مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 21 أبريل 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

**سياسة.. من نوع خاص يتبعها الإثيوبيون منذ زمن طويل!

*يمارسون الإرهاب في المحافل الدولية ويتلاعبون بمشاعر مواطنيهم!

*تاريخهم حافل منذ بداية الستينيات أثناء مفاوضتهم لتسيير خط جويبين القاهرة وأديس أبابا

هكذا تكشف الأيام أن الإثيوبيين أو بالأحرى النظام الحاكم في إثيوبيا.. ينهج أردأ وأسوأ سياسة عرفها التاريخ المعاصر. 

هذه السياسة ترتكز على دعامتين أساسيتين:

ولا: إشاعة مناخ من الإرهاب وسط المجتمع الدولي.. والمنظمات الدولية.. بحيث يمتنع كل من يحاول الاقتراب من قضية سد النهضة من مجرد إبداء رأي أو اتخاذموقف صريح وحاسم.

ولقد ظهرت تلك الصورة واضحة جلية عندما بدأ مجلس الأمن أولى جلسات المناقشة في هذا الصدد.. إذ على الفور ارتفعت أصوات البهتان الإثيوبية تزعم أن اللجوء إلى المجلس إنما يحمل إساءة بالغة إلى الاتحاد الإفريقي الذي أخذ الأمر على عاتقه.. وبذلك تكون إثيوبيا قد تعمدت صرف الأنظار عن القضية الأساسية إلى جوانب أخرى فرعية..!

*ثانيا: التلاعب بمشاعر الجماهير الإثيوبية ذاتها.. حيث تذيع الحكومة برامج تليفزيونية على مدى الأربع وعشرين ساعة يتحدث فيها المواطنون عن الظلام الدامس الذي يعيشونه.. وكيف أنهم يعلقون آمالهم في إنارة منازلهم وشوارعهم على تشغيل سد النهضة..!

وطبعا.. هذا استجداء رخيص.. لأن السد حتى إذا افترضنا وعملبأقصى طاقاته.. فلن يعم النور كافة أرجاء البلاد حسبما تزعم حكومة الزيف والخداع.

*** 

الأكثر والأكثر.. أن النظام الحاكم في إثيوبيا ليس لديه كوادر فنية قادرة على الشرح وتوضيح الحقائق وعقد المقارنات مثلما تفعل مصر على سبيل المثال التي قدمت بالأمس تقريرا يتضمن حقائق علمية وسرد حجم المخاطر التي تنجم عن ملء المرحلة الثانية من السد في شهر يونيو القادم.. محذرة من السير في طريق الإجراءات الأحادية حتى نهاية المدى..!

كل ذلك.. وإثيوبيا.. تصم آذانها لسبيين أساسيين الأول.. الجهل المطبق والثاني اللامبالاة التي تخسف الأرض بصاحبها قبل أي طرف آخر.

*** 

في النهاية تبقى كلمة:

قبل أن أنهي هذا المقال اسمحوا لي أن أحكي لكم حكاية طريفة حدثت في أوائل الستينيات.. الحكاية باختصار شديد أن مصر للطيران قامت بتشغيل خط جوي بين القاهرة ومدينة عنتيبي الأوغندية.. وأثناء تواجد الوفد المصري هناك رأى مسئولو مصر للطيران إجراء مفاوضات مع كلٍمن كينيا وإثيوبيا حيث إمكانية تسيير خطين جديدين إلى كل من نيروبي وأديس أبابا وبالفعل جاء الأخوة الكينيون وأبدوا حماسا إزاء ما تطرحه مصر للطيران.. أما الإثيوبيون فقد أخذوا يتباطأونويتهامسون.. ويلفون ويدورون حتى وقعت المفاجأة حيث جاء أحدهم إلى رئيس القطاع التجاري في مصر للطيران ليطلب مائة ألف دولار..كإثبات لحسن النوايا..!

طبعا.. اعترت الدهشة قلوب وعقول ممثلي مصر للطيران.. بعد أن اكتشفوا أن المبلغ لا يدخل في إطار الاتفاق الرسمي .. يعني ببساطة "رشوة"..!

على الفور انسحب المصريون واستقلوا طائرتهم عائدين للقاهرة ولسان حالهم يقول.. بلاها أديس أبابا..!

*** 

و..و..وشكرا

***