أعجبنى تقرير لجنة الممارسة الصحفية بالمجلس الأعلى للصحافة الذى أشار إلى أن حادث «محمد» الذى يريد تغيير دينه ليس سوى حادث فردى لا ينبغى التركيز عليه فلدينا فى مصر و«الحمد لله» ما يقرب من 70 مليون «محمد».. وبالتالى إذا فقد أحدهم عقله إما طوعا أو جبرا أو جريا وراء مكسب مادى، أو معنوى، أو حتى «مظهرى» فلا يستحق أن نعيره جميعا اهتماما، أو حتى التفاتا..!
فى نفس الوقت.. فقد كنت أتمنى من وزارة الأوقاف، أو الأزهر أني صدرا بيانا ممثلا.. يحثان فيه رجال الدين، وعلى رأسهم فضيلة المفتى.. ألا يتطوعوا بتوزيع «فتاواهم» يمينا، ويسارا.. وهى فتاوى قد يفهمها العامة بطريقة خاطئة.. مثلما ذكر د.على جعة بأن من حق أى إنسان اختيار الدين الذى يروقه..!!
يعنى إيه..؟؟
.. وماذا عن الردة فى الإسلام.. يا فضيلة المفتى..؟؟
* * *
المهم.. نعود لنكرر.. بأن «محمد» هذا ليس سوى حالة غريبة، وشاذة يندر أن يتكرر خصوصا فى مجتمع مثل المجتمع المصرى.
نفس الحال بالنسبة.. للفتيات المسيحيات اللاتى يختفين فجأة ثم يظهرن فجأة وفيما بين فترة الاختفاء أو الظهور.. يتحدثن لصديقاتهن أو أصدقائهن عبر التليفون عن قصص الحب التى يعشنها بإرادتهن البحتة.. فكم تمثل نسبة هؤلاء بالنسبة لأقباط مصر عموما..؟؟
ما ينبغى أن يجذب الأبصار.. أنه بعد أن أخذت «»حكاية محمد» تتوارى تدريجيا.. سرعان ما طفت قصة فتاة المحلة الكبرى «أمل» على السطح.. والتى بسببها أخذ بعض المسيحيين يتظاهرون.. وأيضا يهيجون ويثيرون.. متهمين المسلمين بخطفها، وإخفائها..!
أولا.. واقعة أمل ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.. والكنيسة تعلم ذلك جيدا.. بل والبابا شنودة نفسه بحكم خبرته ومعايشته للواقع على بينة كاملة من الأبعاد والخلفيات فيما يتعلق بمثل تلك الأمور.. ورغم ذلك.. مهما تعددت تلك الحالات فإنها فى النهاية لا تشكل ظاهرة.. بل أيضا لا تخرج عن «دائرة الفردية«..!!
نعم.. هناك وفاء قسطنطين.. التى ملأوا الدنيا صياحا بشأنها ثم تبين أنها هربت من أسر زوجها «القسيس» الذى عانت فى حياتها معه الأمرين..!!يعنى المسألة لم تخرج عن نطاق «العائلية»!!
وبين وفاء.. وأمل.. توجد فتيات وسيدات أخريات.. أخذن مواقف مماثلة يتعذر اتهام آخرين بإجبارهن عليها..!!
* * *
لقد تابعت بالأمس ما ذكره القمص «يسطس» لبيب وكيل مطرانية المحلة الكبرى.. الذى بدا وكأنه يعرف الحقيقة عندما أشار إلى أن أمل يمكن أن تظهر بعد يومين، أو ثلاثة لنفاجأ بعقد قرانها على شاب مسلم.. الأمر الذى يمكن أن يؤجج مشاعر الأقباط.. نتيجة الإحساس بالظلم..!
أى ظلم يا سيدنا..!!
إذا كنت أن شخصيا.. تتوقع من الآن أحداث السيناريو القادمة فلماذا تحميل أية أطراف أخرى.. المسئولية..؟؟
لعل القمص يسطس.. يعرف شأنه شأن الكثيرين من القساوسة.. بأن فتيات مثل أمل.. كنت يتعمدن الاختفاء.. ثم يتحدثن لأصدقائهن المسيحيين.. مهددين إياهم.. بالانسحاب من حياتهم والزواج بمسلمين.. بغية إثارة نوازع الغيرة فى قلوبهم.. وفى معظم الأحيان.. لم يكن «الأحباء» يهتمون.. بل منهم من كانوا يبدون وكأنهم ينتظرون لحظة الخلاص..!
وبذلك يتأكد أن المسائل شخصية تماما.. وبالتالى لا يجوز أبدا خلط الأوراق..!!
* * *
على أى حال.. أعود لأكرر إن المؤسستين الدينيتين وراء كل ما يجرى من توترات فى العلاقة بين المسلمين، والمسيحيين.
إذ يكفى أنهما تتركان النيران تشتعل دون تدخل حاسم من البداية..!
بالله عليهم.. ما الذى يفيد رجال تلك المؤسستين إذا ما خرجوا للناس وتحدثوا معهم فى شئون الدين والدنيا.. وشرحوا لهم الحقائق بكل صراحة.. وبلا لف أو دوران..؟؟
قطعا.. سوف تكون الصورة.. عندئذ.. أحسن، وأفضل وأكثر أمانا للجميع.