مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 06 مايو 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*الصحافة الورقية.. تخوض آخر معارك تقرير المصير

*توقفت طويلا أمام "مانشيت" يقول: حل الوباء.. وجفت الصحف!

*مصر انتصرت على عقدة "شم النسيم" وتواجه بشجاعة.. تداعيات كورونا!

*علي ومصطفى أمين.. كانا أول من ألغيا احتجاب الصحف.. في الأعياد!

*وعندما توليت رئاسة تحرير المساء.. أصريت على استمرار الصدور.. فجاءت النتائج.. عكس ما صوره رجال الإدارة

*الصحف القومية في مصر تقدم تغطيات ومتابعات موضوعية وصادقة لكل ما يجري في المجتمع

*الفلسطينيون اختلفوا من جديد فعادت القضية إلى المربع صفر!

*الموت"فنا".. هل هو صدفة أم انهيار أمام العرض؟!

*الطلاق.. لم تعد له أسباب مقنعة .. بعد انفصال أثرى أثرياء العالم بعد زواج الـ27 سنة!

الصحافة الورقية.. أصبحت تشكل مادة غزيرة في ميدان الإعلام لأسباب عديدة.. أنها باتت بالفعل مهددة بأخطار عديدة تحاصرها من كل فج نتيجة سيطرة مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة التعامل معها دون تحديد لموعد.. أو توقيت.. أو خضوع لقواعد وأسس مفهومة أو غير مفهومة..!

ومنذ أيام.. أعلنت صحف عديدة في المنطقة العربية عن تجميد صدورها إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.. وقدمت هذه الصحف مبرراتها لهذا التجميد.. أو الوقف أو الانسحاب نهائيا والتي تنحصر في التداعيات السلبية الناجمة عن فيروس كورونا حيث يسهل انتقاله عبر الورق المطبوع والصور "المطبوعة".. والحروف المتناثرة هنا.. وهناك.

وعندئذ توقفت طويلا أمام مانشيت لإحدى الصحف العربية يقول:"حل الوباء.. وجفت الصحف".. وهو بكل المقاييس مانشيت يعبر عن الواقع سواء اختلفنا مع الجريدة التي نشرته أو اتفقنا.. لأن وباء كورونا بالفعل أجبر الناس على التزام منازلهم والابتعاد عن الإمساك بأي أشياء غريبة إلا بعد تطهيرها جيدا.. وبما أنه يتعذر تطهير صفحات الجريدة من أولها إلى آخرها.. فقد وجدوا في الانزواء أفضل وأسلم سبيل..!

من هنا.. فالسؤال الذي يدق الرءوس بعنف:

وماذا بعد اختفاء الفيروس من حياة البشر..؟

هل سيعودون إلى قراءة الصحف أم سيكونون قد تعودوا على غيابها عنهم وغيابهم عنها..؟

بصراحة.. لا يمكن إصدار رأي محدد وجازم ونهائي.. حيث لا يعرف أحد على سبيل التحديد موعد نهاية كورونا.. ولا المدة التي سيظل خلالها متشبسا بالأسطح الأرضية بصفة عامة.. والورق بصفة خاصة..

ومع ذلك فإنه يذكر لمصر والمصريين الفضل في تحقيق استمرارية الصدور بالنسبة للصحف الورقية وانتصارها في معارك سابقة وحالية على المتربصين بها.. وعلى من يسعون للإجهاز على هذه الصحف لاسيما ما تسمى بالقومية نظرا لما تقدمه من صور مضيئة عن الإنجازات وأعمال البناء والتحديث والتطوير.. لكل ما يجري على أرض الوطن.. وهي إنجازات لا تروق بطبيعة الحال الحاقدين.. أو الحاسدين.. أو الساعين لإثارة الفوضى بأية صورة من الصور.

***

وغني عن البيان أن المعركة مع فيروس كورونا ليست هي الوحيدة التي تخوضها الصحف المصرية بل لقد تعرضت قبل ذلك لسهام متنوعة أرادت إخماد صوتها لكنها خرجت منها سالمة منتصرة..

