مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 13 مارس 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*إنقاذ ما تبقى من لبنان.. عبارة تدمي القلوب ولكن:

*الساسة المتصارعون.. ماضون في الطريق الخطر!

*المعجزة تحققت في ليبيا.. المهم.. الاستمرارية!

*والحوثيون يتباهون بإرهابهم.. والمجتمع الدولي يجاملهم 

*أحرقوا اللاجئين الإثيوبيين.. فهل تستيقظ حكومة أديس أبابا؟!

*سؤال للحكام الجدد في أمريكا:

ما تتعرض له السعودية حاليا.. ألا يعتبر عدوانا سافرا..؟!

*مواقع التواصل الاجتماعي تستنكر جريمة المعادي وعلى نفس صفحاتهم إعلانات جنسية صارخة!

*المتلاعبون باللوحاتالمعدنية.. احذروا وانتبهوا

أنا شخصيا  وأحسب أن غيري كثيرون- يعتصر الألم قلبي كلما شهدت أو سمعت عن لبنان وهو يتهاوى يوما بعد يوم.. وتسقط أوراق أشجاره اليانعة على مياه البحر في إهمال ولا مبالاة.. دون أن يتطوع أحد حتىولو بإبعادها عن تجمع البؤر التي أصبحت آسنة.. تشكو همها وظلام ليلها وما من مغيث.

لبنان هذا البلد الذي قال عنه شاعرهم الكبير جبران خليل جبران محذرا أهله.. من الوقوع في براثن الفرقة.. العنصرية.. والحزبية والدينية..!

فلا تفرقوا ولا تنازعوا..أعداؤنا شوس وليسوا رمدا أخاف أن نمكنهم منا بما يقضي لهم ثأرا ويشفي حقدا.

وبالوفاق تملكون أمركم وتغنمون العيش طلقا رغدا.. فمن يخالف صابروه إنه لذاهب فراجع لا بدا.

قال جبران خليل جبران شعره هذا وكأنه يرى لبنان في صورته الحاليةحيث الانقسامات الصارخة والخلافات العرقية السقيمة.. وسيطرة الأنانية والفردية على كل شبر.. وكل نظرة عين.. وكل قطرة ندى تسقط.. خلال أيام الشتاء لتزيد نيران الخلافات اشتعالا..!

*** 

واليوم.. توقفت طويلا أمام تصريح أطلقه وزير داخلية لبنان هز الأحاسيس بعنف.. أو بعمق.. وعبر عن واقع مرير أليم.. لم نكد نتمناه أبدا للبلد الشقيق العزيز.. 

لقد دعا وزير الداخلية.. الساسة المتصارعينقائلا:

انقذوا ما تبقى من لبنان..!

حقا فقد تداعت أركان الوطن وغابت البسمات عن الوجوه.. وحلت صيحات الغضب محل نبرات الهدوء والسكينة والدعة..!

المهم هل استمع أصحاب المصلحة الحقيقيون لكلمات وزير داخليتهم؟

طبعا .. لا.. فهم ماضون في طريقهم الوعر لا يعنيهم شيء سوى تحقيق مصالح ذاتية بحتةتنحصر في اقتناص مناصب وزارية.. أو الحصول على ميزات بلا حق.. أو على أقصى تقدير.. التمرغ في أحضان حزب الله.. الذي بات يوصف بأنه دولة غير الدولة.. ومع ذلك يلقى تأييد الرئيس.. وتأييد جماعات التطرف.. كل هذا بينما الشعب اللبناني يرزح تحت نير الفقر.. والمرض والجوع والعرى..!

ومع ذلك فإن السؤال الذي يدق الرؤوس بعنف وأوجهه لساسة لبنان:

إلى أين تريدون الذهاب بوطنكم أبعد من ذلك..؟!

يا سادة.. الآن رجالكم متعطلون عن العمل.. ونساؤكم مازلن يتحملن قسوة الأيام يرفضنالخضوع أو الاستسلام لنوازع الإغراء.. وما أكثرها ومزادات بيع الضمائر.. وأيضا ما أكثرها..!

