*أخيرا.. قريتي تبتسم.. ولتطمئن روح "اللواء" أحمد مختار
*أحدث مشروع قومي أضفى السعادة على أهل الريف والحضر معا
*عندما تصبح ثمار الإصلاح الاقتصادي في أيادي الجميع.. تتجدد الحياة.. يوما بعد يوم
*منظمة الصحة العالمية.. بين تخويف الناس وتحذير الحكومات!
*يعني إيه متحور كورونا البريطاني يهدد70 بلدا؟!
*عفوا الرئيس بايدن.. هل إدارتك ضد الإرهاب أم مع مرتكبيه..؟!
*مراجعة توصيف"الحوثيين" تثير الشكوك.. والعجب أيضا!
*إثيوبيا.. والإصرار على تدمير العلاقات مع أهم جارتين!!
جرت محاولات عديدة لتطوير قرى مصر.. لكنها للأسف كانت محدودة.. حيث اصطدمت أعمال التطوير بالتكلفة المالية التي تصل إلى عدة مليارات من الجنيهات..!
أيضا.. لقد عانى "الريف" من مشكلات أزلية.. أهمها التفرقة الصارخة بين أبنائه وبين أبناء الحضر في شتى مجالات الحياة..!
وحينما كانت تلوح في الأفق أحيانا بشائر التحديث.. سرعان ما ارتفعت الأصوات التي يتهم أصحابها سكان الريف الأصليين بتغيير جلودهم ورفضهم العيش كما عاش الآباء والأجداد من قبل..!
***
ودعوني أضرب لكم مثلا بقريتي وهي قرية صغيرة في قلب الدلتا.. اسمها شنشور تابعة لمحافظة المنوفية ومركزها مدينة أشمون التي لا تقل عنها تهميشا واستبعادا وتجنيبا لأسس وقواعد المدنية..
شنشور تلك كانت حتى وقت قريب محرومة من الصرف الصحي ومن "طرق" آمنة.. ومن وسائل مواصلات تكفل لمستخدميها أقل القليل من راحة الأبدان..!
وأهل القرية إنصافا للحق لا يبخلون عن الإسهام مع الحكومة في تقديم الدعم اللازم من خلال مدرسة يقيمونها بموارد ذاتية.. أو معهد أزهرييخصصون له اعتمادات مالية منفصلة عن ميزانية الأزهر..!
حتى عندما أصيب نفر منهم بفيروس "كورونا" أبلوا جميعا بلاء حسنا فالتزموا بالإجراءات الاحترازية الكفيلة بمحاصرة الفيروس.. واعتبر كل واحد منهم نفسه هو الذي أصيب وهو الذي يحتاج للرعاية والمتابعة الحثيثةوالاهتمام..و..والعلاج الناجع..!
***
الآن.. ستدخل شنشور وغيرها من القرى مرحلة جديدة في حياتها.. وحياة أبنائها بصرف النظر عما إذا كانت هذه المرحلة قريبة أم بعيدة.. لكن في النهاية يد التطوير ستمتد لتشمل الإنسان والجماد والزرع.. وكل شيء..
بعد هذا التطوير لن يحتاج أهلي وأقاربي إلى من يعاونهم على توصيل صوتهم إلى المسئولين كما كان يحدث زمان.. بل وحتى الآن.. إذ ستكون جميع مشكلاتهم قد وجدت طريقها للحل وكل مقومات الحياة العصرية قد توفرت.
يعني الطريق الوحيد الذي يربط بينها وبين القرية الجارة والتي تسمى "الخضرا" سوف يعاد رصفه من جديد رصفا على أسس متينة ومتكاملة.. تختفي معها تلال الأتربة التي تخلفهاسيارة واحدة لا تزيد سرعتها عن أربعين أو خمسين كيلو مترا!
