*المصريون صاموا.. وصلوا... وتلاحموا..وأفشوا السلام
*الإجراءات الاحترازية لم تمنعهم من أداء شعائرهم ولا من الالتزام بعاداتهم وتقاليدهم
*تبددت مخاوفهم.. وأقبلوا على بعضهم البعض في محبة ووئام
*اللقاحات تتوالى.. فهل يكف دعاة الشر عن إشاعاتهم السخيفة..؟
*"إحنا مش بتوع حداد"والمليون مشاهدة سوف تتضاعف مرات ومرات
*"هدية الصباح".. التي تخفف من لوعة الثكالى والأرامل والأبناء والبنات!
*نداء الله أكبر دوى من مائة ألف مصل في المسجد الأقصى رغم أنف أعتى إرهابيي العالم!
*أخيرا.. أوقفوا هذه اللعبة السخيفة بين المحليات وقبضاياتالشيشة والمقاهي!
ها هم المصريون.. يعودون من جديد.. ليثبتوا أنهم شعب كل فرد فيه يعرف مسئولياته جيدا وعند أوقات الشدة تتوارى نوازع الأنانية والذاتية لتحل محلها مشاعر الإيثار والتضحية والمشاركة الوجدانية
وقرب انتهاء شهر رمضان.. امتلأت الساحة الاجتماعية وأيضا الاقتصادية والسياسية في مصر بتساؤلات .. لم تجد إجابات شافية في أحيان كثيرة وفي أحيان أخرى.. لم تكن في حاجة إلى ردود أصلا باعتبار أن المصريين.. باتوا يملكون من الوعي ما يجعلهم قادرين على التمييز بين الصواب والخطأ أو بين ما يضرهم وما ينفعهم..
***
ثم .ثم..جاء الواقع المحلي ليعكس الحقائق التي لا تقبل لبسا ولا تأويلا..!
طبعا.. لا ينكر أحد أن مجلس الوزراء تعرض لضغوط شديدة من جانب من يعي ..ومن يفهم.. وكذلك من جانب من نصب نفسه وصيا أو على الآخرين..بينماهو أمضى وما زال يمضي حياته دون أن يتحرك عن موقعه في الصف الأخير.. خطوة واحدة.
المهم.. جاء من يطالبونبضرورة تطبيق الإغلاق الكامل طوال فترة أعياد القيامة المجيد.. ثم شم النسيم.. ثم عيد الفطر.. على اعتبار أن هذا الإغلاق يضمن تضييق الخناق على فيروس كورونا.. وبالتالي يحد من نشاطه.
على الجانب المقابل انتشرت وسط المجتمع فئة تقول اتركوا الأمور تسير على طبيعتها.. مع تدقيق تطبيق الإجراءات الاحترازية.
وبين هؤلاء وأولئك.. أخذ مجلس الوزراء يدرس ويناقش ويحلل ويعقدالمقارنات وفي النهاية..جاء القرار ملبيا لرغبات أعضاء الفئة الثانية.
***
لقد جاء عيد الميلاد ثم ذهب بلا أي مشاكل وأتى شم النسيم.. وربما يكون المصريون استنشقوا خلاله هواء نقيا.. تفوح منه رائحة زهور الربيع ..لميتعودوها من قبل ..ثم مضى والجميع مرتاحون ومطمئنون.
وحينما حل عيد الفطر.. ترددت أقاويل وسرت إشاعات.. وسربت جماعة الإرهاب إياها..تهديدات لا تسمن ولا تغني من جوع.. لكن الحكومة استمرت على موقفها.. فكانت النتيجة أن أدى المصريون صلاة العيد في أمان ووئام.. بعد أن صاموا أيام الشهر الكريم وهم في حالة من الصفاء النفسي والاستقرار والسكون.. والوفرة الغذائية.. لم تجعل أحدا يمكن أن يتجه بنظرهإلى اتجاه عكس الاتجاه..!
***
الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان يقول لأصحابه بعد أن يؤدوا صلاة عيد الفطر أو عيد الأضحى:"أنتم اليوم في يوم فرح فارتدوا أحسن ما عندكم من ثياب واركبوا أفضل ما لديكم من دواب وأدركوا أن العيد للغني والفقير معا دون تفرقة بين هذا وذاك" وبعد الانتهاء من الصلاة كان الرسول يحث الناس على إشاعة السلام فيما بينهم وأن يتوادوا مع بعضهم البعض.. وألا يمن أحدهم على الآخر بأي صورة من الصور.
