مقال سمير رجب "غدا مساء جديد " بجريدة المساء

بتاريخ: 10 مايو 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

**الإعلانات ليست مجرد اعتداء على العمل الفني .. ولكن: دخلت في دوائر المحظور!

*من يعوِّض المواطن-أي مواطن- عن تحويشة العمر التي خسرها من أجل سرابxسراب؟!

*بنود البروتوكول الإعلاني واضحة ومحددة فهل يتم تطبيقها أو على الأقل جزء منها؟!

*أخشى ما أخشاه أن نكون قريبين من شباك توظيف الأموال مع الاعتذار لأشرف السعد!

جميعنا نشكو من سيطرة الإعلان على شاشات التليفزيون وكيف أنه يتحكم في  ديكتاتورية بالغة في سير أحداث المسلسلات والبرامج والأحاديث وغيرها وغيرها..!

نعم.. أصوات الاحتجاج ترتفع يوما بعد يوم.. وموجات الانتقاد تشتد وتشتد ويطالب أصحابها بضرورة أن تكون هناك وقفة.. ووقفة جادة..!

لكن السؤال:

هل دار بأذهاننا ما إذا كانت المادة التي يتغنى بها الإعلان والتي يحرص على تقديمها.. بالطبل والرقص والغناء والقفشات تتسق مع الواقع أم أنها مجرد دعاية لأشياء لا وجود لها في عالم الحقيقة..؟!

***

ما أعرفه أن هناك بروتوكولات للإعلان تحتوي على بنود واضحة وصريحة تقضي ضمن ما تقضي بالالتزام بالصدق وعدم عرض أو نشر ماكيتات .. أو أغان.. أو رقصات خيالية.. مما يوقع أفراد المجتمع في شباك الاحتيال والخداع التي تحتاج إلى سنوات وسنوات للتخلص من حبالها التي تلتف حول رقاب أصحاب المصالح التفافا سخيفا ومغرضا..!

***

من هنا.. كم من حملات إعلانية عن فيلات في القرى السياحية وشقق في المدن الجديدة نظير مقدم هزيل.. وأقساط طويلة الأمد وبديهي أن يتسابق كل من استطاع توفير جزء من تحويشة العمر إلى طوابير الحجز التي لا تخلو هي الأخرى من وعود براقة لا تستند إلى كلمة صدق واحدة.. وبذلك تكون النتيجة النهائية الوقوع في براثن الغش والخداع وينتهي الأمر إلى صناديق الشكاوى في مجالس الأحياء.. والمدن الجديدة.. ومقر مجلس الوزراء.. وأحيانا أمام صناديق النذور عند أضرحة أولياء الله الصالحين..!

ثم.. الأهم.. والأهم.. أن بروتوكولات الإعلان تقضي أيضا ضمن ما تقضي بضرورة احترام العادات والتقاليد وأن تتمشى المادة الإعلانية مع أصول القيم الأخلاقية ولا تنتهك حقوق المشاهدين أو القراء أو المستمعين.. وبالتالي فإن السؤال الآخر الذي يفرض نفسه على نفسه:

وهل هذا الإعلان الذي تعرضه ليل نهار قنوات التليفزيون بشتى ألوانها وأشكالها عن الملابس الداخلية إياها.. والذي لا يقتصر على مشاهد بينها وبين أبواب الإباحية خطوة أو خطوتين بل تمتد إعلانات الإثارة غير اللائقة إلى أغاني الحارات والأزقة التي يرددها شاكوش وصديقه عمر كمال لا سامحهما الله..!

***

في النهاية تبقى كلمة:

ربما يكون هذا المقال قد جاء "وهوجة" إعلانات مسلسلات رمضان على وشك الانتهاء لكن مهما كان الحال فلابد من وقفة ووقفة جادة وحاسمة.. لأن الحكاية لم تعد الآن قاصرة على العدوان على الذوق العام وعلى الإضرار بمصالح الأسرة لكنها وصلت إلى قرب ما وصلت إليه جرائم توظيف الأموال..!

مع الاعتذار للحاج أشرف السعد الذي عاد للقاهرة مؤخرا بعد هروبه للخارج أكثر من عشرين عاما..!

***

و..و..وشكرا

***