مقال سمير رجب " غدا مساء جديد " بجريدة المساء

بتاريخ: 15 مارس 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*الاتفاق الليبي.. ورؤية مصر السديدة!

*السلام.. ينتصر على العنف والإرهاب

*بيانات مجلس الأمن لا تكفي.. المهم إجراءات تضمن رحيل المرتزقة والميليشيات الأجنبية

*تعهد مصر بالدعم والمساندة.. يطمئن الجيران الأعزاء

*أخيرا.. لا مجال أبدا.. للتسلل عبر أسلاك الحدود..!

من يمعن التأمل في بنود آخر اتفاق تم عقده في ليبيا بين الأطراف المتسارعة.. لأدرك على الفور ملامح رؤية مصر ونظرتها الثاقبة للأمور مما يؤكد أن مصر عندما كان يأتي عليها وقت تستشعر فيه زيادة إشعال نيران الانتقام سرعان ما تتحرك لترطيب الأجواء.. وإتاحة الفرصة للقوى المختلفة لكي تتحاور وتتناقش باعتبار أن الحوار هو الذي يقود للسلام النهائي وليس الحرب الضروس التي لا تخلف سوى الدمار والخراب والرغبة العارمة في الانتقام والانتقام المضاد.

ولعل الدنيا بأسرها تابعت الجهود المصرية التي لم تتوقف يوما.. والمحاولات الجادة لإقرار السلام رغم صعوبة الظروف وتعقد المشاكل واختفاء العلاقات الإنسانية بين أفراد المجتمع ليحل محلها إرهاب أسود مقيت لا يعرف دينا ولا خلقا ولا ضميرا.

واليوم تتحقق أولى النتائج التي سعت إليها مصر بتشكيل حكومة ليبية وافق عليها البرلمان.. ومعه القوى السياسية والقبلية المختلفة.

ثم..ثم.. تسارع مرة أخرى في اتخاذ زمام المبادرة لطمأنة الحكام الجدد وإبلاغهم استعداد مصر الكامل لتقديم خبراتها في مجالات شتى فضلا عن إسهامها في تنفيذ مشروعات التنمية وهنا ثمة حقيقة ينبغي ألا تمر سراعا.. وهي أن المبادئ عند مصر لا تتغير ولا تتبدل سواء ما يتعلق بسياستها الداخلية.. أو في علاقاتها الخارجية.. وهي سياسة تدعو للسلام وتدافع عن الحق والخير وتعلي صروح النهضة.. في نفس الوقت الذي تنثر فيه بذور الخير والأمل من أجل أن تحصل الشعوب في النهاية على أفضل الثمار وأحلاها.

***

استنادا إلى تلك الحقائق فإن الإخوة الليبيين سوف يلمسون قريبا وقريبا جدا.. نتائج اتفاق السلام الذي عقدوه فيما بينهم إذ يكفي أن يعيشوا آمنين مطمئنين شأنهم شأن سائر البشر منحين جانبا أسلحة الشر والكراهية والعنف والغضب.

لكن..مازالت هناك عقبة لابد من إزالتها في أقرب وقت وأعني بها المرتزقة الأجانب الذين تم تصديرهم إلى ليبيا لدعم الإرهاب وكذلك الميليشيات العسكرية التي دفعت بها دول معينة لنفس الغرض.

ولقد عقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا طالب على أثره بانسحاب جميع القوات الأجنية والمرتزقة من ليبيا دون مزيد من التأخير مشيرا إلى وجود ما يقرب من 20 ألفا ما بين جنود أجانب ومرتزقة واستمرارهم حاليا أو مستقبلا إنما يضير الليبيين أولا وأخيرا.. والذين ينبغي أن يتصدوا لهم بعد توصلهم إلى اتفاق السلام فيما بينهم.

أيضا.. يجدر بمجلس الأمن ألا يكتفي بمثل هذه البيانات أو "المانشيتات" الموجزة.. بل يتخذ من الإجراءات العملية ما يؤدي إلى تحقيق الأهداف التي طال انتظارها..!

أخيرا.. سوف تلقى العمالة المصرية الترحيب المناسب في ليبيا بعد الاتفاق الذي تم عقده بين وزارة العمل الليبية ووزارة القوى العاملة المصرية.

يعني.. وداعا.. للتسلل عبر أسلاك الحدود.. أو للخضوع لاستغلال وأنانية أصحاب رءوس الأموال لأن بنود الاتفاق الجديد.. واضحة.. ومحددة ومستندة إلى قاعدة بيانات صادقة لم تكن متوفرة من قبل.

***

و..و..وشكرا

***