مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 18 أبريل 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*استجابت الحكومة لرغبات الجماهير ولكن:

*شروط صلاة التراويح.. خرجت عن إطارها.. والتجمعات خارج المساجد.. خطر.. خطر..!

*تصوروا رجلا عاقلا يقول لصاحبه: 

الشياطين مصفدة في شهر رمضان.. وأولها الشيطان الرجيم كورونا؟!

*والإثيوبيون.. يتاجرون بالبيانات العنترية التي عفا عليها الزمن

استجابت الحكومة لنداءات الإلحاح والرجاءات والتعهداتوقررت السماح بأداء صلاة التراويح هذا العام بعد أن حرم منها الملايين السنة الماضية بسبب تغول هذا الفيروس الشارد كورونا..!

وعندما قررت الحكومة ذلك فقد اشترطت قصر الصلاة على مساجد معينة تبين أن عددها يزيد على 110آلاف مسجد حسب إحصائيات وزارة الأوقاف من الـ140 ألف مسجد على مستوى مصر كلها..!

كل هذا شيء طيب وجميل.. لكن السؤال:

هل في الإمكان متابعة ما يجري في هذا الكم من المساجد .. أم من الوارد الخروج عن النص.. وامتداد وقت الصلاة إلى أكثر من نصف الساعة التي اشترطتها وزارة الأوقاف..؟

إن تجربة الأربعة أيام الماضية تقول إن المساجد الملتزمة بتطبيق الشروط.. تلك هي التي عليها العين فقط.. مثل مساجد الإمام الحسين والسيدة زينب وأيضا السيدة نفيسة.. والجامع الأزهر وغيرها وغيرها..!

أما باقي المساجد فكل منها حسب موقف الإمام وموقف المصلين أيضا..مما يسهل حركة الفيروس من جديد لينفث سمومهعلى من شاء.. والفرصة أمامه متاحة وشاسعة..!

*** 

الأهم.. والأهم.. تلك التجمعات التي تعقب الصلاة والتي تشهدها الساحات الخارجية.. أو الشوارع.. أو حتى داخل الكومباوندات السكنية في المدن الجديدة.. 

للأسف ما أن تنتهي صلاة التراويح حتىتفرض اللقاءات نفسها وتفتح الطريق أمام السلامات والتحيات والمناقشات الدينية أحيانا.. والسياسية أحيانا أخرى..!

بالله عليكم.. أين راحت تحذيرات الحكومة.. ومن هؤلاء الذين انصاعوا لتنبيهاتها.. ومن أولئك الذين مازالوا يصرون على أن كل شيء قسمة ونصيب..؟!

وفي هذا الصدد.. دعوني أسرد لكم تلك الحكاية التي سمعت كلمات فصولها بالنص والحرف:

رجلان في منتصف العمر.. يبدو على ملامحهما سمات التدين.. التي تعكس أيضا مظاهر الاعتدال والوسطية.. واحد يوجه سؤالا للآخر:

أليست الشياطين تصفد في شهر رمضان المبارك..؟

أجاب الثاني في تلقائية حاضرة:

نعم.. هذا أمر مفروغ منه..!

عاد الأول ليطرح سؤالا آخر:

وأليس كورونا يعد بمثابة شيطان رجيم..؟

وقبل أن يجيب الثاني استطرد الأول قائلا:

إذن لابد وأن حركته سوف تحد أضعافا وأضعافا وبالتالي لا تشغل بالك به.. وتأكد أنه لن يقدر على المساس بالمصلين أو غير المصلين..!

تلك هي وجهة نظر أناس المفترض أنهم مثقفون.. أو على الأقل مقدرون للمسئولية بكافة أبعادها ومختلف زواياها..!

*** 

والآن اسمحوا لي أن أعرض اليوم لموضوع بالغالأهمية لا ينبغي أن يصرفنا عنه شأن من شئون دنيانا أو آخرتنا..!

الموضوع الذي أعنيه.. هو سد النهضة ومدى إصرار الإثيوبيين على تصعيد تصريحاتهم بشأنه .. وكأنهم يتحدون العالم بأسره.. وهي تصريحات إن جاءت أو راحت تحوي عبارات عنترية.. وألفاظا ربما كانت تصلح منذ أربعين أو خمسين سنة مضت.. أما الآن فقد انتهى زمانها..!

*** 

مثلا يقول ديميكين ميكوفين وزير خارجية إثيوبيا إن ممارسة ضغوط غير ضرورية على بلاده لن يجعلها تقبل بمعاهدة الحقبة الاستعمارية بشأن نهر النيل وبالتالي لن توافق أبدا على مثل هذه الشروط غير المنطقية التي تستهدف الحفاظ على الحصة المائية لمصر والسودان ويضر بمشروعات التنميةالخاصة بأجيالنا القادمة.

هكذا يتضح أنهم يسعون إلى التلاعب بمشاعر مواطنيهم من خلال الحديث عن الاستعمار وكيف أن هناك تعمدا للإضرار بمصالح أجيالهم القادمة.

بكل المقاييس.. تلك كلها تصريحات للاستهلاك المحلي والقصد منها تعبئة الجماهير لرفض أي اتفاقات يشارك فيها كل من مصر والسودان..

*** 

أيها الأخوة الإثيوبيون:

أرجوكم أرجوكم.. أفيقوا إلى صوابكم فالعنتريات لا تحل أزمات.. والتمسح في تلابيب الماضي.. لن يمهد طريق المستقبل..!!

أمعنوا التفكير جيدا..وتذكروا دوما أن "على الباغي تدور الدوائر"..!

*** 

و..و..وشكرا

***