كما ستودع القرية نهائيا هذه البدائية في الصرف الصحي كذلك سيتم ردم الترع والمصارف وتطهيرها من مياهها الآسنة التي كانت مصدرا لأمراض.. وفيروسات لا يلقى المصابون بها أية رعاية تذكر.. هذه الرعايةستدخل بدورها إلى غرف إنعاش جديدة فتصبح الوحدة الصحية لها قدرها من الاهتمام بدلا من هذا الإهمال الذي يعشش في جنباتها وما من مغيث.
***
صدقني بقدر سعادتي لما تشهده قريتي من خلال المشروع القومي الجديد أو المشروع الأحدث لتطوير ريف مصر.. فإني أستشعر في قرارة نفسي براحة ما بعدها راحة لأن هذا المشروع سيمتد أول ما يمتد إلى الوادي الجديد.. بمختلف مدنه وقراه وأهمها المنيرة وناصر الثورة وباريس وصنعاء وبغداد والمكس وكلها تابعة لمركز الخارجة أما مركز الداخلة فيضم تنيرة وبلاط والمعصرة والجديدة والفرافرة وهنا قد يطرأ ببالك سؤال أنا شخصيا أحسب أنه طبيعي وبديهي:
*ولماذا الوادي الجديد الذي آثرت الحديث عنه مع قريتي الصغيرة..؟
.. وهاآنذا سأقدم لك الإجابة:
في منتصف عام 2007 ذهبت إلى الوادي الجديد وكانت تلك المرة الأولى التي أذهب إلى هناك.. فوجدت ما لم أكن أتصوره.. مساحة شاسعة من الأراضي.. عدد قليل من البشر.. مقومات طبيعية هائلة.. ثم..ثم.. محافظ نشط.. بالغ الحماس للوادي وناسه يتطلع إلى تحويل هذه المساحة من أرض مصر إلى جنة الله في أرضه..!
واستمعت للواء أحمد مختار محافظ الوادي الجديد الليل بأكمله لأكتب في الصباح مقالا بعنوان: "محافظ الوادي الجديد يدعوك للإقامة هنا وستجد الخير كله"!
في اليوم التالي وكنت قد وصلت القاهرة .. اتصل بي اللواء مختار رحمه الله قائلا:
رنين التليفون لم ينقطعمن أول مؤسسة الرئاسة وحتى أصغر موظف في الإدارة المحلية الكل يستفسر عن هذه الجنة الجديدة التي تتحدث عنها..
xوماذا كان ردك يا سيادة المحافظ؟
*أكدت ما قلته لك بالحرف الواحد بل كررته كلمة كلمة مؤكدا على أن مساحة الوادي الجديد تعادل45,8% من مساحة مصر والكثافة السكانية لا تزيد عن 2% لكل كيلو متر مربع.
يعني أرض واسعة .. شاسعة وخيرات كثيرة ولا ينقصها سوى الإنسان ثم اختتم اللواء مختار حديثه معي ليقول:
*تصور أنا أحلم بيوم قريب تدب فيه الحياة في شتى ربوع الوادي..!
لكن شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن ينتقل إلى رحابه قبل تحقق حلمه.. فقد توفي بعد ذلك بنحو ثلاث سنوات أثناء إجرائه عملية زراعة الكبد في الصين..!
***
ولأن رب العزة والجلالةهيأ لهذه البلاد كل ما يصبو إليه أبناؤها من عيش كريم وأمن وأمان واستقرار فقد وفق قائد مصر لأن يتجه ببصره إلى الوادي الجديد ومعه كافة أسلحة التطوير والتحديث..!
وتم بالفعل وضع 22 مشروعا لتطوير محافظة الوادي الجديد صارالعمل لتنفيذها على قدم وساق.. ومن بينها مشروع إنشاء كوبري أعلى سكة حديد القاهرة- الواحات.. وقد قرر الرئيس السيسي إطلاق اسم اللواء أحمد مختار على هذا الكوبري تقديرا له وعرفانا..!
واليوم ومع المشروع القومي الجديد سيصبح الوادي الجديد واحة من واحات مصر الجميلة والرائعة والواعدة التي يتدفق عليها المصريون من كل حدب وصوب.. وليهنأ القوم كلهم بثمار الإصلاح الاقتصادي.
