مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 25 فبراير 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*خيانة الأوطان.. جريمة تكشف هوية مرتكبيها وتدين أفعالهم

*تشكيلات عصابات الخارج.. كلنا منهاء براء!

*من ارتضى لنفسه أن يشكو لنائب برلماني"أجنبي" ما استحق أصلا أن يولد!

*اعتراف أمريكي جديد في الوقت المناسب:

مصر.. أولا وأخيرا

*لطمات موجعة على وجوه من يريدون الاصطياد في الماء العكر

*"كلام" قائد القيادة المركزية لم يأتِ من فراغ.. بل تعبير عن آخر المواقف

*انتبهوا.. لأي بلبلة خبيثة!

*متنطعو التواصل الاجتماعي.. يعيشون ويموتون كمدا وغيظا

*عين على الصين.. وأخرى داخل أمريكا.. قمة البراعة السياسية

*ماذا يساوي سد النهضة أمام مشردي وجوعى وقتلى تيجراي..؟

*كابتن حسام حسن.. عذرك أقبح من ذنبك..!

الإتجار بالأوطان..  والتلاعب بالوطنية.. والمزايدة على مصالح الجماهير.. كلها أساليب رخيصة لا يلجأ إليها سوى من باع ضميره.. وخلع كل أردية الحياء التي كان يدثر بجزء يسير منها حتى وقت قريب.

من هنا لا ينطلي عليكم أبدا.. من يزعمون زورا وبهتانا.. حرصهم على مصالحكم.. أو إيهامكم بقدرة خادعة على التعبير عن آمالكم أو طموحاتكم أو حتى آلامكم.

ولقد اتفق المؤرخون والعلماء على أن الوطنية مفهوم أخلاقي قوامه الإيثار والتضحية من أجل حماية "البلد" والحفاظ على مقدرات أبنائه في الحاضر والمستقبل.

مثلا.. يقول الفيلسوف البريطاني الشهير "جورج هيجل" .. إن تمسك الفرد بوطنيته إنما هو يعتبر أعظم  اختبار لهذه الوطنية..لكن الملاحظ أن تلك الشرذمة التي تتمسح في معاني الوطن والوطنية بدون وجه حق.. وفي محاولة لتنصيب أنفسها وصيا على إرادة العقل الجمعي إنما هي في الأساس ليست سوى عصابة تمارس إرهابا من نوع آخر بغية تحقيق أهدافها الذاتية البحتة.

إذن استنادا إلى تلك الحقائق.. فإن ثمة فرقا شاسعا بين الوطنية بمفهومها الصحيح والمنزه عن الهوى.. وتلك الترهات التي تكشف أول ما تكشف عن هوية أصحابها.. والذين هم أصلا يجدون في الخيانة متعة شخصية وفي الإتجار في المبادئ والقيم ما يحقق لهم أغراضهم الدنيئة..!

لذا.. تصبح الخيانة جريمة مكتملة الأركان لابد وأن تقود صاحبها إلى الجحيم سواء شاء أم أبى.. ثم..ثم.. يقودنا هذا التسلسل السياسي والعلمي إلى سؤال مهم:

هل تلك التشكيلات التي تروج لها عصابات الخارج تدخل في ذات الإطار وأنها يمكن أن تمت بصلة قريبة أو بعيدة بمجموع مواطني الداخل..؟!

الإجابة ببساطة.. أن هذه التشكيلات كلنا منها براء.. وبالتالي الادعاء بأنها تمت للداخل بأي صلة.. إنما هو ادعاء كاذب.. ومغرض.. وبلا أدنى أساس شرعي أو قانوني.. وبالتالي فإن دعاة هذه الحيل والخدع.. لابد وأن يخضعوا لإمرة القانون.. الذي يواجه العابثين والضالين بالحق والعدل وبغير تفرقة بين إنسان وآخر.

***

ثم..ثم.. فإن من ارتضى لنفسه أن يذهب إلى عضو كونجرس أمريكي.. أو مجلس عموم بريطاني.. أو جمعية وطنية فرنسية ليشكو له بلده.. أو أفراده أو أقرانه.. أو حتى رؤساءه.. أقول من ارتضى لنفسه أن يفعل ذلك.. فسوف ينتهي به المقام إلى أسفل سافلين.. وسوف ينظر إليه الغرباء وغير الغرباء.. على أنه مجرد نبت شيطاني لا قيمة ولا وزن له وبالتالي يسقط من جميع الحسابات الحكومية أو الشعبية أو البرلمانية.. ليجد نفسه في النهاية مجرد جناح ذبابة تستنكف الأقدام حتى أن تدوسها.. أما بالنسبة له فسوف يعيش ذليلا.. مطاردا يندم في اليوم ألف مرة ومرة.. على اليوم الذي جاء فيه إلى هذه الدنيا التي سوف تظل تناصبه العداء حتى يوم الدين.

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن هؤلاء العناكب الذين يتصورون أنهم قادرون على التحكم في السياسة الأمريكية أو غيرها.. تجيء اليوم تصريحات قائد القيادة المركزية الأمريكية لتفحمهم وتؤكد لهم ولغيرهم أن تقارير الدول والحكومات لا تسيرها تصرفات الصغار.. أو أطفال الحضانة.. أو على الجانب المقابل ذيول الإرهاب وأصابع الحاقدين.. والحاسدين..!

لقد قال كينث ماكنزي قائد القيادة المركزية –كما أشرت آنفا- عقب لقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي إن بلاده حريصة أبلغ الحرص على استمرار التنسيق والتشاور مع مصر تجاه قضايا المنطقة في إطار متانة العلاقات العسكرية بينهما وهي علاقات جوهرية لمواجهة التحديات الراهنة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.