يا سادة لبنان بالله عليكم.. ألا تتابعون ما يجري حولكم.. وأمام عيونكم..؟!

هل سوريا الجار والحليف والتي كانت يوما الآمر الناهي في بلادكم.. هي نفسها سوريا بعد أن تمزقت أحشاؤها.. وتفرق جمعها وسالت الدماء أنهارا بين ربوعها وشوارعها وحواريها .. 

يا أهل لبنان .. نرجوكم.. نرجوكم.. أن تدركوا ولو للحظة واحدة.. أن الدولة حينما تتساقط قلاعها.. تصير دمية في أيادي الآخرين.. وما أقسى هؤلاء الآخرين.. المتلهفين للتشفي وتصفية الحسابات ونهب البقية الباقية من الثروات..!

عموما.. ها نحن قد أبلغنا.. اللهم فاشهد..

*** 

على الجانب المقابل.. فقد خطت العزيزة ليبيا خطوات جادة نحو إعادة الوطن إلى أصحابه ويكفي مواقف مجلس النواب مع الحكومة القادمة المقترحة.. لأن هذه الموافقة تعني أن ثمة رغبة حقيقية في أن يعيش القوم في سلام ووئام.. بعيدا عن العنفوالعنف المضاد.. يركزون جهودهم على إعادة ترتيب الأوراق ووضع خطوط الإصلاح في شتى المجالات.. السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي..

بكل المقاييس ما حدث إنما يدخل في إطار المعجزات لأن هذه الحرب الضروس التي دارت رحاها بين جميع الأطياف لم يكن ممكنا أن تتوقف إلا بإرادة الله سبحانه وتعالى وإصرار أقرب الجيران على أن يكون السلام هو الوسيلة والغاية في آن واحد.

طبعا.. ما حدث لا يروقأعداء الحياة.. ولا يعجب الطامعين في نهب ثروات الآخرين.. وبالتالي قد تتعرض المسيرة السلمية الجديدة لمؤامرات.. أو ألاعيب.. أو أسافين الفرقة والخلاف.. والانحياز لغير الحق.. والحيلولة دون الوصول إلى شواطئ  المودة والإخاء والعيش المشترك.. 

تأكدوا لو هذا حدث.. فسوف يكون لليبيين شأن آخر..

كل ما عليهم حاليا.. أن ينتبهوا وينتظروا..!

*** 

استنادا إلى تلك الحقائق.. فإن القاصي والداني في هذا العالم.. يعرف بالضبط من هم الإرهابيون ومن الذين يدعمونهم ويشجعونهم ومن الذين يستخدمونهملتحقيق أغراضهم الشريرة.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فها هم الحوثيون الذين يصولون ويجولون داخل اليمن .. يذبحون الأبرياء وينهبون الممتلكات وينصبون أعواد المشانق جهارا نهارا..لمن يجرؤعلى الاعتراض على جرائمهم الخسيسة..!

ولعل موقف الولايات المتحدة الأمريكية بالذات من الحوثيين يثير الدهشة والعجب..!

الحكام الجدد في أمريكا يعلنون ويؤكدون أنهم مسئولون عن حماية أمن السعودية في نفس الوقت الذي تطال فيه صواريخ الحوثيين.. أرض السعودية ومنشآتها البترولية.. ومقار إقامة مواطنيها.. فكيف يستقيم هذا.. مع ذاك..؟!

إذن.. المعادلات في هذا الزمان أصبحت مكشوفة أو بالأحرى مفضوحة.. ومع ذلك فالكل ماضٍ في حال سبيله ضاربا عرض الحائط.. بأبسط البديهيات..وكل ما تفرزه العقول السليمة التي يبدو أنها قد أصبحت الآن عملة نادرة..!

