*هذه هي الصورة في إثيوبيا بلا رتوش!!
*الحائز على جائزة نوبل.. هو نفسه الذي يضع البلاد على حافة حرب أهلية!
*الخلافات العرقية تزداد حدة.. والمتاجرة بأزمة سد النهضة.. ستأتي بما لا تشتهيه رياح أبي أحمد
حاولت جماعة تيجراي الابتعاد عن الصراعات داخل إثيوبيا على مدى ما يقرب من 17 عاما أي أثناء حكم الإمبراطور الشهير هيلاسلاسي الذي أطلق على نفسه مرة اسم "قوة الثالوث" ومرة أخرى "الأسد القاهر" وهو الذي احتفظ به حتى تم إسقاطه عن عرشه المهيب عام 1974 على يد الجنرال الشيوعي مانجستو ماريام الذي فقد هو الآخر سطوته وصولجانه عام 1991.
***
وبالرغم من أن أبي أحمد رئيس الوزراء الحالي الذي سبق أن فاز بجائزة نوبل للسلام عام 2019 أي بعد عام من توليه الحكم.. إلا أنه نفسه الذي تسبب في تعكير المياه مع جماعة تيجراي التي وافق على منحها حكما ذاتيا ثم سرعان ما تراجع في كلامه.. فاشتعلت نيران الخلافات.
وما يثير الاهتمام أن أبي أحمد لم يضع في اعتباره أن أهل تيجراي يمثلون حوالي 6% من سكان إثيوبيا.. وأنهم يملكون جيشا قويا فضلا عن مخزونات كبيرة من العتاد العسكري.. ثم..الأهم.. والأهم أنهم يحظون بتأييد ومساندة قطاعات كبيرة من الإثيوبيين..!
كل تلك الحقائق الواضحة وضوح الشمس لم يضعها أبي أحمد في اعتباره فخاض حربا عاتية ضد تيجراي التي بادلته هي الأخرى بحملات تلو حملات أسفرت عن وقوع آلاف من القتلى من الجانبين..!
ولأن العنف يولد عنفا.. فقد انتهزت جماعة أخرى من الجماعات العرقية الفرصة وقتلت في يوم واحد 500 جندي من جنود الأخ أبي أحمد..!
***
من هنا.. فالسؤال الذي يدق الرءوس بعنف:
كيف يتسنى لرئيس الوزراء مواجهة ما قبل الحرب الأهلية التي هي واقعة لا محالة.. في نفس الوقت الذي يبدي فيه تحديا صارخا لكل من السودان ومصر ومعهما معظم دول الاتحاد الإفريقي فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية عديدة فيما يتعلق بأزمة سد النهضة..؟!
هذا هو بيت القصيد.. فالأخ "أحمد " هو الذي آثر أن يسير في طريق واحد.. دونما اعتبار لتفرعات هذا الطريق.. ومفترقاته.. وزواياه وحدوده.. مما سيدخله لا محالة في "حارة سد" لن يتمكن من الخروج منها لاسيما بعد أن انقسم المجتمع الإثيوبي إلى فرق وجماعات كل منها له حساباته.. ومصالحه.. بل ومكتسباته المتمثلة في معظم الأحيان في حمامات الدم وحجمها.. وعدد كل منها..!
***
ثم..ثم.. فإن الإثيوبيين الآن.. يعانون من ظروف اقتصادية قاسية ربما لم تشهدها عصور ما قبل أبي أحمد.. حيث تفاقمت أزمة البطالة بصورة غير مسبوقة.. وارتفعت الأسعار بنسبة هائلة.. وأصبح المتسولون الذين يملأون الشوارع.. بمثابة لافتة تعريف بهوية هذه البلاد التي باتت تمثل ظاهرة غير مسبوقة للإفريقيين عموما.. وليس للإثيوبيين فقط..!
***
هذه الصورة كاملة.. وبدون رتوش.. حاولت قدر الإمكان رسم ملامحها أو أجزاء منها.. حتى يتعرف المكابرون والمزايدون.. والمغرورون أين يضعون أقدامهم بالضبط..!
***
و..و..وشكرا
***