***
الآن.. ما هي آخر أخبار فيروس كورونا..؟!
بداية فلنحمد الله ونسجد له شكرا نحن المصريين حيث مازلنا قادرين على محاصرة هذا الفيروس ومنعه من تنفيذ أغراضه الخبيثة ضدنا بينما في مجتمعات كثيرة يزداد شراسة وضراوة..!
أما الأغرب والأغرب فهو موقف منظمة الصحة العالمية التي لا نعرف ما إذا كانت تهدف من خلال بياناتها ترويع الناس وتخويفهم أم تحذير الحكومات .
مثلا.. لقد قالت تلك المنظمة في آخر بياناتها إن فيروس كورونا البريطاني المتحور وصل إلى 70 بلدا ونظيره الجنوب إفريقي وصل إلى 31 بلدا ثم البرازيلي وصل إلى 6 بلاد..
وكانت المنظمة قد سبق أن أعلنت أن هذه النسخة الجديدة من الفيروس أشد خطرا وليس من السهولة الحد من انتشاره قبل نهاية عام 2022.!
ومع ذلك فقد رفضت الجماهير في بقاع شتى من العالم هذا الموقف من جانب المنظمة .. وها هي المظاهرات تعم هولندا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا احتجاجا على إيقاف عجلة الحياة ومطالبة بالعودة إلى ما كانت عليه الأوضاع وليحدث ما يحدث..!
يعني.. لم تكتف المنظمة بما تقول وتفعل بل أيضا.. ستكون سببا في الوقيعة بين الشعوب وحكامها..!
فإلى متى..؟!
يقولون إن الأمل في المصل الذي سوف يخفف من حدة الإصابات لكنه لن يكون وسيلة للعلاج..!
في نفس الوقت الذي تخضع فيه الأمصال جميعها للإشاعات وحملات التشكيك والروايات المفبركة .. وفي جميع الظروف سوف تكون التجربة العملية هي الحكم الأول والأخير..!
وبالمناسبة.. أسوق لكم نصيحة الأطباء في إجماع كامل بأن تناول المصل أيا كانت نوعيته أو هويته أو جنسيته فليس شيئا غيره يمكن أن يحول دون الخطر القاتل..!
***
ثم..ثم.. ماذا عن أحوال الأخوة الأمريكان هذه الأيام بعد انتهاء الحملات الانتخابية ووقوع اختيارهم على الرئيس الديمقراطي جو بايدن..؟!
لقد انسحب دونالد ترامب ولاذ الصمت..!
وها هو مجلس الشيوخ رفض الموافقة على تقديمه للمحاكمة.. فأصيب الديمقراطيون بإحباط ما بعده إحباط..!
لكن ما يدعو للحيرة والدهشة تلك البداية من جانب الرئيس الجديد..!
لقد أعلن أنه سيعيد مراجعة توصيف جماعة الحوثيين على أنها جماعة إرهابية كما سرب أخبارا تقول إن إرادته سوف تتوقف حاليا عن توريد الأسلحة لكل من المملكة السعودية ودولة الإمارات العربية..!
أفيدونا أفادهم الله..!!
قراران بهذه الصفة وذلك الشكل وتلك الكلمات ألا يوحيان بأن أمريكا ليست ضد الإرهاب المتمثل في جماعة الحوثيين التي عاثت في أرض اليمن فسادا ما بعده فساد.. من عمليات قتل وسفك دماء.. واغتصاب واختطاف وهدم منازل فوق رؤوس أصحابها.. وقطع طرق ..و..و!
والله إذا كان كل ذلك لا يعد إرهابا في نظر الإدارة الديمقراطية الجديدة.. فلتتحمل إذن تبعات رؤاها وفكرها..!
وبديهي التبعات تكشف عن نفسها خلال فترة وجيزة من الزمان والأيام بيننا..!
***
أخيرا.. هذه العلاقة المتوترة بين السودان وإثيوبيا هل هي في صالح سد النهضة أم العكس..؟!
