*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*حياة السودان تنتعش.. ومصر كالعادة نجحت بامتياز
*الآن عرف القريب والبعيد.. ماذا يعني الأمن القومي المشترك
* دافعنا عن المبدأ بكل قوة.. تأمينا لجيراننا وأشقائنا
*تأكيدات الرئيس السيسي في فرنسا بالأمس تحظى بتأييد.. وتشجيع المجتمع الدولي
*السلام يقترب من ليبيا.. عندئذ تترسخ قواعد الأمن العربي أكثر وأكثر
*والفلسطينيون قطعا سيحفظون الجميل بعد موقف السيسي الواضح والأخلاقي
*رؤوس الإرهاب تتهاوى.. والتونسيون يطاردونهم
*الأهلي فائز.. فائز لأسباب كثيرة
*اللبنانيون يزيدون همومهم.. هموما!
ما يشغل بال مصر دائما.. وما تدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة.. أن يكون أمنها القومي مصانا تحميه إرادة شعبها وقدرات جيشها وجهاز أمنها مع الأخذ في الاعتبار أن هذا الأمن القومي مرتبط أبلغ ارتباط بالجيران والأشقاء.. وبالتالي فإن مصر توقن تمام اليقين أن ما يمس أمن الأخوة والجيران إنما ينعكس تلقائيا على كل قطرة ماء يضمها نيلها الخالد وكل ذرة رمل تتيه بها أرضنا الشاسعة.. وحدودنا التي تبقى في كل وقت حين خطأ أحمر ينحني له الجميع إجلالا وإكبارا وتقديرا..
وغني عن البيان أننا كنا نتابع ما يجري في السودان باهتمام وقلق في آن واحد.. فالصراعات الداخلية ولا شك تعطل مسيرة التقدم في أي زمان ومكان.. والمقاطعة الدولية تأتي بأسوأ النتائج على الشعوب قبل الحكومات.. أما العقوبات الاقتصادية فحدث ولا حرج.
من هنا.. حرصت مصر في السنوات الأخيرة على دعم كل موقف محايد منزه عن الهوى يستهدف مصالح الأخوة السودانيين وكم دافعت مصر عن هذه المصالح مطالبة بالتعامل مع الشعب السوداني بحيادية وتجرد عن الهوى..
وبالفعل كانت طاقات الأمل تتفتح قليلا.. ثم سرعان ما يعم الظلام وتغلق الأبواب.. حتى جاء الحكام الجدد الذين أبدوا منذ اللحظات الأولى حرصهم على تحرير الوطن من كل شوائب سابقة والعمل على تحسين سمعته وتجميل صورته مهما كلفهم ذلك من جهد.. أو تعب.. أو تضحيات مالية.
***
بديهي أن تكون مصر أول من ساندهم في تحركاتهم خصوصا بعد أن قدم وفد منهم لمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وعدهم –وقتئذ- بالوقوف بجانبهم والسعي حثيثا لدى المجتمع الدولي لكي يعود السودان وطنا عزيزا مكرما.. ذا سمعة طيبة وتاريخ مشهود.. وواضح.. أن الرئيس قد ساند وشجع فكرة إقامة مؤتمر باريس لدعم السودان وبالتالي رحب بدوره الرئيس ماكرون والذي أبدى أيضا حماسا زائدا لإنقاذ شعب السودان.. مما هو فيه.
وأثناء جلسات المؤتمر عاد الرئيس السيسي ليؤكد موقف مصر مما يجري في السودان الشقيق موضحا أن استقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن مصر وأمن منطقة الشرق الأوسط كلها.
وهكذا.. يمكن القول إن القريبين منا والبعيدين عنا قد أدركوا ماذا يعني الأمن القومي المشترك.. ولماذا تضعه مصر على رأس قائمة اهتماماتها.. وبالتالي فإن التصريحات التي أدلى بها الرئيس بالأمس في باريس لقيت اهتماما بالغا من جانب المجتمع الدولي وكذلك تشجيعا وتأييدا بعد أن أصبحت "الرؤية" واضحة ومحددة النتائج.
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فها هي قوارب السلام تقترب من ليبيا والتي بذلت مصر في سبيل تصنيع مجادفيها بكل دقة وترسيخ "دفتها" حتى تصل بها إلى بر الأمان..
فكانت جهود مصر في هذا الصدد من أجل تأمين حدودنا الغربية.. والتي حذرنا دوما من خطورة الاقتراب منها.
