" العياط " التى أصبحت ـ بالفعل ـ .... اسما على مسمى ..!!
لا تسجنوا عامل البلوك .. ولا عامل المزلقان
ولا تقيلوا الوزير كما حدث من قبل .. ولكن :
حكموا ... ضمائركم أولا و أخيرا
بديهى .. وليس من قبيل المصادفة .. أن تتعرض كل يوم منطقة العياط القريبة من الجيزة الى حادث مأساوى دموى يروح بسببه عشرات من أهلينا وأحبائنا وأصدقائنا ..!!
فى عام 2002 اشتعل الحريق فى قطار الصعيد قبل وصوله " العياط " ولقى ما يقرب من 550 شخصا مصرعهم ..!!
وفى عام 2005 اصطدم قطاران ببعضهما البعض قرب " العياط "
وقتل من قتل ...!!
وما بين 2005 وحتى الاَن شاء القدر أن تكون " العياط " دائما جريحة .. وجيعة .. تنزف قلوب أبنائها بدموع القضبان...!!
ليس هذا فحسب .. بل رغم تلك الكوارث المتتالية .. لم يطرأ أى تغيير على مستشفاها الوحيد الذى يفترض أنه يستقبل الجرحى والموتى فى اَن واحد ... فلا أجهزة .... ولا استعدادات طبية .. ولا اسعافات أولية ...
ولا أطباء ولا أى شيئ...!!
●●●
ولعل ما يثير الدهشة والعجب فى اَن واحد .. أن جميع الحكومات المتعاقبة سواء قبل ثورتى 25 يناير أو 30 يونيو .. لم تحاول اصلاح ما أفسده الدهر ...!!
نعم ... دعونا نتفق على أن مصر من أقصاها الى أدناها عانت من الاهمال والاهتراء على مدى خمسين عاما من الزمان لكن هل هذا يمنع أن تجيئ حكومة واحدة لنتوقف عند صيحة استغاثة من انسان .. أو حتى حيوان فالأثنان لم يفلتا يوما من القدر الأليم المحتوم ...!!
●●●
من هنا ... فأنا أدعو اليوم بألا يسجن عامل البلوك " التحويلة " أو عامل المزلقان .. فكلاهما ضحية ضياع سنوات طوال ...طوال ولا حول لهما ولا قوة .. بالضبط مثل جميع من سبقوهما .. اللهم الا اذا ثبت الجرم المتعمد على كليهما أو أى أحد منهما ....!!
أيضا ... لا أطالب باقالة الوزير مثلما حدث مع المهندس ابراهيم الدميرى فى حادث 2002 رغم أن الوزير الحالى سعد الجيوشى أخذ يؤكد قبل وقوع الحادث الأخير بأيام قليلة ... بأن مزلقانات الموت شاغله الشاغل وأنه يعمل على تطويرها حتى يتوفر الأمان للناس الغلابة .... المساكين ...!!!
ربما أطالب .. باقالة وزير الصحة .. ليس بسبب ما تعرض له " الأبرياء " داخل مستشفى العياط .. بل نتيجة كل ما يجرى فى مستشفيات مصر ... بينما يبدو أن " معاليه " تخرج فى مدرسة كله تمام .. وليس فى الامكان أبدع مما كان ...!!
لو أن هذا الوزير قد وضع أمامه خريطة متكاملة يتبين له من خلالها .. المستشفيات الأولى بالرعاية..لكانت الفاجعة أقل ايلاما ... وما تعفنت جثث الموتى داخل ثلاجة المستشفى الذى ليس به كهرباء ... ولا مياه ...ولا .....ولا انسانية من أى نوع ...!!
●●●
من هنا .. أقول ... فلنحكم جميعا ضمائرنا ...!!!
ليس وزير النقل .. فحسب ... وليس وزير الصحة وحده .. وليس عامل المزلقان الذى " زوغ " من عمله وليس المسئول عن تعطيل أجراس الانذار ...!!
بل نحن فى هذا المجتمع مازلنا نعيش فى سلبية ما بعدها سلبية .. كل منا يريد الانتقام من الاَخر سواء بقصد أو بدون قصد ...!!
كل منا يريد الذهاب الى بيته .. ولتشتعل الحرائق فى بيوت الاَخرين ... !!!
كل منا بات مكانه المفضل المقهى ... أو الكافيتريا يدخن الشيشة ولا يشغل باله بشيئ .. طالما أنه " مبسوط " ونوع المعسل يروقه ويتمشى مع مزاجه العليل ..!!
●●●
نحن يا ساده فى حاجة الى صحوة متكاملة ... صحوة نفسية .. وأخلاقية ... ومجتمعية ...!!!
لابد أن يفهم كل منا .. أن ما أصاب أخاه بالأمس ليس مستبعدا أن يناله اليوم ومن يتصور أن الاغناءة المتعمدة تريحه من الهموم والمتاعب لابد أن يدرك بأن الانفصالية الفردية لا تخلق سوى جماعة متخبطة .. طريدة العجز .. والتسيب .. والاهمال وفقدان الأمل ...!! و.......و........وماأقسى من أن يعيش الانسان بلا أمل ... وبلا حمية ....و.......و........وبلا حياة ...!!
" كبسولات "
- طفل فى مصر عمره خمس سنوات يسكب " البنزين " فوق رأس أخيه ثم يشعل فيه النيران ..!!
وامرأه فى بريطانيا تصطحب طفلها الرضيع الى سوريا لتنضم الى داعش ..!!
بالله عليكم .. ألا تنبئ مثل تلك الظواهر .. بأن الساعة قد اقتربت .. وأن القمر .. على وشك أن ينشق..؟؟
●●●
- رفض استشكال اسلام بحيرى على حبسه فى قضية ازدراء الأديان .. ليس علامة خير بالنسبة لفاطمة نعوت ..وبالتالى الأفضل لها أن تهدأ .. ولا تثير المشاعبأحاديثها وتصريحاتها واعلان ترحيبها المسبق بدخول السجن ..!!
●●●
- أخشى ما أخشاه أن تصدر اللائحة الداخلية لمجلس النواب .. وقد تم تفصيل بعض موادها تفصيلا ..!!
●●●
- لا أعتقد أن الجالية المصرية فى جدة تحتاج الى زياره " خاطفة " من نبيلة مكرم وزيرة الهجرة ..!!
الحق يقال ان قنصلنا العام فى جده السفير عادل الألفى .. لا يترك مصريا واحدا فى أزمة الا ووقف بجانبه ودافع عنه الى أخر المدى ..!!
●●●
- هل أصبحت مهمة وزيرة الاتضامن الاجتماعى تكاد تنحصر فى الادلاء بتصريحات بين كل يوم وأخر بصرف عشرة ألاف جنيه لأسره " القتيل " وخمسة ألاف للمصاب ..؟؟
ارحمنا يــــــــــــــــــــــــــارب ..!!
" هذا المقال نشر بمجلة 7 ايام بتاريخ 9 فبراير 2016 "