*ردود فعل.. لا تتلاءم مع عنف الأحداث
*شكرا لأمين عام الأمم المتحدة
على "قلقه".. وعجبا للرئيس الأمريكي الذي يدعو لتخفيف العنف الطائفي داخل إسرائيل!!
*مصر تبقى دائما.. الملاذ والمعين.. والمنقذ *تحركت بسرعة لوقف نزيف الدم
وفتحت معبر رفح .. وأيضا المستشفيات أمام الجرحى الفلسطينيين
جميع ردود الفعل التي نتجت عن هذا العدوان القاسي من جانب إسرائيل على الفلسطينيين.. هي بكل المقاييس ردود لا تتلاءم أبدا مع عنف هذا العدوان الذي اتسم باللأخلاق..والتجرد من أبسط قواعد الإنسانية..!
مثلا..حينما يقول سكرتير عام الأمم المتحدة إنه يشعر بقلق تجاه ما يجري.. فماذا يساوي القلق إزاء الدماء التي تسيل أنهارا .. والمنازل التي تهدم فوق رؤوس أصحابها والأطفال الذين يتم ذبحهم بدم بارد وهم بين أحضان أمهاتهم أما رد الفعل من جانب الأمريكان فهو للأسف في صالح إسرائيل وليس العكس.. فقد اعتبر الرئيس جو بايدن أن هذه الضربات القاتلة وتلك الغارات المجنونة إنما تدخل في نطاق العنف الطائفي داخل إسرائيل والذي ينبغي أن تخف حدته ..
هل تعرفون ماذا يعني تصريح الرئيس الأمريكي..؟
إنه يعني ببساطة شديدة تجاهل الفلسطينيين تماما..وإغفال حقهم في التحرر من احتلال بغيض لا يعرف دعاته دينا أو ضميرا.. أو أخلاقا واعتبارهم يكونون شريحة من شرائح المجتمع الإسرائيلي الذين يتصارعون مع غيرهم الذين يعيشون في نفس المجتمع..!
أي منطق هذا..وأي عدل يا من تتغنون ليل نهار بالعدالة والمساواة والحرية والديمقراطية..!
هل عندما يذوب الفلسطينيون داخل كيان أقيم على الباطل ومازال حتى الآن يدعم وجوده بالقهر وتحت أسنة الرماح. !
الأغرب والأغرب.. أن الرئيس بايدن يقول ذلك في الوقت الذي يعلن فيه دعمه لحل الدولتين..؟
أي دولتين يا سيادة الرئيس وأنت نفسك تتنكر لواحدة منهما وكأنها ليست في العير أو النفير..؟!
أيضا .. طالب بايدن نتنياهو أو بتعبير أدق رجاه أن تكون القدس مكانا للتعايش بين مختلف الشعوب..!
سيادة الرئيس لماذا لم تعترض أو تندد بما تقوم به إسرائيل داخل القدس من حيث تهجير سكانها وطردهم شبه عرايا تمهيدا لإقامة مستوطنات جديدة سعيا لتهويد المدينة بأكملها..!
حتى المسجد الأقصى لم يشغل بال السادة الأمريكان فليحدث له ما يحدث .. يتهدم.. أو ينسف.. أو يصبح مملكة خاصة لليهود دون غيرهم.. وليذهب أصحاب الديانات الأخرى إلى الجحيم..!
***
تلك هي ردود الفعل من شتى جوانبها آثرت استعراضها عسى أن يتحرك كل من يهمهم الأمر تحركا إيجابيا فاعلا ومؤثرا .. لكن كيف .. كيف..ومتى..؟
***
أخيرا.. هناك طرف مغلوب على أمره.. يخشى أن تطير رؤوس أبنائه دونما ذنب جنوه.. وهو لبنان الذي يرقب في خوف وهلع .. رد الفعل لدى حزب الله وهل يتسم بالتهور كالعادة فيدفع اللبنانيون الثمن أم يتريث حسن نصر الله هذه المرة حفاظا على أرواح غادرت أجسادها منذ سنوات عديدة..
***
في النهاية تبقى كلمة:
كلمة حق ينبغي أن تقال.. مصر سوف تظل دائما وأبدا الحريصة على مصالح أشقائها وجيرانها حتى لو خرج هؤلاء الأشقاء أو الجيران يوما عن الصف الذي يفترض أن يكون متلاحما ومتآلفا.. والدليل أن القاهرة تحركت في سرعة فائقة من أجل الاتفاق على تقرير هدنة بين الطرفين المتقاتلين.. والقاهرة هي التي بادرت بفتح معبر رفح بصفة استثنائية أمام الجرحى الفلسطينيين والذين تستقبلهم مستشفياتنا كما هي العادة دائما ليلقى هؤلاء الجرحى أكبر قدر من الرعاية الصحية والتي من بينها تضميد الجراح وإنعاش القلوب قبل فوات الأوان.
***