***

قبل ثورة 23 يوليو عام 1952 كانت الصحف المصرية قد تعودت على الاحتجاب في الأعياد.. والمواسم.. مثل عيد الفطر وعيد الأضحى.. وشم النسيم..!

وبعد الثورة وإقبال الجماهير على صحافة جديدة كان يفترض أن تظل معبرة عنهم وعن آمالهم وأحلامهم قرر كل من الشقيقين على ومصطفى أمين إلغاء احتجاب صحيفة الأخبار التي كانا مازالا يملكانها وبالتالي إصدارها يوميا دون أن تعطل ساعة واحدة..!

ثم..ثم.. سرعان ما سارت باقي الصحف على نفس نهج علي ومصطفى أمين ماعدا صحيفة واحدة.. هي صحيفة "المساء" التي كانوا دائما يتهمونها بإنزال خسائر جسيمة بالدار التي تصدرها وهي دار التحرير للطبع والنشر.

وقد شاءت الظروف أن أتولى رئاسة تحرير المساء في يونيو عام 1981 وفي قرارة نفسي أن يكون أول قرار أتخذه بمعاونة زملائي بالجريدة استمرار صدور الجريدة بصفة منتظمة!!

وقتئذ.. هاجت الدنيا وماجت.. ورفض مسئولو الإدارة الانصياع لرغباتي متهمين إياي ببعثرة أموال المؤسسة فيما لا يفيد..!

لكن والحق يقال.. انتصر لي محسن محمد رئيس مجلس إدارة المؤسسة في ذلك الوقت.. وأصدر تعليماته للإدارة باستمرارية إصدار المساء..!

هنا.. حدثت المعجزة.. وتضاعف توزيع الجريدة مرات ومرات.. لتبثت أنها قادرة على تحقيق الربح لا الخسائر..!

***

استنادا إلى كل تلك الحقائق نقول ومقومات الثقة تملأ قلوبنا وعقولنا إن الصحافة القومية في مصر هي العامود الأساسي لكل الصحف سواء داخل الوطن أو خارجه.

يعني.. التفريط في هذه الصحف يعد ضربا من ضروب المستحيلات..!

لماذا..؟

لأنها بالفعل تؤدي دورا مهما.. في إعادة صياغة وجدان المصريين والحفاظ عليه.. وصونه من أية تداخلات خارجية أو داخلية.

ليس هذا فقط بل هذه الصحف بإمكاناتها وكوادرها وتاريخها والمسئولية الملقاة على عاتقها.. تقف حائط صد أمام ما يسمى مواقع التواصل الاجتماعي بما تنطوي عليه من أكاذيب وتجاوزات.. وفبركة ونشر للأباطيل والمزاعم المغرضة..

إن مبادرة الصحف القومية بالكشف عن أوجه الزيف والخداع كفيلة بإعادة تصحيح المسار بعد فترة وجيزة من بث تلك السموم.

***

نعم.. هناك من يتهمون الصحف القومية بانخفاض التوزيع وتقلص مساحات الإعلانات مما يلقي على الدولة تبعات مالية هي في غنى عنها..!

لا يا سادة هي ليست في غنى عنها.. لأن سلاح الحق لابد أن يبقى دائما وأبدا مشهرا في وجه الباطل بصرف النظر عن التكلفة المالية..!

ثم..ثم.. وهذا هو الأهم أن  الصحف القومي قادرة خلال فترة قصيرة من الزمان على تحقيق التوازن بين الدخل والمنصرف لأن الناس أدركوا أنها مرجع الصدق ومنبع المعلومة الصحيحة.. وبالتالي لا مناص أمامهم من الإقبال عليها.. والانصراف عن أبواق التطرف.. والتكفير.. والرياء والنفاق بشتى صورها وأشكالها.

***

إن الحقيقة قد تكون غائبة عن أذهان الكثيرين حيث إن  أصغر صحيفة قومية توزع أضعاف أضعاف ما يطلقون عليها صحيفة مستقلة.. أو خاصة أو حزبية.. وها هي الكشوف الرسمية لوكالات التوزيع المتخصصة توضح ذلك وتؤكده يوما بعد يوم.

***

والآن.. دعونا ننطلق إلى الحديث عن قضية قومية عربية تعودت صحافتنا القومية الدفاع عنها ومؤازرة أصحابها وأعني بها القضية الفلسطينية.