وبالفعل هكذا فعل المصريون كما كان يفعل الرسول فازداد تلاحمهم أكثر وأكثر.. وأقبل كل منهم على الآخر بقلب مفتوح ورغبة صادقة في التعاون والتآزر في نفس الوقت الذي لم تحل فيه الإجراءات الاحترازية التي شددت على تطبيقها الحكومة دون الالتزام بعاداتهم وتقاليدهم التي تحكم سلوكياتهم وتصرفاتهممنذ قديم الزمان
***
ولقد شاءت الأقدار أنه في نفس أيام الاحتفال بالعيد وصلت إلينا شحنات اللقاح المضاد لهذا الفيروس الشارد أولا بأول لجميع بني الوطن.
ولقد كان وصول اللقاح بنوعيه في هذا التوقيت أبلغ رد على دعاة الشر إياهم.. الذين أخذوا يطلقون الإشاعات حول نفاد اللقاح إلى غير رجعة.. أو يروجون زورا وبهتانا بعدم فعاليتهوقبله هبطت في مطار القاهرة طائرة خاصة تحمل مليونا و٧٠٠ألف جرعة من لقاح استرازنكا..وهو الذي أيضا وجهوا ضده سيلا غزيرا من الاتهامات لم يثبت صحة إحداها حتى الآن.
وهكذا.. فلابد أن يبهتالحاقدون والمزيفون والمخادعون. !
بالمناسبة من يرد تعاطي المصل فليتأكد أن طلبهسيجد الاستجابة الكاملة والشافية فورا.. وبالمناسبة أيضا.. لابد أن نحرص جميعا على تعاطي هذا المصل أو ذاك.. بصرف النظر عن جنسيته وبعيدا عن أية منافسات تجارية أو خلافات سياسية.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فأنا شخصيا استشعرت في قرارة نفسي بنوع من الأمان والكثير من الإحساس بالعزة والإباءوأنا أشهد مندوبيالقوات المسلحة وكلهم من الضباط وهم يتوجهون إلى منازل الشهداء ليقدموا لهم مع طلوع شمس أول أيام العيد هدية الرئيس وبصرف النظر عن نوعية هذه الهدية وما إذا كانت غالية الثمن أو متواضعة فإنها لابد أن تجد صدى طيبا في أفئدة الأمهات الثكالى والزوجات والأرامل والأبناء والبنات الذين فقدوا أعز الأعزاء.. وهم مازالوا في المهد..
وهكذا.. فإن الشهيد في مصر يستحيل يستحيل.. أن يطوىاسمه وشهامته وشجاعته وبسالته داخل ملفات النسيان بل سيظل دائما وأبدا مثار فخر واعتزاز ومباهاةالملايين من أبناء الوطن الغالي..!
***
ثم..ثم.. فقد أسهمت الدراما هذا العام في تركيز الأضواء على ضباطنا وجنودنا سواء في القوات المسلحة أو الشرطة والدليل تلك الأغنية التي أذيعت في نهاية مسلسل الاختيار ٢والتي تقول "احنا مش بتوع حداد"لتحقق مليون مشاهدة في يوم واحد.
أنا شخصيا أتصور أن هذا العدد سوف يتضاعف مرات ومرات.. لأن وعي الناس-بحق-قد اختلف وإحساسهمبالانتماء لأرضهم وسمائهم قد تعمق كثيرا.. كثيرا..!
لذا.. كم أتمنى أن تصدر القوات المسلحة أو وزارة الداخلية كتيبات صغيرة أو سيديهات تتناول شرح معاني الأغنية وأبعادها حتى تكون بمثابة دعوة للشباب والأطفال والبنات ليلتقوا دوما حول الهدف الرائق والغاية الجماعية
والمليلة التي تعكس الإرادة الصلبة والعزيمة التي لا تلين.
***
وغني عن البيان أن نظرة المصريين للعيد ووسائل تعاملهم معه.. لا تختلف كثيرا عما يجري لدى أشقائهم العرب من شاءت ظروفهم أنيجاوروها..!
لذا.. فقد أعلنت القاهرة أكثر من مرة أنها تدين بشدة تلك الاعتداءات الأثيمة والدامية على الفلسطينيين من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي..!
وبالمناسبة.. دعونا نتساءل:
*هذا المجتمع الدولي الذي تمثله الأمم المتحدة ومجلس الأمن هل هو موجود في الحياة أصلا.. أم اختفى اختفاء مبرما ومهينا..؟!
بديهي.. لو كان موجودا لحاول بشتى السبل والوسائل العمل على وقف تلك الكارثة الجديدة التي من شأنها القضاء على واحد من أهم الرموز الإسلامية وهو المسجد الأقصى.. ..وألا يخجل السادة الأمريكان من أنفسهم وهم واقفون متفرجين على سفك دماء أطفال وشابات وشبان.. دونما ذنب جنوه اللهم إلا أنهم فلسطينيون وكيف يقبل هذا المجتمع الدولي ذلك الإصرار الغريب من جانببنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الذي يرفض مجرد الهدنة إلا بعد أن يكون قدةقضةعلى البقية الباقية من الفلسطينيين ونسف بيوتهم وشتت شملهم..؟!
