مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 14 مارس 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*الأمريكان يتوجعون.. ويحاربون الفيروس بكل ما أوتوا من قوة!

*الرئيسبايدن.. يتعجب.. وينصح.. ويؤكد:

لابد من تعاطي اللقاح.. وإلا..!

*وأربعة رؤساء.. يشتركون في إعلان تليفزيوني بعد أن نحوا "الحزبية" جانبا.. 

*نحن في مصر لنا السلامة في كل وقت وحين

*شعارنا أيضا.. اللقاح.. اللقاح..

لم يكن متصورا أن تضرب الولايات المتحدة الأمريكية الرقم القياسي في الاستسلام لفيروس كورونا بحيث بلغ عدد المصابين من عدوانه نحو 25 مليونا والمتوفين ما يجاوز الـ500 ألف وهي أعداد لم تشهدها حتى المجتمعات التي توصف بالنامية بل التي أقل منها حضارة وتقدما..!

*** 

من هنا.. اشتدت في الآونة الأخيرة حملات مقاومة الفيروس لدرجة أن شاشات التليفزيون من مختلف القنوات تعرض بين كل دقيقة وأخرى إعلانا مصورا يؤديه أربعة من الرؤساء السابقين الذين ينادون بضرورة تطبيق الإجراءات الاحترازية.. ويحثون الناس في نفس الوقت على تعاطي اللقاح.. وإلا عرضوا أنفسهم للموت.

الرؤساء الأربعة هم جورج دبليو بوش وباراك أوباما وبيل كلينتون.. وجيمي كارتر..!

أما الرئيس ترامب فهو مازال يتعامل مع قضية الفيروس بلا مبالاة.. وعدم اهتمام لذا عندما سئل عن عدم اشتراكه مع "زملائه" في الإعلان الشهير أجاب أنه يتعجب من هذه الضجة المثارة التي تعطي كورونا حجما أكثر من حجمه..!!!

*** 

على الجانب المقابل.. يظهر الرئيس جو بايدن وقد بدا متوترا قلقا.. مبديا حرصه على مصالح الناس ومكررا اتهاماته.. لسلفه دونالد ترامب بالتسبب في انتشار الفيروس بهذه الضراوة نتيجة تدخله في شئون الطب وفرض رأيه في عنجهية وتعنت فيما ليسله به علم.. فكانت النتيجة حسبما يؤكد بايدن وصول عدد المصابين والموتى ما يفوق نظراءهم من ضحايا الحربين العالميتين الثانية والثالثة.. وحرب فيتنام وأيضا الذين سقطوا في هجمات 11 سبتمبر عام 2001 وتلك مقارنة أضافت قدرا أكبر من الذعر والخوف في نفوس الأمريكيين الذين تولد لديهم الآن هاجس النظافة سواء في مأكلهم أو مشربهم أو ملبسهم.. وهم الذين كانوا يعتبرون أنفسهم أشد قوة وتأثيرا على أي فيروس أو أي مرض .. أو .. أو أي وباء..!

وسبحان مغير الأحوال..!

*** 

المهم .. الرئيس بايدن لم يكتف بالإدلاء بهذه المعلومات بل توجه للكونجرس مطالبا اعتمادتريليون و800 مليار لمواجهة تداعيات الفيروس التي تمثلت في فقدان الملايين وظائفهم وعجز ملايين غيرهم عن الحصول على العلاج المقرر لهم والذين يتعاطونه منذ سنوات من أجل الأمراض المزمنة التي يعانون منها.. مثل السرطان .. وتليف الكبد وقصور الكليتين.. فضلا عن السكر والضغط..!!

*** 

هذه هي أمريكا وهؤلاء هم أناسها الذين كانوا يعتبرون أنفسهم حتى عام مضى أي قبل مهاجمة الفيروس أنهم يختلفون عن باقي البشر سواء في ثرواتهم أو اختراعاتهم أو أبحاثهم العلمية..أو..أو..!

وبكل المقاييس لو عقدنا مقارنة سريعة بين أوضاعهم الحالية.. وأوضاعنا نحن في مصر لأدركنا قولا وعملا.. أننا والحمد لله أفضل وأفضل كثيرا.. لذا.. وحتى نصل في مواجهتنا للفيروس إلى الخطوط الفاصلة التي نقطع دابره عندها فلابد من الالتزام بالإجراءات الاحترازية وعدم التوسع في دعوات الإفطار والسحور التي تعودنا عليها خلال شهر رمضان الذي بات على الأبواب حتى نضيع الفرصة أمام كورونا وأمثاله .. وأيضا سلالاته وتحوراته.

وفي جميع الأحوال نحن شعب يعرف كل فرد فيه.. مسئولياته جيدا.. ويستطيع بدقة وإتقان تحديد الخطأ من الصواب لذا.. فالله سبحانه وتعالى سيزيد من فضله علينا ويرفع فوق رؤوسنا مظلات الأمان.. والاستقرار ..و..و.. الشفاء من كل داء.. 

إنه نعم المولى ونعم النصير.

***

و..و..وشكرا