مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 08 مارس 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*مبادرة "دراجة لكل مواطن"تستحق الإشادة والمساندة

*في الصين.. استثمروا الدراجة أفضل استثمار.. فجاءتهم السيارات من كل شكل ونوع

*التنافس بين البنوك مطلوب.. ولكن ماكينات الصرف الآلي.. تحتاج إلى نظرة ونظرة خاصة

أول مرة زرت فيها الصين.. كانت في نهاية عام 1989.

هبطنا في مطار بكين العاصمة وقالوا لنا إن المسافة بين المطار وقلب العاصمة حوالي 70 كيلو مترا تقطعها الدراجة في حوالي الساعتين.. تلفت كل منا للآخر.. أي أنا وعدد من زملائي.. ولم نعر للأمر اهتماما حتى وصلنا إلى مكاتب الجوازات ومنها للجمارك.. وقد مرت الإجراءات ببطء شديد.. حتى بدا الصينيونوكأنهم يرتابون في كل أجنبي يصل بلادهم..!

*** 

المهم.. خرجنا من صالة الوصول وجدنا أن هناك سيارات كانت في انتظارنا.. لأن ما شهدناه من المطار حتى الفندق.. أثار دهشتنا.. وتعجبنا وتساؤلاتنا الخبيثة وغير الخبيثة.

*** 

بالفعل.. الطريق مليءبقطع كثيفة من الحديد التي تجري بسرعة خارقة بحيث يصعب تحديد من يحركنا فالجميع.. هناك صغار القامة وأجسادهم نحيلة.. يربطهم هدف واحد.. الوصول إلى منازلهم في أقصر وقت.

قال لنا الأخ المرافق إن الدراجات هي الوسيلة الوحيدة للمواصلات في الصين.. لاسيما وأنها لا تحتاج إلى أية نفقات.. وبالتالي فهم يبذلون المستحيل للحفاظ عليها.. لأن تعطلها يعني انقطاعهم عن العمل.. يعني فقدان مصدر الرزق..!

*** 

ثم كانت زيارتي الثانية للصين في ربيع عام 1992 وهي زيارة حكايتها حكاية.. فبعد أن قطعنا المسافة بين القاهرة وبكين في حوالي15 ساعة طيران متصلة إذا بنبأ ينزل على رؤوسنا كالصاعقة.. فقد ضرب زلزال هائل القاهرة وضواحيها وأيضا وسط الدلتا.. وانهارت عمارات وبالتالي فقد من فقد وأصيب من أصيب.. ومات من مات.. 

على الفور.. عدنا من حيث أتينا لننتقل بنفس الطائرة مرة أخرى من بكين للقاهرة.. لنجد أهلنا وأهلها.. وقد أصابهم الخوف والفزع.. ولم يكن في وسعهم شيء إلا لطم الخدود.. وذرف الدموع أنهارا.. أنهارا..!

*** 

ثم..ثم.. تكررت الزيارات للبلد العملاق الذي أخذ يستمر في طريقه نحو عالم الحضارة والتمدين بصلابة حديدية وإرادة ما بعدها إرادة..

شهدنا بعيوننا كيف امتدت ماكينات التغيير لتشمل كل شيء.. والشوارع التي كانت زاخرة بالدراجات أصبحت الآن تتيه فخرا وسعادة بعد أن زينتها السيارات من آخر موديل.. ومن كافة الأنواع والأشكال.

*** 

من هنا فإن مبادرة سيارة لكل مواطن في مصر تستحق الإشادة.. وأيضا التأييد.. والمساندة.. لأسباب عديدة أنها تساعد على حل أزمة المرور.. كما أنها ترسخ في النفوس نوازع الثقة والانتماء والقدرة على تحمل المسئولية.

ها هو بنك مصر يعلن استعداده لتمويل المبادرة من خلال أقساط "سهلة السداد" مع الأخذ في الاعتبار أن الدراجات الآن أصبحت غير دراجات زمان.. فمنها الهوائية والكهربائية وغيرها.. في نفس الوقت فإنها تعد نوعا من أنواع الرياضة البدنية الوقائية والعلاجية لأنها تحمي الفرد من النوبات القلبية والمخية لا قدر الله.

ولأن المنافسة مشروعة.. بل وواجبة فقد دخل البنك الأهلي هو الآخر على الخط ولكن من زاوية غيرالزاوية.. تتمثل في السحب النقدي من ماكينات مركبة في محطات الوقود والتي يضعها رئيس البنك ضمن قائمة الخدمات الإلكترونية تسهيلا للناس في تصرفاتهم.. ومعاملاتهم مع بعضهم البعض..!

لكن.. مجرد ملاحظة..

رجاء من البنك الأهلي بالذات أن يعيد مراجعة ماكينات الصرف الآلي المنتشرة في الشوارع والميادين والنوادي والفنادق.. و.. و.. لأنها للأسف تتعرض للعطل في أحيان كثيرة فيفاجأ العميل برسالة تقفز إليه لتطالبه بمراجعة البنك أو أن الرصيد لا يسمح.. ومعظم مثل هذه الرسائل لا يعبر عن الواقع.. لأن السبب يكمن في خلو الماكينة من النقود.. وبذلك يتحمل عميل البنك ذنبا ليس مسئولا عنه.. كما يكفي شعوره بالحرج أو الخجل أمام أصدقائه أو أقربائه أو حتى أبنائه.

*** 

عموما.. كل مبادرةتتمشى مع مصالح الناس.. وطبائعم وأنماط سلوكياتهم تستحق أن ترفع لها القبعات.. كل القبعات.

*** 

و..و..وشكرا