مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 02 مايو 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*إجازة التقاط الأنفاس..

في محاولاتللسيطرة على كورونا

الأوربيون يستغلون الاحتفالات بـ"الايسترن"من أجل التوصل إلى العقار واللقاح اللازمين

*للأسف.. الخلافات.. سياسية قبل أن تكون طبية

*نحن في مصر.. تحكمنا المصلحة الواحدة

*المشكلة فقط.. في المتحدث الرسمي لوزارة الصحة!

أحسنت الحكومة صنعا بإغلاق المتنزهات والحدائق والشواطئ يوم شم النسيم.. تحسبا لتغول فيروس كورونا بين الناس لاسيما بعد أن ارتفعت الإصابات به والوفاة بسببه إلى أرقام غير مسبوقة.

ولعل هذا ما فعلته حكومات أخرى كثيرة في أوروبا وآسيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية التي منحت بدورها مواطنيها إجازة طويلة مثل تلك التي حصل عليها المصريون.

*** 

غني عن البيان أن تلك الإجازة ليست بقصد الاسترخاء فحسب بل ستعيد استثمارها لبحث آخر تطورات كورونا.. لمواجهته بأساليب تتجدد يوما بعد يوم بعد أن تبين مدى قدرته على التكيف مع أية أمصال يتم اكتشافها والتي تخوض هي الأخرى حربا شعواء ضد الشائعات التي منها ما هو مغرض ولا شك.. أو التي لا تجد كوادر بشرية تحد من غلوائها.. أو تحول دون سرعة انتشارها قبل أن يفقد الناس الثقة في هذا المصل.. أو ذلك اللقاح مثلما يحدث الآن.. حيث تتعرض كافة تلك الاكتشافات لحملات ضارية  من التشكيك..

*** 

من هنا.. فإن حكومات كثيرة تعلق آمالا كبيرة على النتائج المأمولة التي يمكن أن تسفر عنها إجازة " الايسترن" كما تسمى في أوروبا .. وعيد القيامة المجيد أو شم النسيم بالنسبة للمصريين .. ومع ذلك لم تتوقف حملات التطعيم بل هي تسير بأكثر من معدلاتها الطبيعية.. مثلما هو الحال في بريطانيا التي تعاطي المصل نحو 50 مليونا من مواطنيها وأيضا أمريكا التي تتباهى بتطعيم 230 مليونا.!

*** 

على الجانب المقابل فإن هذه المنافسة الشرسة والحرب الضروس تتدخل فيهما السياسة إلى حد كبير فالإدارة الأمريكية الحالية تتهم الرئيس السابق دونالد ترامب بالإضرار بمصالح الشعب حينما تعامل مع الفيروس باستخفاف أو باستهانة.. نفس الحال بالنسبة لبريطانيا التي يتعرض رئيس وزرائها كل يوم لشتائم مقزعة من جانب حزب العمال المعارض والذي يطالب بإسقاط المنافس الشرس بوريس جونسون الذي احتل مقعده في 10 داوننج ستريت بقلب العاصمة لندن ضاربا عرض الحائط بما يثيره منافسه من زوابع..

*** 

الحمد لله الموقف عندنا في مصر مختلف تماما فليس لدينا تصفية حسابات سياسية أو غير سياسية بل إن المجتمع كله يعزف سيمفونية واحدة قوامها المصلحة المشتركة المنزهة عن الهوى والغرض..!

ربما العيب الوحيد وهذا يمكن تلافيه.. ذلك المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الذي يعلن بيانات متعارضة مع بعضها البعض.. بما تشمله من معلومات تسبب حيرة الناس بدلا من العمل على راحتهم وإضفاء الطمأنينة داخل قلوبهم.. وأحسب أن الاستعانة بمتحدث جديد ليس من الصعوبة بمكان.. سواء بالنسبة للوزيرة.. أو رئاسة مجلس الوزراء.. !

*** 

في النهاية تبقى كلمة:

تعودت وزارة الصحة على إصدار تنبيهات متكررة بعدم تناول الفسيخ ومشتقاته يوم شم النسيم تلافيا لآثار مفجعة تصل إلى حد الوفاة المفاجئة وغير المفاجئة.. وأحسب أن هذا العام الوزارة ليست في حاجة إلى ذلك.. باعتبار أن الطعام ذا الملح الكثيف غير مستحب أثناء الصيام.. اللهم إلا إذا خرج علينا السيد المتحدث الرسمي معلنا العكس عندئذ تكون الطامة الكبرى..!

*** 

عموما كل عام وأنتم بخير.. الأقباط بمناسبة انتهاء أسبوع الآلام وبالتالي إكمالهم صوم الـ55 يوما.. والمسلمين بقرب حلول عيد الفطر .. وهؤلاء وأولئك بمناسبة عيد الربيع "شم النسيم".

*** 

و..و..وشكرا

***