مقال سمير رجب "غدا مساء جديد"بجريدة المساء

بتاريخ: 16 مايو 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*الإرهاب الذي يسانده المجتمع الدولي وتدعمه من كانت يوما شريكا في عملية السلام!

*الآن حل القضية الفلسطينية لابد أن يرتكز على عاملين أساسيين..

*العودة لله سبحانه وتعالى وتحقيق نوع جديد من التضامن العربي مع الاعتراف بالفضل من أصحاب القضية الأساسية لمن يهرعون لإنقاذهم في أصعب الظروف!

إنه إرهاب بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. حيث لا يمكن اعتبار العمليات العسكرية العنيفة التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة حربا.. فالحرب مهما كان الأمر تخضع لقواعد وأسس دولية المفروض الالتزام بها ومن لا يفعل فإنما يكون قد ارتكب جرائم آثمة تستلزم محاكمته جنائيا..!

لذا.. فإن إسرائيل تمارس إرهابا ما بعده إرهاب وسط غياب ما يسمى المجتمع الدولي.. وترسيخ سياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية بكل إصرار وتحد دون اعتبار لأي قيم أو أخلاق أو دين اللهم سوى أن ترضيإسرائيل وتزيد من تدليلها أولا بأول..!

هل من المعقول أن يسقط ١٢٩فلسطينيا بينهم ٣٩طفلا ومعهم ١٠٠٠جريح خلال يومين أو ثلاثة.. لمجرد الاعتراض على تهجير بعض ساكني مدينة القدس والاستيلاء على منازلهم فضلا عن إصرار غريب على اقتناص المسجد الأقصى أو هدمه هدما كاملا بينماتحاول المقاومة الفلسطينية مواجهة هذا الطوفان الكاسح دون جدوى؟!

وهل من المعقول أن تصدر إسرائيل بيانا تهدد فيه بنسف برج الجلاء وسط مدينة غزة وبالفعل لم تكد تمر سوى دقائق معدودة حتى يكون هذا البرج قد تحول إلى رماد وسط استمرار حالة اللامبالاة من جانب المجتمع الدولي إياه.. والصمت المريب الذي تتسم به سياسة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن..؟!

*** 

إذن.. ما هو الحل..؟!

أنا شخصيا أرى أنه في ظل هذا التعنت الإسرائيلي الذي يحظى بتأييد السادة الكبار فليس أمام الفلسطينيين سوى  اللجوء لله سبحانه وتعالى فليس هناك غيره منقذ.. أو مساند.. أو حام.. لأرواح هؤلاء الناس الذين لا يملكون القدرة على المواجهة مهما ادعوا غير ذلك..!

*** 

بسم الله الرحمن الرحيم:"إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكمربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين".

صدق الله العظيم..

هذا ما حدث في غزوة بدر حيث كان ميزان القوى في صالح جيش الأعداء والذي بلغ عدد أفراده١٠٠٠رجل و٢٠٠فرس و١٤٠جملامقابل ٣٣٠رجلا في جيش المسلمين بصحبتهم فرسان وسبعون جملا مما جعل أعداء المسلمين يتعهدون مع بعضهم البعض على ضرورة إنزال الهزيمة بالنبي محمد وبالذين أيدوه..وناصروهفي كل من مكة والمدينة المنورة..!

لكن السؤال:

وأين نحن الآن.. من المسلمين الأوائل الذين يتزعمهم الرسول الكريم..؟

هل النوايا صادقة.. وهل الالتزام بتعاليم الدين قائم على خير وجه..وهلالتعامل بين الناس يتم وفقا لأوامر الله سبحانه وتعالى.. أم أن فريقا يعرف أفراده ما عليهم من واجبات وفريقا كل همهالحصول على ميزات وعطايا دون أدنى استعداد لتحمل مسئولياته تجاه أنفسهم وتجاه مجتمعهم بصفة عامة..؟!

*** 

إذن فإن حل هذه القضية الفلسطينية يستلزم السير في طريقين أساسيين:

*الطريق الأول تحقيق نوع جديد من التضامن العربي قائم على الإيثاروالتضحية والفداء.. مثلما كان الحال أيام حرب أكتوبر عام ١٩٧٣حينما توقفت الدول العربية عن ضخ البترول حيث قال وقتها الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الإمارات قولته الشهيرة"البترول العربي ليس أثمن من الدم العربي".

*الطريق الثاني:التمسكبتعاليم الدين والذود عنها وعدم التفريط في مبدأ من المبادئ في إطار من التسامح والوسطية والاعتدال والاعتراف الصريح والأخلاقي من جانب أصحاب القضية الأساسيين.. بالذين يؤيدونهم ويساندونهم دون أن يريدوا منهم جزاء ولا شكورا.. لا أن يمارسوا ضدهم تآمرا رخيصا أو أن يلقوا بغلالهم في سلالالكارهين.. والمتطرفين والعابثين..!

*** 

و..و..وشكرا

***