مقال سمير رجب " غدا مساء جديد " بجريدة المساء

بتاريخ: 19 أبريل 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*الأمريكان.. لم يحسموا موقفهم بعد من لقاح كورونا..!

.. والمظاهرات تجوب شوارعهم بسبب أحداث التفرقة العنصرية الصارخة

*أباحوا استخدام السلاح بلا قيود فكانت النتيجة.. سيطرة الذعر على تصرفات الشرطة

*قتلوا الأطفال الملونين.. وينتظرون البراءة..!

شعوب وحكومات كثيرة حسمت موقفها إزاء لقاح فيروس كورونا.. وعلى رأس هذه الحكومات وتلك الشعوب مصر والمصريون الذين أخذوا يتعاملون الآن مع اثنين من اللقاحات إيمانا منهم بأن الدولة لا تختار لهم سوى الأفضل والأنجع..!

أما الأمريكان وهم الذين طالموا تغنوا بتفوقهم وتميزهم.. فمازالوا حتى الآن حائرين بين أنواع شتى من الأمصال فكانت النتيجة أن رفض الكثيرون تلقي المصل المضاد أساسا..!

***

ولقد شاءت الأقدار أن يدخل الأمريكان في هذه الآونة بالذات.. آونة الحرب ضد الفيروس.. معركة ضارية ضد التفرقة العنصرية التي تقض مضاجع هذا المجتمع منذ عشرات السنين دون أن يستطيعوا التخلص من آثارها العنيفة والتي تتكرر وتتعدد حاليا في شتى ظواهر الحياة..!

وما يثير الدهشة والعجب.. أن من أهم أسباب هذه الظاهرة استخدام السلاح دون قيود أو شروط مما أوجد مشاعر وأحاسيس الخوف والفزع لدى رجال الشرطة بالذات الذين ما إن يقع رجل أسود في قبضتهم حتى يبادروا إما بإطلاق الرصاص عليه أو طرحه أرضا والضغط على عنقه حتى يسلم الروح وهم يتفرجون.. أو يتشفون..

ومن يراجع الحملات الانتخابية للرئاسة في أمريكا يجد أن ما من مرشح إلا وتعرض في برنامجه الانتخابي لمشكلة حمل السلاح حيث يتعهد بوضع ضوابط محددة.. تمنع استخدامه إلا في حالات الضرورة القصوى.. لكن سرعان ما يجيء نفس المرشح في اليوم الثاني ليسحب تعهده.. ويعلن أن السلاح من أهم وسائل الحماية للفرد والمجتمع في ظل تلك الصراعات والنزاعات التي تسود العالم..!

***

أما ثمة التناقض فتتجلى في سجون أمريكا داخل البلاد أو خارجها.. فمثلا من أهم التهم الموجهة إلى معتقلي جوانتانامو تهمة إحراز السلاح بدون ترخيص.. يعني يحاسبون الناس على جرائم هم أنفسهم يتبرأون منها جهارا نهارا..!

من هنا.. فالمظاهرات التي تجوب أنحاء البلاد تزداد حدتها يوما بعد يوم.. لاسيما بعد أن قتلت الشرطة طفلا لا يتجاوز عمره الثالثة عشرة عاما داخل نفق مظلم بعد أن أخذ الضابط يصرخ ويستغيث بزملائه.. لإبطال مفعول المسدس الذي يحمله الطفل.. ثم تبين بعد مصرعه عدم وجود مسدس.. أو حتى عصا صغيرة لكنه الرعب –كما أشرت- الذي يحكم تصرفات أجهزة الأمن جميعها..!

ولا شك أن كل تلك الأحداث تفرض سؤالا تلقائيا وبديهيا:

لو أن هذا الطفل لم يكن آسيويا بل يتمتع بالبشرة البيضاء إياها هل كان يمكن أن يلقى نفس المصير.. الأليم..؟!

طبعا.. لا وألف لا..!!

الأدهى والأمر أن ضابط الشرطة القاتل لم توجه إليه أية تهمة بصفة رسمية أثناء مثوله أمام القضاء وكأنهم يقولون له مسبقا "برافو" لأنك أطحت برأس طفل ملون أو شبه ملون..!

***

على أي حال.. لقد أسقطت الخلافات الحزبية بين الديمقراطيين والجمهوريين في أمريكا.. معظم أوراق الأشجار التي حاولوا أن يستروا بها عوراتهم على مدى أربعين أو خمسين عاما.. لكن إرادة الله.. أهم وأبقى.

***

و..و..وشكرا

***