ثم.. ثم.. لابد من التوقف طويلا.. طويلا.. أمام هذه المحرقة التي ارتكبتها ميليشيات الحوثيين ضد المئات من لاجئي إثيوبيا والصومال أثناء تواجدهم في أحد المخيمات.

لقد أشعل الحوثيون النار في المخيم ومنعوا سيارات الإطفاء من دخوله.. وكذلك سيارات الإسعاف حتى تفحمت تماما أجساد الأفارقة بينما أمريكا تلوذ بالصمت.. نفس الحال بالنسبة لأوروبا .. أما الأدهى والأمر تلك الحكومة التي تدير شئون الداخل والخارج في أديس أبابا والتي لم تشغل بالها بما تعرض له مواطنوها من إحراق عمدي بصرف النظر عما إذا كان هؤلاء الضحايا.. مؤيدين أو معارضين..!

بالله عليهم.. أليس أجدر بهم أن يهتموا بأحوال مواطنيهم بدلا من التفنن في إثارة الخلافات مع جيرانهم دون أن يدركوا أن هؤلاء الجيران هم السند والعون بالنسبة لهمسواء حاضرا أو مستقبلا..!

عموما.. أحيانا.. يصبح من الصعوبة بمكان فصل الخيط الأبيض عن الخيط الأسود.. فتتعدد المصائب.. وتتنوع الكوارث ولا يبقى سوى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا..

*** 

والآن.. فلنتأمل شئوننا وأحوالنا في مصر المحروسة وهي شئون والحمد لله طيبة.. وأحوال تتحسن.. وتنمو.. وتشع ضوءا مع طلعة كل صباح..

وليس عيبا أبدا.. أن يرتكب شخص ما جريمة شاذة.. أو يسلك سلوكا مهووسا أو مجنونا.. فالأمور الفردية.. تبقى حاكما وشاهدا على صاحبها أما المجتمع فيستمر في مسيرة نهضته.

أقول ذلك بمناسبة ما يتردد حول تحرش رجل عريض المنكبين.. طويل القامة بطفلة عمرها سبع سنوات..!

لقد أشعلت وسائل التواصل الاجتماعي نيران الغضب ضد ما جرى في الحي الهادئ أو الذي كان كذلك في يوم من الأيام..!

لكن ما يدعو أيضا للغضب.. أن هؤلاء الذين ملأوا صفحاتهم على الفيس بوك مثلا بعبارات التنديد.. والاستنفار.. والهجوم الشرس .. هم أنفسهم الذين ينشرون على نفس تلك الصفحات إعلانات جنسية صارخة.. تستخدم فيها أقذع العبارات المكشوفة.. وأحط الصور الفاحشة.. و..ويقولون.."تحرش"..!

انظروا لأنفسكم قبل أن تمتدوا بعيونكم إلى تصرفات وسلوكيات الآخرين.. وإن كنتم أنتم وهم تقفون في نفس الدائرة.. دائرة الإثارة والتهييج وارتكاب الموبقات..

*** 

من هنا.. فإن المسئولية تفرض على كل واحد فينا أن يكون داعما لكل قرار.. أو قانون يستهدف حماية السلام الاجتماعي وترسيخ القيم.. والأخلاق والمعاني في نفوس أبناء المجتمع..!

وانطلاقا من هذا المفهوم فليحذر هواة ارتكاب المخالفات المرورية مما يقضي به القانون الجديد.. من حبس وغرامة كبيرة.. لكل من يتلاعب باللوحات المعدنية كأن يضيف إليها رقما أو حرفا أو يخفي هذا.. أو ذاك.. أو يطمس معالمها بطريقة أو بأخرى..!

خللوا بالكم.. خللوا بالكم..!

