مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 29 مايو 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*الربيع العربي الذي سرق التاريخ.. معالأرض والعرض

*اليمنيون يستغيثون بعد استيلاء الحوثيين على آثارهم القديمة

*وكنوز الحضارة العراقية مازالت تباع في أسواق أمريكا

*وفي سوريا اقتسم الروس والإيرانيون والأتراك.. الثروة الهائلة

*وفي ليبيا.. فرق خاصة من المرتزقة تخصص متاحف

*مصر والحمد لله.. حافظت في عز الأزمة على مقتنيات المتحف المصري ومنعت الاقتراب من المومياوات 

*شهادة البنك الدولي الجديدة.. أضاءت سماء مصر أكثر وأكثر

*كورونا.. دخلحلبة صراع أجهزة المخابرات 

*د. محمد عوض تاج الدين: نحن الآن في الموجة الثالثة.. لكن ضراوة الفيروس تخف رويدا.. رويدا

*لأول مرة أقول للفلسطينيين: اطمئنوا

*لعبة نيوتن.. مسلسل محترم وراقٍ!

الذين روجوا لما أسموه الربيع العربي لم يكن هدفهم فقط تأليب الشعوب على بعضها البعض.. وتسريح جيوشها.. وضرب أجهزتها الأمنية بل وصلوا بأطماعهم وخبثهم إلى حد سرقة التراث العربي.. والتاريخ العربي.. والحضارة العربية.

مثلا.. أول ما فعله الغزاة الأمريكيون فور وصولهم العراق.. اقتحام المتاحف.. ومراكز الآثار ودور المخطوطات القديمة واستولوا على محتوياتها ثم سرعان ما نقلوها في الطائرات الحربية الخاصة إلى أمريكا.. لتباع في أسواقها عيني عينك..!

وبعد سقوط صدام حسين.. حاولت شتى الحكومات التي توالت على العراق استرداد آثاره الخالدة دون جدوى.. بل مازالت الأسواق الأمريكية تعرض هذه الآثار إما سرا أو علانية.. حيث تباع القطع الصغيرة منها بآلاف الدولارات..!

نفس الحال بالنسبة لسوريا التي تشهد معارك ضارية بين مواطنيها.. من مؤيدين ومعارضين.. والتي سيطر على شئونها كل من الإيرانيين والروس والأتراك وهؤلاء حينما.. اتفقوا على اقتسام الثروة.. وأولها التحف النادرة التي كانت تزخر بها المتاحف في دمشقالعاصمة وباقي المدن الأخرى مثل حمص وحماة واللاذقية.. وغيرها وغيرها.

أيضا لم تسلم ليبيا من أصابع اللصوص والقتلة في آن واحد.. حيث تم تخصيص فرق من المرتزقة مهمتها فقط الاستيلاء على أعز ما يملك الليبيون.. ثم تهريبها للخارج..

وأمس أصدرت وزارة الإعلام اليمنية نداءات واستغاثات تناشد فيها المجتمع الدولي إعادة مقتنياتهم التي لا تقدر بثمن.. وقد تبين أن الحوثيين في الوقت الذي يقتلون فيه الرجال والنساء والأطفال يبادرون بحمل كل ما هو غالٍوثمين.. وينقلونه إلى إيران للبيع في أسواقها.

يعني باختصار شديد.. لقد ثبت أن الساعين إلى تخريب الأوطان لم يكتفوا بالاعتداءات التقليدية فقط.. على الأرض.. وعلى الإنسان ولا بانتهاك الحرمات فحسب.. بل ركزوا جهودهم أيضا على التاريخ الذي يحكي أمجاد العرب والمسلمين.. وعلى التراث الذي تزخر به متاحفهم.

*** 

أما بالنسبة لنا نحن في مصر فبنفس القدرة التي واجهنا بها جماعات الإرهاب المتمثلة في الإخوان المسلمين وأتباعهم.. لم نتوان عن حماية متاحفنا المنتشرة في شتى ربوع الوطن.. وأولها المتحف المصري بميدان التحرير الذي وجهت له قوى الشر.. نيرانها وصواريخها.. لكننا نجحنا في صد المعتدين.. ووقف أفراد القوات المسلحة يذودون عنه في شجاعة وبسالة.. حتى بالنسبة لبعض القطع التي كانوا قد نجحوا في تسريبها إلى خارج المتحف.. استطعنا أيضا استردادها وإعادتها إلى مكانها الطبيعي.

