هل من مصلحة الحكومة.. إلقاء القبض بين كل يوم وآخر على «الإخوان المسلمين»؟؟
.. هل «الإخوان» يزدادون إيمانا- بحق- كلما تعرضوا للمزيد من عمليات الضغط والمطاردة حسبما يكررون ويؤكدون..؟؟
ثم.. ماذا عن النوايا الدفينة فى القلوب.. حيث يقوم «الإخوان المسلمون» بتقديم قرابين من بينهم فى تعمد سافر لتشويه صورة الحكومة بين الناس..؟؟
طبعا.. واضح أن الإخوان باتوا جبهة المعارضة الوحيدة فى مصر.. بعد أن توارت معظم الأحزاب السياسية.. أو تجمدت فى بدايتها.. وها هى الفرصة التى انتظروها منذ زمن طويل قد حانت وأقبلت..!
فى نفس الوقت فإ تاريخ الإخوان معروف.. ووسائلهم للاستيلاء على مقاعد الحكم ليست خافية على أحد.. فضلا عن أن جهاز الأمن الحالى لديه كافة التفاصيل الدقيقة.. عن «تنظيمهم».. وأسماء كوادرهم.. وخلاياهم السرية.. ومختلف تحركاتهم سواء على سطح الأرض.. أو تحت باطنها..!
* * *
ولأن «جماعة الإخوان المسلمين» محظور نشاطها بحكم القانون.. فإن الحكومة لا تجد مانعا قانونيا أو دستوريا يحول بينها وبين ممارسة صلاحياتها الاستثنائية وغير الاستثنائية ولعل حجتها التى تبدو فى مظهرها مقنعة ترتكز على أساس وحيد ينحصر فى حماية المواطن والمواطنين.
لكن على الجانب المقابل ألا يمكن أن تؤدى عمليات الهجوم المستمرة على الإخوان إلى إثارة مشاعر باقى الطوائف لاسيما فى ظل البيانات التى يصدرونها عقب كل مرة يتم فيها إلقاء القبض على قياداتهم.. مثلما حدث أمس عندما صدر مرشدهم العام مهدى عاكف واقعة مداهمة منزل «نبيل مقبل» ومن معه بأنها تمثل اعتداء على الحرية..؟؟
بل إن عاكف لم يكتف بذلك.. بل تطرق الحديث عن التعذيب، والبطالة، ومشاكل الصحة، والمياه، وحوادث الرطرق، وبيع البنوك والشركات.. وهكذا يؤكد نوايا الإخوان ورغبتهم الجامحة فى إشعال النيران.. انتظارا «للانقضاض المأمول»..!!
* * *
إذن.. والحال.. هكذا.. ألا تقول الحكومة بمبادرة من جانبها تسمح بمقتضاها للإخوان بأن يعيشوا حياتهم العادية.. يذهبون، ويجيئون.. فى حرية بحيث تكون التجربة العملية «الجديدة» هى الحكم، والفيصل..؟؟
بمعنى أن ينعموا بحق المواطنة الذى يقرره الدستور شأنهم شأن غيرهم بشرط ألا يستغلوا هذا الحق فى غير طريقه الصحيح.. أما وإن تشبثوا بنفس «الأجيال».. فيصبح ذلك خيارهم وتبيت تلك مشيئتهم.
* * *
لعل القصد من ذلك.. أن يوضع الإخوان المسلمون أمام مسئوليتهم الحقيقية.. فإذا ما كانوا حريصين بالفعل على حاضر، ومستقبل بلدهم.. فها هو المجتمع يفتح لهم ذراعيه ثانية.. يشاركون.. لا يتباعدون.. يبنون لا يدمرون.. مع الأخذ فى الاعتبار بأن هناك قوى خارجية.. تستغل تلك العلاقة المتوترة بين الحكومة والإخوان.. لتتخذ منها ورقة تلعب بها داخل دوروبنا وفوق أراضينا.. والدليل أن أمريكا على سبيل المثال لم تكف عن اتصالاتها بهم على مدى الخمسة عشر عاما.. الماضية.. و.. و... حتى اليوم..!
* * *
فى النهاية أقول:
إن هذه الدعوة بما تحمله من معان ورؤى.. لا تصدر إلا من حكام ومحكومين يربأون بأن يغلقوا على أنفسهم دوائر الخلافات والخصومات إلى نهاية المدى.