لقد أوشك الفلسطينيون على التوصل إلى اتفاق يجمع شملهم ويحقق وحدتهم.. ثم سرعان ما ذهبت أحلامهم أدراج الرياح.. فقد عادوا ليختلفوا من جديد بسبب الانتخابات خصوصا بالنسبة للقدس الشرقية.. ورفض تدخل إسرائيل بشأنها..!

للأسف.. عاد الجميع إلى المربع صفر.. وبذلك يتبدد الوقت ويتعثر طريق الوحدة.. فهل يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه لفترات أخرى قد تطول أو تقصر.. الله أعلم..؟!

نصيحة للأخوة الفلسطينيين .. أرجوكم.. أرجوكم.. حذارِ.. وألف حذارِ.. من التفكك والانقسام فإن أقصى ما تهدف إليه إسرائيل أن تراكم متنازعين متصارعين.. أنتم وغيركم من الشعوب العربية..

لذا.. لابد أن تفوتوا عليهم الفرصة.. وأن تجتمعوا على قلب رجل واحد.. وعندئذ سوف تكتشفون الفرق بين الخلاف والاتفاق.. بالضبط مثلما هو الفرق بين الظلام والنور..!

***

ثم.. ثم.. دعونا ننحي السياسة جانبا ونتوقف قليلا أمام الفن وخصائصه.. وطبيعة من يمارسونه بصدق وهواية وشرف وبين آخرين يؤدونه لمجرد الأداء..!

بتعبيرات أخرى هل موت الفنان وهو يؤدي مشهدا في مسلسل أو على خشبة المسرح أو ضمن فيلم سينمائي.. يظهر فيه وهو يفارق الحياة وسط صراخ وعويل أقاربه وأصدقائه.. في المسلسل طبعا..؟!

مثل هذا المشهد إذا حدث على أرض الواقع هل يكون صدفة.. أو رسالة سماوية أو اندماجا كاملا للممثل في الدور الذي يؤديه..؟!

الممثل الجزائري بلاحة بن زيان أعلن التليفزيون عن وفاته في نفس الوقت الذي كان نفس التليفزيون يعرض آخر حلقة يظهر فيها من مسلسل عاشور العاشر..!

أسئلة كثيرة تراود الفكر قطعا سوف تنتهي بأن إرادة الله فوق كل شيء.. وتعددت الأسباب والموت واحد.

ومن مات يؤدي مشهدا تمثيليا أو كان مجرد متفرج أو غمرته السعادة بسبب إتقانه الدور هل تغير كل تلك الاحتمالات شيئا في الفصل الأخير من حياة الإنسان..؟!

الله وحده أعلم.. وفي جميع الأحوال لكل أجل كتاب..!

***

أخيرا.. هذه لقطة من عالم الأثرياء..

تصوروا أغنى أغنياء العالم بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت انفصل عن زوجته بعد 27 عاما من الارتباط..؟

العلماء هنا وهناك يقولون إن من أهم أسباب الطلاق العجز المالي أو انعدام التفاهم خلال الشهور أو السنوات الأولى لكن ها هو الأخ بيل جيتس يكسر كل هذه الاحتمالات فهو متزوج من 27 سنة وحالته المالية طبعا .. اللهم لا حسد.. مليارات الدولارات تتدفق بين يديه.. ورغم ذلك لم يستطع لا هو ولا زوجته.. تحمل الضغوط أي ضغوط..!

سبحان الله العظيم..!

عندنا في مصر مثل شعبي يقول.. خذوهم فقراء يغنيكم الله.. لكن ماذا عن جيتس ومطلقته.. فهما اللذان صنعا وفسرا ودونا في سجلات التاريخ كلمة أثرياء فماذا كان ينقصهما خلال حياتهما..؟!

واضح أن الحكاية ليست خزائن مال ولا طائرات تحلق في السماء ولا أفخر أنواع السيارات ولا .. ولا.. بل هي كلمة عطف ومحبة واحترام التي تساوي كنوز قارون التي ألقت به أسفل سافلين..!

***

و..و..وشكرا