مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 10 فبراير 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*عزبة الهجانة.. لمن يعرف ومن لا يعرف

*زيارة الرئيس السيسي لأخطر المناطق العشوائية تنم عن جرأة وشجاعة وثقة بالنفس لا حدود لها

*لأول مرة.. يصبح التفاؤل له مذاق خاص 

*قطار التغيير.. ينطلق.. ولأول مرة ترتسم البسمات الصادقة على شفاه ركابه

قليلون هم الذين يعرفون عزبة الهجانة سواء من حيث الاسم أو الوضع العام أو موقعها بين ثنايا المجتمع المصري.

وكثيرون يتمنون أن تتخلص مصر من العشوائيات وبؤر الجريمة والإرهاب وزنا المحارم بصرف النظر عما إذا كانوا قد شهدوا نوعية وطبيعة الحياة في تلك العشوائيات أو لم يشهدوا.

*** 

عموما.. لمن يعرفون أو لا يعرفون فإن عزبة الهجانة الواقعة على حدود مدينة نصر ومصر الجديدة ليست منطقة عشوائية فحسب بل هي بمثابة صورة من أسوأ صور الضرب بالقانون عرض الحائط.. 

إليها لجأ الهاربون من أحكام القضاء.. وأقاموا لأنفسهم محميات خاصة ممنوع الاقتراب منها سواء من جانب الشرطة أو غيرها.

وبين كثبان رمالها ودروبها الضيقة عاش المطاردون من جانب أصحاب الدم الذين يصرون على الأخذ بثأر قاتلي أبنائهم أو آبائهم أو أي قريب من أقربائهم.

*** 

ولعل ما يثير الدهشة.. أن الدولة وقفت عاجزة على مدى سنوات عديدة ماضية عن إيجاد حلول جذرية وحاسمة لتلك المنطقة وأهلها الذين لم تكن تجمعهم أية علاقات ثم سرعان ما تصاهرواوتقاربوا وباتت كل جماعة تشكل مركزا من مراكز استعراض القوة.. وتملك مخازن للأسلحة بمختلف أنواعها وأشكالها ثم ما خلف كل ذلك من ظهور جيل من السيدات والفتيات يستعين بهن سكان المناطق الراقية المجاورة في تنظيف المنازل وباقي الأعمال الدنيا وبالتالي تحول هؤلاء رغما عنهن إلى جمرات من نار الحقد والكراهية ضد الآخرين.

*** 

وإنصافا للحق لقد كانت عزبة الهجانة ومازالت عصية على الحل بل ورافضة للاقتراب منها بأي وسيلة من الوسائل.

من هنا أنا شخصيا أتصور أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتلك المنطقة بالغة العشوائية تمثل جرأة ما بعدها جرأة وشجاعة ما بعدها شجاعة..فضلا عن ثقة بالنفس لا حدود لها.. وإيمان عميق بالله سبحانه وتعالى.

إن هذه المنطقة كما أشرت آنفا- تتداخل في تضاريسها كل مراحل التناقض الأخلاقي والمعنوي والمادي وبالتالي يتعذر التنبؤ بردود الأفعال سواء أكانت سلبية أو إيجابية.. لكن الرئيس وقف وسط"العزبة"  ومعه أعضاء الحكومة ليناقش ويوجه ويؤكد على ضرورة إيجاد حلول إنسانية لهؤلاء القوم الذين يعيشون في تلك المنطقة .. تلك كلها ظواهر لابد وأنها تركت أفضل انطباع وغرست أحسن بذور الأمان والاطمئنان في نفوس افتقدت أي بصيص أمل في تحسين حياة أصحابها والانتقال بهم من لهيب الماضي إلى جنة الحاضر والمستقبل.

*** 

ولقد بدا الرئيس وهو يناقثش مع رئيس الوزراء والوزراء ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أنه ملم إلماما كاملا بالمنطقة ومن فيها لذا جاءت توجيهاته متسقة مع ما هو كائن بالفعل وما ينبغي أن يكون.

لقد أكد الرئيس على أن تراعى الحلول طبائع الناس.. وتحقق مصالحهم وفي خلال فترة زمنية محددة.

*** 

في النهاية تبقى كلمة:

مبروك لأهالي عزبة الهجانة ومبروك لجيرانهم في المنطقتين الراقيتين مصر الجديدة ومدينة نصر .. قطار التغيير قد انطلق.. وإن شاء الله .. هو تغيير يشمل المكان والإنسان لا يعرف المسكنات ولا الأقراص المخدرة بل يقطع الطريق في تؤدة وواقعية واقتلاع أشواك الشر لتحل محلها رياحين الخير والتفاؤل وبسمات الفرح..

*** 

و..و..وشكرا

***