مقال سمير رجب " غدا مساء جديد " بجريدة المساء

بتاريخ: 26 مايو 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*حماة النيل.. المعنى والمغزى..!

*قوات عسكرية جاهزة من المصريين والسودانيين

*فرق كبير بين من يستخدمون جيشهم للدفاع عن الحق وبين من يقاتلون به مواطنيهم

*أمريكا.. توضح موقفها من أزمة سد النهضة

شد انتباهي وأحسب أنه شد انتباه الكثيرين غيري العنوان الذي اختارته كل من مصر والسودان للمناورات العسكرية المشتركة بينهما.. لأنه عنوان يعكس معاني عديدة.. ويؤكد على سياسات ثابتة وضعت أسسها كل من البلدين الجارين الشقيقين.. الإفرقيين العربيين.

العنوان يقول –كما هو معروف- "حماة النيل".. وقد وصفه اللواء سمير فرج بأن القصد منه أن يكون بمثابة تنبيه لكل من يهمهم الأمر أو لا يهمهم بأن نهر النيل هو شريان الحياة في كلٍ من البلدين اللذين لا يدخران وسعا في حمايته ومنع المساس به من قريب أو من بعيد.

وليسمح لي الصديق سمير فرج أن أضيف إلى ما قال بأن هذه المناورات المشتركة حينما تجيء في هذا التوقيت بالذات وتحمل ذلك العنوان الواضح والصريح إنما تعد رسالة واضحة لكل من يتصور أن من حقه العبث بمياه النهر الخالد بمفرده ودون مشاركة الأطراف الأساسيين الذين لهم نفس الحقوق سواء التي نصت عليها الاتفاقات الدولية أو حتى التي لم تنص عليها.. إذ هناك واقع قائم لا يجوز الاقتراب منه تحت وطأة أي ظرف من الظروف.

***

المناورات المصرية-السودانية يشارك فيها هذه المرة جميع فروع الأسلحة للقوات المسلحة المصرية وهي البرية والجوية والبحرية.. وبديهي نفس الحال بالنسبة للقوات العسكرية السودانية.

باختصار شديد هذه التدريبات تجري وكأن الضباط والجنود يخوضون حربا حقيقية بالفعل دفاعا عن آخر ما يملكون وفي النهاية يعلنون لقادتهم هنا وهناك جاهزيتهم لتنفيذ الأوامر في أي وقت.

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن إثيوبيا على الجانب المقابل تستخدم جيشها للأسف في تصفية معارضيها والذين تتخطى أعدادهم عشرات الألوف.. مما جعل النظام الحاكم برمته عرضة للخضوع لمحاكمة جنائية دولية تقتص للملايين من رجال وشيوخ وشباب ونساء وأطفال الذين راحوا ضحية القهر والاستبداد وممارسة البطش بكافة أنواعه وأشكاله.

***

ووسط هذا المناخ الذي يلقي بظلاله على المدافعين عن الحق والعدل وأيضا الذين يصرون على الضرب بالقانون عرض الحائط تأتي الولايات المتحدة الأمريكية لتعلن تفهمها للأهمية القصوى للأمن القومي المائي لمصر الأمر الذي لم يعجب حكام أديس أبابا.. بالضبط مثلما رفضوا الانصياع لأحكام الاتحاد الإفريقي رغم أنهم الذين سبق أن أصروا على أن تجري أي مفاوضات تحت مظلته.

***

على أي حال.. لابد أن يكون واضحا أن الحق لن يضيع أبدا مهما كانت مبررات وحجج أعدائه.. والعدل.. إذا لم تنتصر له القوانين الدولية أو الإقليمية فهناك ألف وسيلة ووسيلة لرفع راياته خفاقة عالية.

***

و..و..وشكرا

***