*الإثيوبيون وتصريحاتهم المتخبطة.. يقولون إن السد يمثل عيونهم وقلبهم وروحهم
*ونحن نسألهم: وماذا عن قلوب وروح الآخرين؟!
*صدقوني.. أنتم تضعون أنفسكم في مأزق دون معرفة النتائج.. أو الأبعاد!
*مصر حريصة على أن تجنح للسلم حتى نهاية المدى
*والسودان يهددبطرد أكثر من 3 ملايين إثيوبي يعيشون فوق أرضه
واضح أن أفراد النظام الحاكم في إثيوبيا يقولون كلاما لا يفهمون معانيه.. إذ يبدو أن هناك من يلقنهم تلك التصريحات الجوفاء التي يدلون بها بين كل يوم وآخر.. دون أن يعرفوا أبعادها.. ولا حتى محتواها.. وبالتالي تكون خاوية المضمون.
***
مثلا.. خرج بالأمس من يسمى برئيس المجلس الفيدرالي عندهم "آدم نوح" ليقول إن بلاده لن تتنازل عن حقوقها الطبيعية باستخدام مواردها المائية العابرة للحدود دون الإضرار بالآخرين..وبالتالي فإنهم متمسكون بسيادة الوطن والمواطنين وكرامة البلد مع الأخذ في الاعتبار أن السد يمثل عيون وقلب وروح الشعب الإثيوبي.. ثم يستمر الأخ آدم في تصريحاته المبهمة زاعما أن هناك قوى أجنبية تتصارع فيما بينها وسط المنطقة التي يقع فيها السد من خلال قوات عسكرية متواجدة فعلا والتي تعمل على زعزعة استقرار تلك المنطقة لتعطيل بناء السد..!
***
طبعا.. لم يحدد رئيس مجلسهم الفيدرالي هوية تلك القوات ولا الدول التابعة لها.. كل ما هنالك أنهم يلفون ويدورون لتضييع الوقت بحيث يضعون كلا من مصر والسودان أمام الأمر الواقع وهذا ما ترفضه الدولتان الجارتان شكلا وموضوعا.
ثم.. إذا كان السد يمثل عيون وقلب وروح الشعب الإثيوبي فإنه أيضا يمثل كيان ووجود وعيون الشعبين المصري والسوداني اللذين مازالا حتى الآن يؤكدان على تمسكهما بالحل السلمي.. وبالاتصالات الدبلوماسية رافعين رايات الحق والعدل..!
***
وها هي مصر التي تستقبل بين كل يوم وآخر.. زعماء ومسئولين من شتى دول العالم لتشرح وتوضح الركائز التي تقيم عليها موقفها.. فضلا عما تقوم به وزارةخارجيتها من اتصالات مع الشرق والغرب حتى يكون الجميع شاهدين على من يجنح للسلم.. وعلى من يصر على التهام حقوق الآخرين مهددا ومتوعدا..!
***
الرئيس عبد الفتاح السيسي التقى في القاهرة بالرئيس التونسي قيس سعيد الذي أعلن بوضوح وبصراحة رفض بلاده المساس بالأمن المائي لمصر وأن تونس تؤيد الموقف المصري في أي محفل دولي باعتباره موقف تونس تماما..!
أيضا أعلنت روسيا من خلال وزير خارجيتها سيرجي لافروف الذي التقى به الرئيس عبد الفتاح السيسي أنها ترفض المساس بالحقوق المائية التاريخية لمصر في مياه النيل.. فضلا عن عدم موافقتها على الإجراءات الأحادية في هذا الصدد..
أما بالنسبة للسودان فقد اضطر مؤخرا إلى التلويح باستخدام بعض أدوات الضغط ضد إثيوبيا.. ومن بينها طرد الثلاثة ملايين إثيوبي المتواجدين في السودان والذين إذا عادوا لبلادهم فسوف ينضمون إلى قوافل المتسولين.. الذين تمتلئ بهم شوارع العاصمة وغيرها من المدن..
***
إذن.. بعد كل ذلك كيف تغامر إثيوبيا وتقوم بالملء الثاني للسد في شهر يونيو القادم متبعة سياسة أنا وبعدي الطوفان..؟!
لا يا سادة.. الطوفان سوف يجرفكم إلى غياهب الجب.. الذي تتمنون أن يقع فيه من شاء قدرهم أن ترتبطوا معهم بأعز وأغلى رابط وهو نهر النيل الذي كان ينتظر منكم سلوكا متعقلا وقدرة على تحمل المسئولية بدلا من هذا التخبط والتردد.. والإصرار على أن تزجوا بأنفسكم في آتون أزمات سوف تدركون وقتها أنها أشد عنفا وأكثر ضررا من أزمة سد النهضة الذي تتاجرون به بغير علم بالقوانين الدولية.. وانسياق أعمى وراء أكاذيب وادعاءات ما أنزل الله بها من سلطان..
***
و..و..وشكرا
***