السودانيون يقولون إن العدوان على أراضيهم مرفوض مرفوض فالأرض عرض وبالتالي فإن هذا العدوان منفصل عن قضية سد النهضة..!
على الجانب المقابل فقد أخطأ الإثيوبيون في اختيار التوقيت وفي التقييم الصحيح للموقف..فليس من الحكمة بمكان فتح ثلاثجبهات في وقت واحد.
لذا.. فلن تفرض إثيوبيا أمرا واقعا فيما يتعلق بسد النهضة لأن نهر النيل يأبى إلا أن يكون متحررا رافضا للتبعية ولا يقبل أبدا أبدا أن تتحكم في مسيرته الربانية فئة دون غيرها وأنا شخصيا لو كنت واحدا ممن لهم سلطة القرار في إثيوبيا لأمعنت التأمل في السطور السابقة بكل تؤدة وتروٍ وبلا عنجهية أو غرور..!
***
مواجهات
*من لم يفرق كورونا بينه وبين أعز الأحباب فليوقن من الآن فصاعدا أن له من الميزات والصفات والخصال ما يجعل فراقه ضربا من ضروب المستحيلات..!
***
*جاءته ذات صباح تشكو من قسوة البرد ومن الوحدة القاتلة فأجابها وقد اشتد به الغضب واعترته دهشة ما بعدها دهشة :
*ألم أكن بجوارك على مدى عشر ساعات متصلة..؟
ردت في استخفاف:
Xبصراحة لم أستشعر دفئك ولو لثانية واحدة.
***
*جاءني من يقول لي:
صديقك أو من كان صديقك يعيش هذه الأيام ظروفا صحية صعبة نتيجة معركته الضارية مع كورونا .. وكل ما يطلبه منك الآن.. أن تسامحه وتعفو عنه.
رددت على الفور:
شفاه الله وعافاه.. المهم ألا يعود إلى سيرته الأولى ناكرا للجميل ضاربا بالمثل والمبادئ عرض الحائط..!
***
*وقال لي:
أنام من الصباح حتى المساء وكأني في عالم غير العالم.
رددت معلقا:
*هل عرفت أن الهروب سواء أكان اختيارا أو عمدا أمر يؤلم النفس ويهد الوجدان وبصرف النظر عما إذا كنت تتناول أقراص الترامادول أو لا تتناولها.
***
*قال الإمام الشافعي:
لا خير في خل يخون خليلا
ويلقاه من بعد المودة بالجفاء
ويذكر عيشا قد تقادم عهده
ويظهر سرا كان بالأمس قد خفى
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
رحم الله الإمام الجليل..
***
*أعجبتني هذه الكلمات:
ما فيك يظهر علي فيك
فلا تخرج من فيك إلا أجمل ما فيك
***
*معظم من يتشدقون بالحرية هم أشد الناس عداوة.. للكلمة الطيبة..وللعقل الراجح.. والقلب النابض بالحب والحياة.
*بعد أن طمأنتنا وزارة الصحة إلى تراجع إصابات كورونا بنسبة 50% أديت صلاة الجمعة في المسجد أمس بعد غياب أسبوعين متتاليين.
..و..و..وكم بلغت سعادتي وأنا أرى المسجد وقد اكتظبالمصلين هنا أيقنت أن الفيروس بدأ
يعترف بالهزيمة فأخذ يلملم شتاته ذاهبا إلى الجحيم..!
وهكذا يتأكد ويتأكد أنه لا مكان لكل فاجر غادر عتل أثيم.
***
*ثم.. ثم.. نأتي إلى مسك الختام:
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم أحمد عبد المعطي حجازي أطال الله في عمره:
أحزانها في القلب أما وجهها
فباسم رغم الكلال
كوردة تبتسم في وجه الندى
ثم تعود للأسى تحت الظلال
يا رب خذ حزنها
وأعطها فوق جمالها جمال وأبقها نقية
كما أراها في الخيال
***
و..و..وشكرا