هنا.. فإن اعتماد مصر على القوة والإرادة وعلى شعبها متلاحم الصفوف وفر لها كافة فرص النجاح في شتى المجالات.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن أسلوب تعاملها مع فيروس كوورنا حد من تهوره وأوقف بدرجة كبيرة نشاطه واستشراءه بين صفوف المجتمع.

هنا يقول د. عوض تاج الدين مستشار الرئيس للشئون الصحية والوقائية إن مصر دخلت بالفعل الموجة الثالثة لكورونا لكنها أقل عنفا.. بل بدأت حدتها تتراجع رويدا.. رويدا..!

xسألت د. تاج الدين: 

وماذا عن حملة التطعيم ضد الفيروس.. لا سيما في ظل شكاوى المواطنين من اختفاء اللقاح الصيني..؟

رد د.عوض:

*بالعكس.. اللقاح الصيني متوفر تماما.. وقد وصلنا منه مؤخرا 500 ألف جرعة وبعد شهرين يكون الإنتاج المصري قد اكتمل وأصبح هو الآخر معدا للاستخدام.

عدت أسأل:

Xبهذه الصورة كم يبلغ عدد الذين تم تطعيمهم حتى الآن..؟

أجاب مستشار الرئيس:

*أكثر من مليوني مواطن.. والبقية تأتي.

وما هو المطلوب منا خلال الفترة القادمة؟

عدم التواجد وسط تجمعات سواء زاد عددها أو قل.

وهكذا يمكن القول إننا بالفعل خرجنا من معركة كورونا بأقل الخسائر حيث إننا ركزنا في هذه المعركة على تطبيق الإجراءات الاحترازية في نفس الوقت الذي استمر نشاطنا الاقتصادي في كافة المجالات عكس أمريكا.. على سبيل المثال التي تعرضت لهزات عنيفة منذ ظهور الفيروس وحتى الآن.. فقد أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب أنه لا يعير كورونا اهتماما.. وبالتالي دفع الناس إلى عدم الإقبال على التطعيم حتى أخذت الإصابات تتضاعف يوما بعد يوم.. والضحايا يموتون بالآلاف.

والآن يفتخر الرئيس جو بايدن بتطعيم أكثر من 250 مليونا مما يقلل من خطر الإصابة أكثر وأكثر.

على الجانب المقابل.. فإن بايدن لديه قناعة بأن هذا الفيروس ليس طبيعيا بل إنه "مخلق" وللتأكد من صحة هذا الكلام من عدمه أمر الرئيس بتشكيل لجنة من الاستخبارات تتولى بحث الأمر مع العلم مسبقا بأن الصين التي كانت أول بلد يظهر فيها كورونا.. قد أخفت كل المعلومات الخاصة به.. ولم تفصح عنها إلا بعد عدة شهور..!

وطبعا المعاملة بالمثل.. فقد بادرت الصين هي الأخرى بتشكيل لجنة مماثلة تضم عناصر استخباراتية لإثبات العكس.. بل لمحاولة إدانة أمريكا التي تشير أصابع الاتهام إلى عدم اكتراثها بالأمر.. والتغاضي عن خطورته.

وهكذا تحولت الحكاية منالدائرة الطبية والصحية إلى الساحة المخابراتية.. والله وحده أعلم ماذا يمكن أن تسفر عنه كل تلك اللجان.. وإن كان الأمريكان يقولون إن هذا الفيروس إذا ما تمحور فسوف تكون الخسائر فادحة وفادحة جدا.. لاسيما عندما ظهر الفطر الأسود وانتشر في الهند والذي من المحتمل أن ينتقل إلى أي بلد آخر.