*** 

أخيرا.. إشادة بهذا الشعب العظيم.. الذي يمارس شعائره الدينية في هدوء.. وبساطة وإيمان حقيقي.. ولقد قام كثيرون بصيام يوم السابع والعشرين من شهر رجب.. تخليدا لذكرى الإسراء والمعراج.. ورغم أن هذا الصوم ليس فرضا.. ولا سنة.. لكنه بمثابة تدريب بحيث يأتي شهر رمضان ونحن مستعدون نفسيا.. وجسديا.. وهو الشهر الذي نأمل أن يكون هذا العام مختلفا عما سبقه.. بحيث لا يجد فيروس كورونا نافذة يتسلل منها إلى صفوف العابدين الخاشعين ممن يؤدون صلاة التراويح داخل المساجد.

*** 

          مواجهات

*النقاء النفسي هبة من الله سبحانه وتعالى لذلك.. الناس ليس كل منهم مثل الآخر.. لأن نقي النفس يعيش آمنا مطمئنا.. أما من تحتلالظنون والأوهام جانبا كبيرا من جوانحه فلايعرف أمنا ولا طمأنينة بل يخشى أن يطلع عليه الصبح فلا يجد نفسه كما كانت عليه بالأمس..!

*** 

*قطعا اكتشفتم معي.. أن النذالة تزداد حدة كلما أحس بها صاحبها.. فيقيمان معا عهدا مشتركا قوامه .. الخسة والتدني وبيع المبادئ والمثل عند كل مفترق طرق..!

*** 

*أحيانا الحب يأتي اضطرارا وليس اختيارا لأن الحياة مليئة بأناس لا تملك أمامهم سوى أن تحبهم وأنت وحظك.. إما أن يكونوا عقلاء مخلصين.. أو مجانين خائنين..!

*** 

*أرجوك فكر كثيرا قبل أن ترتكب معصية .. فكر أكثر عندما تجد الطريق مفروشا بالورود إلى مكان هذه المعصية..!

*** 

*التدين المغشوش قد يكون أنكى من الإلحاد الصارخ..

   " الإمام الغزالي"

*** 

*أعجبني هذا الحوار الافتراضي:

سؤال: لماذا شبه الله سبحانه وتعالى الدنيا بالماء.. عندما قال :" واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء"؟

الجواب: لأن الماء يذهب ولا يبقى وكذلك الدنيا تفنى ولا تدوم..

*** 

*الآن.. وقفة تأمل.. فالله سبحانه وتعالى يحث البشر على التعاون والتآزر..!

*** 

*السيدة هانم حسن عبد الرحمن من قريةالفروسات مركز المنزلة تبرعت لهيئة البريد بقطعة أرض مساحتها 132 مترا وذلك لإقامة مكتب عليها يخدم أبناء القرية والقرى المجاورة.. ثم سرعان ما تسابق أهل القرية واتفقوا على تحمل نفقات البناء..!

ورغم ذلك لا حس ولا خبر من جانب الهيئة..!

*** 

*أهالي الساحل الشمالي يشكون من المطور العقاري في قرية بورتو جولف مارينا حيث يزيل المساحات الخضراء ويردم البحيرات الصناعية..!

بالمناسبة يعني إيه مطور عقاري..؟!

*** 

*أحمد محمد باشا عاش حياته مستورا حتى جاءه الفيروس وهدم حياته وأفقده وظيفته..!

كل ما يتمناه الآن فرصة عمل تدبر له مالا يواجه به صعاب الدنيا.. "كاشير مثلا" في محل تجاري .. كاتب حسابات .. مراقب أمن.. أي شيء..!

*** 

*ونأتي إلى مسك الختام.. 

لقد اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم العبقري عباس محمود العقاد:

قد رفعنا العلم .. للعلا والفدا

في عنان السماء

حي أرض الهرم.. حي مهد الهدى

حي أم البقاء

كم بنت للبنين.. مصر أم البناة

من عريق الجدود

أمة الخالدين.. من يهبها الحياة

وهبته الخلود

فارخصي يا نفوس.. كل غال يهون

وهبته الخلود

إن رفعنا الرؤوس.. فليكن ما يكون 

ولتعيش يا وطن

ولتعيش يا وطن

*** 

و..و..وشكرا