مقال سميررجب " غدا مساء جديد " بجريدة المساء

بتاريخ: 28 فبراير 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تناقض أصحاب القرار.. ولكن المصلحة في النهاية واحدة!

*مرة قال الرئيس ترامب.. نفط سوريا في يدنا نفعل فيه ما نشاء..

*ليس معقولا إذن.. أن يتنازل بايدن عن الثروة المأمولة!

*وبالنسبة لإيران.. اختلفوا.. ثم عادوا ثم اختلفوا.. لتظل الأبواب مغلقة!

دعونا نكون صرحاء مع أنفسنا ونقر ونعترف بأنه ليس من السهولة بمكان أن تبتعد أمريكا عن العرب.. أو يخاصم العرب الأمريكان.. فالبفعل العلاقات بين الطرف الأول.. ثم باقي الأطراف إستراتيجية يعني مرتبطة تمام الارتباط بالأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب.. ثم..ثم.. الغذاء.

***

من هنا عندما نتعرض لما يدور هناك في عالم ما بعد المحيط الأطلنطي فلأننا بالفعل نسعى إلى الأفضل وإلى الأحسن وإلى ما يتمشى مع تطورات الظروف في شتى مجالاتها.. ومنها للأسف فيروس كورونا الشهير الذي يبذل  المستحيل كل يوم ليخطف البسمات من فوق شفاه البشر..!

لكن ما يثير اهتماماتنا في الآونة الأخيرة ذلك التناقض الواضح والظاهر والمكشوف بين رؤسائهم..!

يعني.. ها هو رئيس قد مضى إلى حال سبيله بما له من إيجابيات وسلبيات وقبل أن يصل إلى مقر إقامته القديم.. إذا بسياسات جديدة يتم رسم خيوطها في نفس المكان.. المكان الأشهر في العالم.. ألا وهو البيت الأبيض.. الذي ما أن يتفوه "سيده" بكلمة حتى تتحول على الفور إلى عبارة أو عبارات تلف العالم كله.. وعلى الجميع أن يستمع وينصت وإذا أراد التعليق فيكون في أقل الحدود.

والأمثلة خلال الأيام القليلة الماضية واضحة وضوح الشمس وربما أولها ذلك الموقف الأمريكي من الحرب الدائرة في اليمن وقرار الإدارة الجديدة برفع جماعة الحوثي من قوائم الإرهاب التي سبق أن كان الرئيس دونالد ترامب قد ضمنها إياها.. في نفس الوقت الذي صدرت فيه تصريحات من الخارجية الأمريكية تقول إنه سيتم وضع قيود على توريد الأسلحة للحلفاء الذين يخوضون معارك طاحنة مع الحوثيين..مما يعني بداية ونهاية ترسيخ الأوضاع القائمة حاليا والتي تتمثل في أن يصبح للحوثيين اليد الطولى على أساس أنهم يحكمون العاصمة وكثير من البلاد والمدن والأقاليم الأخرى..!

***

أيضا.. بدا الرئيس الأمريكي الجديد منذ اللحظات الأولى وهو غير راضٍ عن الموقف المتشدد لسلفه السابق بالنسبة لإيران.. فقد كان واضحا أن الرئيس بايدن سيعود في قرار الحكم السابق الخاص بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران وفرض عقوبات جديدة عليها.. مع التعهد بعدم الاستمرار في تخصيب اليورانيوم إلا بالنسبة التي يوافق عليها الاتحاد الأوروبي وأمريكا وبريطانيا من جهة.. وأهل الشرق الأوسط من جهة أخرى..

ولولا.. التعنت الإيراني الزائد.. والإصرار على الوقوع في نفس أخطاء صدام حسين.. لكانت الأجواء قد تحسنت وأصبحت مهيأة لإحداث تغيير جديد.. لكن التصريحات الاستفزازية من جانب طهران.. وتهديدات حكامها المستمرة للأمريكان وجنودهم..جعلت الرئيس بايدن محافظا.. ودونما ذلك كانت الأحوال انقلبت من النقيض إلى الأكثر تناقضا..!

***

وبالنسبة للتدخل في سوريا.. فطالما سمعنا الرئيس السابق ترامب يقول إنه سيحتفظ بقوات رمزية للبقاء هناك ثم أتبع  هذا الكلام بأن كشف عن وجه من وجوه مستعمري زمان عندما وقف متباهيا يقول:

إن نفط سوريا في أيادينا الآن.. نستطيع أن نفعل فيه ما نشاء..!

بديهي.. لا يستطيع بايدن التفريط في هذه الثروة.. لكنه أيضا ينقلب إلى النقيض من خلال شن غارات قاسية ومدمرة على منطقة الحدود مع العراق مستهدفا بعض مواقع تابعة لكل من كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء..ليسقط ما يقرب من 20 قتيلا.. وضعفهم وأكثر قد أصيبوا بإصابات حادة ومدمرة.

وهكذا يتبين الفرق في التعامل إزاء قضية واحدة من جانب رئيس ذهب بلا وداع.. أو استقبال وآخر ديمقراطي متشبث بالنهج البرجماتي إلى أقصى درجة..

***

ثم..ثم.. حتى بالنسبة للقضية الفلسطينية التي يبدو أن ثمة اتفاقا صريحا واضحا على وشك أن يعقد من أجل  إصلاح بعض ما أفسده الدهر.. لكن في ظل إطار مشترك قوامه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأيضا الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية.

***

أخيرا.. نخلص من ذلك كله إلى حقيقة تقول إن هناك ديمقراطيات في مناطق شتى من العالم.. أبلغ ثباتا.. وأرحب فكرا ليبقى الأمريكان هم سادة العصر وربما.. ربما تصبح تلك الاختلافات كنوع من أنواع "الديكور" لاسيما إذا أخذنا في الاعتبار أن الاثنين تجمعهما نزعة استعمارية يتعذر عليهما التخلص منها..!

***

و..و..وشكرا

***