ولم يكتف ماكنزي بذلك بل أضاف أن دور مصر محوري ورئيسي لدعم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفي مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.

وهنا أود أن أؤكد أن "ماكنزي" بحكم حساسية وأهمية موقعه لم يأت بهذا الكلام من فراغ.. بل إنه بكل المقاييس.. تعبير عن الإدارة الأمريكية الجديدة التي تؤمن إيمانا بالغا بثقل مصر.. ووزنها ورجاحة عقل قيادتها.. كل ذلك عكس ما يتمناه.. من باعوا ضمائرهم واختاروا طريق الخيانة للسير فيه على غير هدى ضاربين عرض الحائط بقواعد الشرف والضمير والأخلاق و..و..والدين.

ببساطة شديدة.. إنها لطمات أمريكية موجعة على وجوه من يريدون الاصطياد في الماء العكر.. مع الأخذ في الاعتبار.. عدم وجود ماء عكر حاليا يمكن أن يؤثر سلبا في العلاقة بين البلدين الكبيرين.

***

والآن.. دعونا نتوقف قليلا.. أمام بعض شئوننا الداخلية.. لقد راقتني التصريحات الصادرة من وزارة العدل بشأن تسجيل العقارات في الشهر العقاري والتي نفت الشائعات التي ترددت بالنسبة لإلغاء صحة التوقيع مؤكدة أنها ليست سوى دعوى تحفظية تشهد لصاحبها عدم منازعة الخصم.

هنا.. أقول لهؤلاء المتنطعين حول وسائل التواصل الاجتماعي والذين يريدون أن يصنعوا من أنفسهم صحفيين بغير حق.. أو إعلاميين بلا خبرة أو كفاءة.. إنكم توجدون في المجتمع نوعا من أنواع البلبلة نحن جميعا في غنى عنها.

إذا كانت الصحافة تستهويكم بحق فتعلموا فن أسلحتها.. الصدق والموضوعية.. وعدم الفبركة.. أما كل من هب ودب وعمل لنفسه ما يسمى صفحة على الفيس بوك يكتب فيها ما يشاء فتلك الطامة الكبرى ولابد من مواجهتها بحق.. وإيجابية وبلا تردد.. أو توانٍ.

 وحرام.. حرام أن تضيع جهود الدولة بسبب تصرفات صبيانية أو جماعة من الجهلاء..

هذه الدولة التي ترسخ كل يوم قواعد البناء الجديدة في شتى المجالات وأمامنا الآن مثل واقعي حيث يتجه الرئيس السيسي بنظره إلى الصين.. في نفس الوقت الذي يجول فيه بفكره وعينه أيضا في الولايات المتحدة الأمريكية..

لقد استقبل الرئيس قائد القيادة المركزية الأمريكية الذي أدلى بتصريحات عبرت عن الواقع أبلغ تعبير وهي التي أشرت إليها من قبل.

في نفس الوقت كان الرئيس يتصل برئيس الصين شي جين بنج مؤكدا له حرصه على الارتقاء بشراكتهما الوثيقة مع الصين في مختلف المجالات وتوسيع أطر التعاون المختلف..!

هذا الاتصال في ذلك التوقيت ماذا يعني..؟

إنه يعني ببساطة أن مصر منفتحة على العالم لا تقصر علاقاتها على طرف دون آخر.. بل إنها تؤمن بأن تنوع العلاقات وتعدد الصداقات.. إنما تجعلنا دائما في مقدمة الصفوف.

الأكثر والأكثر.. أن هذا التنوع وذلك التعدد إنما يمثلان قمة البراعة السياسية.

***

الآن وهذا التقرير يقترب من نهايته فلابد من عبور سريع إلى موضوع سد النهضة الإثيوبي.. وأنا من ناحيتي وفي ضوء المعلومات المتاحة حول عدم وجود أي تقدم في المفاوضات مع الإثيوبيين .. يدق في رأسي سؤال أسوقه لهم:

بالله عليكم.. ماذا يمكن أن يفيدكم هذا السد الذي ناصبتم الدنيا العداء بسببه.. ولديكم آلاف الجوعى.. والعرايا والمصابين.. والقتلى في إقليم تيجراي فضلا عن آلاف غيرهم فروا إلى السودان..!

يا ناس.. انقذوا أهلكم.. وذويكم من أفران النار التي تحوطهم من كل جانب.. بدلا من تهديدهم بالإبادة وكأنهم جذوع نخل خاوية..!

مرة أخرى.. أقول لهم.. السد لا يغني عن توفير حياة آمنة للملايين الذين يفترض أنهم منكم وأنتم منهم.

***

أخيرا.. خمسة رياضة..

الكابتن حسام حسن الذي لم يترك ناديا في مصر إلا وعمل فيه إما مدربا أو مديرا فنيا.. أو لاعبا يشار إليه بالبنان.. حتى استقر به المقام.. حاليا في نادي الاتحاد السكندري والذي هزمه مؤخرا نادي أسوان.

وبديهي أن يجيء حسام ليبرر الهزيمة.. لكن ليته ما فعل.. فقد ذكر من بين ما ذكر أن خط الدفاع ارتكب أخطاء كارثية أدت إلى الهزيمة إلى جانب فيروس كورونا الذي أثر في الحالة البدنية والفنية للاعبين..!

بصراحة.. يا كابتن.. هذه أعذار.. أقبح من الذنوب.. لسبب بسيط.. أنك المسئول عن خطوط الدفاع.. وعن سلامة لاعبيك.. وعن.. وعن.. نصيحة في أذنك: كفاية كده..!

***

و..و..وشكرا