشباب تجاوزت في خلافاتها وسلوكياتها عن المألوف أثناء تواجدهم في ميدان التحرير ثم استمروا على نفس النهج بعد أن انفض الجمع وذهب كل إلى حال سبيله فإن الغالبية العظمى ولا شك التزمت بالقواعد الأساسية للأخلاق وراعت معايير القيم وأصول التعامل مع الآخرين.
وغني عن البيان أن هؤلاء الشباب لو لم يجرفهم تيار العنف والتطرف لتمكنوا من عمل تغيير حقيقي.. لكن هكذا شاء الله.. الذي تبقى دائما كلمته هي العليا في كل وقت وحين.
***
استنادا إلى نفس تلك الحقائق فقد تحقق النجاح لثورة 30 يونيو بفضل تلاحم جميع فئات الشعب مع بعضهم البعض والتفافهم حول مبادرة واحدة.. ومعانٍ لا تقبل لبسا ولا تأويلا.
ولعل ما ذكره الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الاحتفال بعيد الشرطة يؤكد أن التجارب التي مر بها المصريون جيلا بعد جيل أثبتت أنهم كلما كانوا يدا واحدة.. حققوا المعجزات أو شبه المعجزات يتبين ذلك من خلال تلك اللوحة الخالدة التي تلاحمت فيها بطولات الشرطة والشعب بصدهم لعدوان جيش مستعمر ليصبح هذا اليوم عيدا يحتفل به المصريون بكل طوائفهم وفئاتهم كل عام.
***
في نفس الوقت فقد عكس الأوبريت الغنائي الذي أعدته إدارة العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية.. كل تلك المفاهيم التي تتعانق مع بعضها البعض وقد ألف بينها نسيج متين من التآزر والتآخي.. وتغليب المصلحة العامة على أي نزعة من نزعات الذات.
.. وهكذا يمكن القول باختصار شديد إن المجتمعات هي التي تحدد مصائر أفرادها بأنفسها.. فإذا ما أرادت أن يكون لها مكان لائق تحت الشمس وحدت صفوفها ووقفت بصلابة وشجاعة وإقدام أمام أية محاولة من محاولات الاختراق.. أما إذا تشتت الجمع.. وأصبحت كل فئة تقول أنا وحدي وبعدي الطوفان فإن جميع الفئات سوف تدفع الثمن غاليا.
***
زمان أقام الفيلسوف الشهير أفلاطون من نبت خياله ما أسماها المدينة الفاضلة والتي قال إن المواطن فيها يستشعر أن كل طلباته مجابة.. شأنه شأن المقيم والزائر تماما فالخدمات تؤدى على أعلى مستوى وبأسلوب حضاري بعيدا عن التعقيد والبيروقراطية ودون إبطاء أو تسويف .
ويقول أفلاطون إن هذه المدينة لن تكون مختلفة في المظهر العمراني فقط بل أيضا في المستوى الحضاري والسكاني والأداء الحكومي الخاص سواء بسواء.
ثم يختم أفلاطون تصوره عن المدينة الفاضلة بأنها يمكن أن تخرج إلى غير الواقع لو اتفق أهلها على أن يعيشوا في إخاء ومحبة.. وإيثار وتضحية.
ودعوني أستعين بكلمات أفلاطون الأخيرة وأطرح سؤالا تلقائيا:
هل نحلم بأن تصبح مصرنا العزيزة في يوم قريب.. مدينة فاضلة التي من أجلها أطلق أفلاطون العنان لتفكيره لتظل حديث الناس أجمعين على مدى قرون وقرون..؟
أجيب فأقول ولماذا نحلم بينما نستطيع بتاريخنا وحضارتنا وتكاتفنا وإعلاء قيم الحق والخير والجمال أن يكون هذا البلد أفضل شعوب الأرض دون منازع..؟
وها نحن في الطريق إلى ذلك.
***
و..و..وشكرا
***