*مبادرة الإنقاذ التي أيدت بنودها كل حكومات العالم
*مصر.. العليمة ببواطن الأمور لدى الفلسطينيين والإسرائيليين٠٠ هي القادرة.. على وقف نزيف الدم
*استثمرت اتصالاتها.. وخرجت بأفضل النتائج *ومظاهرات فلسطينييغزة تعكس التقدير.. والشكر.. والعرفان
خاضت مصر حروبا عديدة في سبيل الدفاع عن الفلسطينيين..ومساعدتهم على استرداد حقوقهمالسليبة.. وأيضا الحفاظ على هويتهم.. والوقوف بصلابة وشجاعة ضد المحاولات المتكررة من جانب إسرائيل لطمس هذه الهوية.. ومصادرة أراضيهم وبيوتهم لصالح مجموعات من الغرباء جاءوا بهم من الشرق والغرب أسموهم بالمستوطنين الذين استولوا ومازالوا يستولون على ممتلكات الآباء والأجداد عنوة وفي ظل غياب كامل للقوانين-أي قوانين_.
طبعا.. تحملت مصر الكثير والكثير من أجل تحقيق تلك الأهداف.. ففقدت خيرة أبنائها.. وأنفقت المبالغ الطائلة وجابت أرجاء الدنيا.. وشاركت في الاجتماعات الدولية والإقليمية.. وهي ترفع صوت الحق تحديا لكل من نذروا أنفسهم لمساندة المعتدين الغاصبين الذين أقاموا دولتهم بناء على وعود زائفة.. سمحت لمن لا يملك.. بأخذ ما لا يستحق.
وطوال المراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية لم يحدث أن تقاعست مصر عن مسئوليتها أو تراجعت.. أو ترددت.. أو فعلت مثلما يفعل غيرها منحيث تصفية حسابات سابقة.. أو حاضرة..!
***
حتى في أحلك الظروف.. وأشدها صعوبة.. لم ترفع مصر يدها عن الفلسطينيين.. بالرغم مما ارتكبه حماسيو غزة من أفعال مشينة خلال أحداث ٢٥يناير عام ٢٠١١والتي تنم عن سلوكيات أهل الشر إلا أن مصر لم تأخذ المجموع بجريرة فئة أو فئات تعودت على عضالأيادي التي تقدم لها الخير.. أو أنها قد سلمت نفسها مسبقا لإمرة متطرفين "كبار" يحاولون فرض سيطرتهم وسطوتهم.. على منطقة الشرق الأوسط بأسرها..!
***
واليوم عندما تعرض الفلسطينيون وأولهم أهالي غزة .. لعدوان شرس.. من جانب الإسرائيليين.. كانت مصر أول من أخذ زمام المبادرة وأجرت اتصالات مع قيادات تل أبيب.. لحثهم على وقف العدوان بأسرع ما يمكن مشيرة إلى أن أمن أي أرض عربية يمس الأمن المصري.. وبكل المقاييس لم تكن المفاوضات سهلة في ظل إصرار ما بعده إصرار من جانب بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل على عدم وقف العدوان إلا بعد تنفيذ الخطة التي وضعها مع قيادات جيشه وجهاز مخابراته..!
ومع ذلك .. لم تخضع مصر لتسلط إسرائيل بعد أن أوضحت لهم أن استمرار العدوان يعني مزيدا من نزيف الدم بالنسبة للطرفين المتحاربين.. سواء بسواء.. أيضا لو تمسك الإسرائيليون بنظرياتهم القديمة البالية فلن يتحقق الاستقرار أبدا لهم مهما طال الزمن.
وهنا أحب أن أوضح حقيقة مهمة.. وهي أنه عندما أقامت مصرعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل.. فقد كان من ضمن أهدافها في هذا الصدد أن تكون هناك جسور مباشرة بيننا وبينهم.. وإلا تعذر"التواصل"وحلمحله العنف والعنف المضاد.
***
على الجانب المقابل أوضحت مصر للفلسطينيين أهمية الحفاظ على أرواح شعبهم من رجال ونساء وأطفال خصوصا في ظل سقوط العشرات يوما بعد يوم ليس هذا فحسب بل نبهت إياهم إلى ضرورة نبذ الخلافات والوقوف صفا واحدا سواء في السلم أو الحرب.. وقد تعددت الاتصالات من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ودول آسيا بكل من الفلسطينيين والإسرائيليين وجميعها اتصالات أكد أصحابها أن بلادهم تثق في قدرة مصر وفي ثقلها وفي سعة إدراك قيادتها السياسية وقدرتها على تفهم الأوضاع بكافة تفصيلاتها ودقائقها.
ثم..ثم.. سرعان ما أعلن الطرفان التزامهم بأية مبادرة تتقدم بها مصر.
وقد كان.
***
أما ما حدث في اليوم التالي مباشرة لإعلان المبادرة المصرية.. وبالتالي.. وقف القتال تطبيقا لاتفاق الهدنة التي وضعت بنودها مصر.. عمت المظاهرات شوارع وميادين غزة احتفاء بمصر.. وإشادة بدورها.. وتقديرا لحرصها على حق الإخوة الفلسطينيين.
وما يميز هذه المظاهرات أنها جمعت بين كل الفصائل والجماعات.. الذين أرادوا الظهور بمظهر "الوحدة والعرفان"والذي أرادوا أن يقولوا من خلاله.. إن مصر تبقى دائما الملاذ.. والسند.. والمعين..و..و..والمصير..!
و..و..وشكرا
***