*وانتهت تهديدات العنف إلى جلسات وفاق
*الأمريكان يخضعون للأئمة خضوعا مريبا وكأنهم يرتدون عباءاتهم السوداء!
*أي دولة مؤسسات تلك.. وكلما جاء رئيس يلغي ما اتخذه سلفه من قرارات وقوانين؟!
*الآن.. ماذا يمكن أن يصير إليه حال الإخوة الخليجيين.. والعراقيين بالذات..؟
ظلت أمريكا وإيران تتبادلان التهديدات العنيفة على مدى سنوات عدة.. وركزت واشنطن على إشهار سلاح العقوبات ضد طهران.. وحكامها من الأئمة أصحاب العباءات السوداء..!
وقد تمسك كل طرف بموقفه.. بل ربما كان الإيرانيون أكثر تشددا فقد رفضوا الانصياع إلى أوامر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب معلنين إصرارهم على الاستمرار في تنفيذ برنامجهم النووي حسب الخطة التي وضعوها لأنفسهم..!
في نفس الوقت لم يتوقع الإيرانيون خيرا بعد قدوم إدارة أمريكية جديدة.. وبالتالي اقتصرت تصريحاتهم على ضرورة العودة إلى اتفاق عام 2015 الذي قضى برفع العقوبات مقابل تقليص النشاطات الإيرانية النووية.. وأيضا لم تخضع إيران وأكدت على رفضها أي قرار من طرف واحد وبالتالي اعتبرت الاتفاق ساريا مهما هدد ترامب وتوعد..!
***
ثم.. ثم.. انتهى حكم ترامب وجاء حكم بايدن الذي يريد تغيير كل ما خلفه سلفه من قرارات أو مشروعات قوانين.. أو قوانين.. وبالفعل أعلن موافقته على الاقتراح الذي طرحه الاتحاد الأوروبي بعقد اجتماع بين الإيرانيين ومجموعة من الدول الأوروبية.. وبالفعل تم الاجتماع الأول.. ومن المنتظر أن ينعقد اجتماع بعد غدٍ الثلاثاء تنضم إليه الولايات المتحدة الأمريكية في العاصمة النمساوية فيينا..!
ليس هذا فحسب.. بل تقدمت باريس بمشروع قرار لمجلس الأمن تطلب فيه إلزام إيران بشكل واضح وبعبارات واضحة وصريحة.. باحترام تعهداتها النووية بدون قيد أو شرط..
و..و.. ورغم هذا التحدي.. وذلك التعسف انصاعت أمريكا للشطحات الإيرانية لعل وعسى..!
***
يعني باختصار شديد لقد بدا الأمريكان الآن وكأنهم إيرانيون قولا وفعلا.. وبالتالي إذا ارتدى بايدن وأعضاء حكومته العباءات السوداء إياها.. فلن يكون هذا غريبا .. لأن.. ما تنوي واشنطن الموافقة عليه يفوق المظاهر الشكلية بكثير.. كثير.
***
على الجانب المقابل.. فإن السؤال الذي يدق الرءوس بعنف:
وماذا عن الإخوة في الخليج إذا ما ترطبت الأجواء بين واشنطن وطهران..؟
هل ستستمر أمريكا في التأكيد على التزامها بحمايتهم سلما أو حربا..؟
أيضا نفس الحال بالنسبة للعراق الذي تجأر أصوات أهله بالشكوى من النفوذ الإيراني المتغلغل في كل أركان المجتمع.. فما بالنا.. بعد أن تصبح الأظافر الطويلة أبلغ قدرة على فرض السطوة والنفوذ في بلد طالما حلم الفرس باحتلاله.. والقضاء على كل ما يربطه بالعرب والعروبة.
***
في النهاية تبقى كلمة:
إذن.. ونحن أمام هذا الواقع لا يمكن القول إن أمريكا مازالت دولة المؤسسات بسبب بسيط أنها لو كانت كذلك.. ما ألغى ترامب اتفاقا موقعا.. شاهد عليه المجتمع الدولي وما جاء بايدن لإعادته من جديد.. وكأن مصائر الشعوب لعبة في أيادي هؤلاء المتصارعين الذين لا يشغل بالهم سوى الفوز بمقعد الرئاسة بالبيت الأبيض.. حتى ولو جاء بعدهم الطوفان الذي قد يغرق مؤسساتهم الدستورية التي تكاد تفقد دورها.. أو أهميتها.
***
و..و..وشكرا
***