ولعل قول الرئيس السيسي الشهير بأن سرت والجفرة خط أحمر قد جابت الآفاق.. وغيرت كثيرا الأوضاع والأحوال وأحسب أنه بعد خروج المرتزقة من ليبيا.. ومنح الفرصة للحكام الجدد لكي يمارسوا سلطاتهم بكل حرية سوف تطمئن مصر عندئذ إلى أن أمنها القومي أخذ نصيبا جديدا من الحماية والذود عنه تحت وطأة أي ظرف من الظروف.
تبقى حدودنا الشرقية وبصرف النظر عما يرتكبه الفلسطينيون أحيانا من أخطاء سواء مقصودة أو غير مقصودة فإن مصر لم يحدث يوما أنها تخلت عنهم أو أغمضت الطرف عما يتعرضون له من جانب هذا الاحتلال البغيض حتى جاءت الأحداث الأخيرة لتقدم مصر أحلى صور الشهامة والوفاء..و..والجدعنة..
ومع ذلك فإن السؤال الذي يتردد بتلقائية:
هل سيحفظ الفلسطينيون الجميل..؟
بصرف النظر ما إذا كانت الإجابة ستجيء بالإيجاب أو بالسلب فإن المبادرة المصرية بتقديم 500 مليون دولار من أجل إعادة إعمار غزة وفتح معبر رفح بلا قيود لاستقبال الجرحى من الفلسطينيين فضلا عن تخصيص 60 طنا من المستلزمات الطبية وإرسالها إليهم كل تلك عوامل كفيلة بأن يقابل الفلسطينيون العرفان بالعرفان ويد الخير بمئات الأيادي.
***
على الجانب المقابل فإن مصر تبقى صاحبة الرؤية السديدة بالنسبة لأهم القضايا المصيرية في العالم وها هو موقفها إزاء الإرهاب والإرهابيين يبقى النموذج الذي يحتذى والذي يتفق العالم كله الآن على ضرورة السير على طريق مصر من أجل التخلص من هؤلاء الأشرار..!
في تونس على سبيل المثال أخذت رءوس الإرهاب تتهاوى بعد أن وقع أصحابها في قبضة الدولة بما فيهم قياداتهم الشهيرة والذين تصوروا يوما أنهم يحتمون بسياجات متينة تحول دون الاقتراب منهم فإذا بالواقع يثبت العكس.
ولعلها مناسبة لنشد بأيادينا على يدي الرئيس التونسي قيس بن سعيد الذي يصر على أنه الرئيس الأعلى لقوات الجيش والشرطة.. وهو ما يرفضه الإخوان المسلمون هناك حتى يفلتوا من الحصار وقت اللزوم لكن الرئيس لن يتنازل وإذا تأزم الأمر أكثر وأكثر فإنه سيلجأ للاستفتاء الشعبي العام وهو متفائل بأن الشعب لن يخذله.
***
اسمحوا لي أن نترك السياسة لنركز على حدث رياضي هام وهو الذي يتمثل في المباراة بين النادي الأهلي وصن داونز الجنوب إفريقي والتي يؤكد موسيماني مدرب الأهلى بأن لاعبيه هم الفائزون الفائزون وأنا شخصيا أضم صوتي إلى صوت موسيماني لأسباب عديدة فالجدية لابد أن تأتي بثمارها والمسئولية تمنح صاحبها مزيدا من الثقة بالنفس والأهم والأهم الكفء كفء.. والمتميز متميز..
لذا.. فالفوز قادم.. قادم بإذن الله.
***
أخيرا.. نتجه سريعا إلى البلد الحبيب "لبنان" الذي للأسف تنهال على شعبه الضربات من كل فج عميق..!
لبنان لم يكتف بما هو فيه من انهيار اقتصادي وسياسي وأمني حتى يطلع من يسبب له أزمة من حيث لا يحتسب.
طبعا.. الحكاية معروفة.. حيث أدلى وزير خارجيته بتصريح هاجم فيه دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.. عندما قال بالحرف الواحد: إن دول المحبة والصراحة والأخوة أوصلوا لنا تنظيم الدولة الإسلامية وزرعوه في سهول نينوي والأنبار وتدمر وكلها تتبع سوريا والعراق.
ثم وصلت الحكاية إلى ما هو أدق وأخطر عندما سألوه عما إذا كانت دول الخليج قد مولت الحركة الإسلامية فإذا به يرد في تهكم وسخرية: من الذي مولهم إذن.. هل هو أنا..؟!
***
وهكذا ثارت ثائرة السعودية وطالبت سفيرها في بيروت بالعودة إلى بلاده في الوقت الذي أخذت تشن فيه هجوما بالغا ضد لبنان وحكامه..!
.. كان الله في عونك أيها الشعب اللبناني المغلوب على أمره.
***
و..و..وشكرا