*أهلنا في الريف.. ورعاية صحية من نوع جديد
*القوافل الطبية المتحركة.. تؤتي ثمارها في ظل قاعدة البيانات الجديدة
*الإنسان في القرية.. مازال يتمسك بعادات قديمة.. لكن آن الأوان.. للتخلص منها ومعها بقايا جماعات الإرهاب
*ثم.. ثم.. رعاية الطبيب أيضا واجبة
*تعيينه في الوحدة الصحية الريفية ليس عقابا.. بل مشاركة إيجابية فاعلة
دعونا نعترف بأن أهلنا في الريف يعانون منذ أمد طويل من ضعف أو تدني مستوى الرعاية الصحية.. وذلك لأسباب عديدة أهمها.. تلك الاعتمادات المالية التي كانت تخصص للصحة بصفة عامة.. سواء في الحضر.. أو في الريف.. ثم.. أسلوب تعامل الحكومات المتعاقبة مع أهل القرى والنجوع التي اعتبر العمل فيها كأنه نوع من أنواع العقاب سواء بالنسبة للأطباء أو الاخصائيين الاجتماعيين أو مسئولي مراكز الشباب.. وغيرهم.. وغيرهم..!
وقد أدت تلك النظرة إلى فقدان الحماس لدى الطبيب.. بل سعيه منذ اليوم الأول لتعيينه للنقل من مكان إلى آخر.. وبالتالي يضيع وقته وجهوده في أمور هامشية كثيرة لكنها بالغة الآثار السلبية على المواطنين الذين لا دخل لهم فيما يحيط بهم من تداعيات متراكمة تزداد حدتها يوما بعد يوم.
***
حتى عندما بدأ التفكير منذ سنوات مضت في تطوير الوحدات الصحية بالقرى.. كان الاهتمام بالحضر أكثر من التركيز على البشر.. بمعنى أنه تم بالفعل بناء وحدات صحية لكن بلا معدات.. أو آلات.. وبالتالي لم تكن هناك أي جدوى من غرف عمليات متوقفة.. وأقسام طوارئ لا تمت بصلة لعمليات الإنقاذ المحلية.. أو المتابعة الضرورية للمريض الذي سادته قناعة هو الآخر بأن ما يصيبه وأهله وأولاده من أمراض متنوعة.. سيظل يجثم فوق صدورهم إلى أن يأتي الله أمرا كان مفعولا..!
***
على الجانب المقابل.. كانت تجرى بين كل آونة وأخرى محاولات فردية.. أو شبه جماعية لتنظيم قوافل متحركة تأتي للناس حتى ديارهم.. وقد أثبتت تلك المحاولات نجاحها.. لكن نتيجة عدم وجود خطط واضحة ومحددة المعالم.. لم تعد تتكرر.. أو حتى إذا تكررت فلا يمكن لها الاستمرار لأنها أولا وأخيرا.. تخضع لعوامل متعددة.. منها استغلال جماعة الإخوان الإرهابية للظروف القهرية.. للترويج لدعاواهم الكاذبة..!
***
من هنا.. فإن التوسع في القوافل الطبية والعيادات المتنقلة سوف يؤتي ثماره ولا شك لأن القوافل هذه المرة سوف تعمل وفق خطط مدروسة وقاعدة بيانات متكاملة بعيدا عن أية شبهة من شبهات العشوائية التي تضر أكثر مما تنفع.. وهكذا تتضاعف النتائج الإيجابية أكثر وأكثر.. في ظل وجود وحدات صحية متطورة ومستشفيات جديدة مزودة بالأجهزة الطبية الجديدة ويسند ذلك كله شبكة إسعاف تؤكد أنها اسم على مسمى.. أي تكون سيارة الإسعاف مستعدة في كل وقت للتحرك من أجل إنقاذ مريض.. أو تضميد جراح مصاب.. بلا تأخير أو إبطاء.
***
أخيرا.. ينبغي ألا نغفل أمرا مهما في حياتنا ألا وهو التمسك بالقديم.. لأن المواطن في الريف بالذات مازال يتعامل مع الوصفات الشعبية وكأنها الشافية من كل داء.. وبالتالي يحجم عن الذهاب إلى الوحدة الصحية أو حتى إلى العيادات المتنقلة وبالتالي يصبح من الأهمية بمكان تطوير دور الأخصائي الاجتماعي أو المشرف الاجتماعي أو الزائرة الاجتماعية.. من أجل إرساء قواعد حياة جديدة تشمل الزمان والمكان.. ومحورها الأساسي الإنسان الذي شاء قدره أن يعيش مرحلة التغيير الكلي لوجه مصر المحروسة.
***
و..و..وشكرا
***