الأغرب والأغرب أن نفس المجتمع الدولي هذا عندما يتحدث عن الإرهاب ومكافحته لا يأتي بسيرة الإسرائيليينمن قريب أو من بعيد علما بأنها أكبر إرهابي في هذا العالم..إرهابييمارس أعماله الرديئة من أكثر من ٧٣عاما من الزمان والجميع صامتون والجميع خائفون والجميع يقدمون خطوة ويتراجعون مئات الخطوات .
سبحان الله العظيم.
***
وقبل أن أختم هذا المقال جاءني مجموعة من سكان منطقة حلمية الزيتون وقد استشاطوا غيظا وغضبا واستكانة وضعفا في آن واحد.
السبب أن هناك "مقهى"تحتل المكان دون ترخيص أو تصريح قانوني ليس هذا فحسب بل إن أصحابها يتحدون كل قرارات مجلس الوزراء بشأن منع الشيشة حيث يقدمونها لزبائنها من مختلف الأشكال والألوان ابتداء من تلك التي يعم دخانها الأزرق الشوارع المجاورة والأخرى التي تستخدم "المعسل"القصسيئ السمعة أو التفاح العطب أو..أو.. وكلها ضارة بالصحة العامة.
وإنصافا للحقيقة فإن هذه المقهى الشاردةتتعرض بين كل يوم وآخر لهجمات من جانبقوات المرافق ومجلس حي عين شمس التي تسفر عن إغلاقها بالشمع الأحمر ومصادرة "الشيشة"ومكوناتها.. وكذلك الكراسي وكل شيء..!
لكن.. ما أن تمر ساعة أو ساعتان حتى تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه.. شيش جديدة وكراسي جاهزة بينما الجيران تجأر أصواتهم بالشكوى من جديد وألسنة حال مسئولي الحي والمرافق تقول:وماذا في وسعنا أن نفعل. !
حقا.. ماذا في وسعهم أن يفعلوا وإن كان في مقدورهم عمل الكثير والكثير بشيء من المتابعة المستمرة وتغليظعقوبة فض الأختام.. ومعها عقوبة افتتاح مقهى.. أو كافيتريا أو غرزة على قارعة الطريق في غفلة من أي قانون.. وضعي أو غير وضعي.. محلي أو مركزي..و..و..الليعاجبه..!
***
مواجهات
*الأمل ليس كلمة تقال.. والتفاؤل لا يختص به فرد دون آخر.. بل الاثنان إذا اجتمعا سويا فلابد أن تبتسم الحياة..
***
*عندما تنخفض الأسعار تتمزق ستائر الوفاء الوهمي..الذي يفتقر إليه كل رخيص..!
***
*لا تزرع الشوك في أرض تمر بها.. فربما تعود إليها وأنت حافي القدمين.
"برتراند راسل"
***
*لا ترى العين عيبا.. إذا أحب القلب قلبا .
"وليم شكسبير"
***
*بعد أيام يحل موعد ميلاد أخي وتوأمي وصديقي وأبي "سعيد"الذي لم أتصور أن عشر سنوات قد مرت على رحيله..
سبحان من له الدوام..
***
*قال فؤاد لمها:
عيناك جميلتان.. فردت.. ربما لأنها لا ترى غيرك..!
ويبدو أنه لم يفهم قصدها.. فانتفض وضربها قلما.. على وجهها.. ثم انصرف..!
***
*نعم وألف نعم.. قلة الدين وقلة الأدب وقلة الندم عند الخطأ كلها أمراض لا دواء لها..
***
*نصيحة بمناسبة انتهاء شهر رمضان:
عندما تريد أن تغير حياتك ولا تعرف ماذا تفعل أقول لك ابدأ بالصلاة.. فإذا كنت تصلي بالفعل فلابد أن تتقنها وإلا ضاع رصيدك هباء.. في الدنيا والآخرة..
***
*بعد عشر سنوات التقى حسين وسلوى..فيالبداية لم يعرف كلاهما الآخر حتى نطقت سلوى وسألته في لهجة مستفزة:
من أنت؟!
رد عليها في هدوء.. صامت
:أنا الذي جئت لي يوما تشكين زوجك فاقتربت مني وابتعدت عنه ثم تزوجت سليم الذي التقى بك وأنت تنتظرين القطار المتجه إلىالإسكندرية!!
***
*ونأتي إلى مسك الختام..
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم أبو الطيب المتنبي:
كأن سواد الليل يعشق مقلتي
فبينما في كل هجر لنا وصل
أحب التي في البدر منها مشابه
وأشكو إلى من لا يصاب له شكل
***
و..و..وشكرا