وبالمناسبة.. يقول د.عوض تاج الدين إن أي فيروس في الدنيا يخلف وراءه فطرياته التي قد تنتشر بدورها وتصيب الإنسان.

لذا.. ليس من الإنصاف في شيء أن نقول إن هذا الفطر الأسود قاصر على الهند دون غيرها لأن الطريق أمامه مفتوح ليصل إلى جميع القارات.

ورغم أن هذا الفطر يظهر في الحالات الصعبة إلا أن علاجه ليس صعبا..!

*** 

ثم..ثم.. فإن ثمة قضية مهمة تفرض وجودها على الساحة وأعني بها القضية الفلسطينية..

وها أنذا أقول للفلسطينيين:

لأول مرة أنا متفائل بقرب حل قضيتكم.. عكس أيام زمان تماما.. وسبب تفاؤلي يرجع إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية عهدت للرئيس عبد الفتاح السيسي بتولي تلك المهمة الصعبة.. أي حل الدولتين.

وبكل المقاييس فإن الرئيس السيسي حينما يأخذ على عاتقه مهمة ما.. فلابد أن ينجزها على أكمل وجه.. وبالتالي سوف تشهد القضية الفلسطينية تقدما ملموسا لم تشهده من قبل خصوصا ونحن نرى أن الدنيا كلها ملتفة حول الرئيس السيسي وبالتالي سيتمتع بدعم دولي غير مسبوق فضلا عن سمعته الدولية التي تدوي في الآفاق والتي أدى إليها هذه النهضةالهائلة التي يرسي الرئيس دعائمها يوما بعد يوم.. وهذا البناء الجديد للإنسان وهو بناء قائم على ترسيخ معاني العدالة والحرية والانتماء والكرامة.

وإلى جانب كل ذلك.. هذه الطفرة التي يحققهاالاقتصاد المصري والذي وصفه صندوق النقد الدولي مؤخرا بأنه حقق أداء قويا على مختلف المستويات لينتصر على كثير من الاقتصاديات المماثلة.

إذن.. مبروك مقدما للإخوة الفلسطينيين الذين يجب أن يحرصوا على مصالحهم من خلال توحدهم واتفاقهم مع بعضهم البعض وأن يبتعدوا عن الصراعات والنزاعات.

*** 

أخيرا.. لمسة فنية.. اخترت أن أخصصها لحديث مقتضب عن المسلسل التليفزيوني لعبة نيوتن الذي قامت بدور البطولة فيه منى زكي وشاركها محمد ممدوح وسيد رجب.. وآخرون.

بصراحة إنه مسلسل راقٍ ومحترم.. حوارا وتصويرا وقصة وسيناريو.. كما أن اسمه يشد الانتباه لأنه ليس مستهلكا.. بل العكس جديدxجديد..!

***

       مواجهات

*الأمل والألم.. كلاهما يتكون من خمسة حروف متشابهة.. ولكنها متفرقة.. ومع ذلك هناك من يصنع من الأمل مجدا.. في نفس الوقت الذي تجد فيه شخصا إذا أصابه جرح بالقلب تحولت حياته كلها إلى جحيمxجحيم.. متمنيا أن يغادر الحياة في أسرع وقت.

*** 

*ليس سهلا أن تقيم حوارا مع صديق قديم.. أو مع حبيب قادم.. فالاثنان يخفيان في صدريهما أسرارا لا يفضلان إذاعتها إلا بعد أن يتبينا الخيط الأبيض من الخيط الأسود.. وهذا ما لا يستطيع أحد التنبؤ به.

*** 

*من وصايا لقمان الحكيم لابنه.. ألا يمشي في الأرض مرحا.. أي لا يتبختر.. وألا يتعاظم على الناس.. وأن يخفض من صوته أي يخفضه أثناء حديثه..!

ومع ذلك هناك ملايين البشر الذين مازالوا يعتقدون أنهم من نوعية مختلفة كما يتصورون أنهم كلما صاحوا وملأوا الدنيا ضجيجا.. شدوا انتباه الناس في حين أن كل من يراهم أو يستمع إليهم يتمنى أن يلقي بهم في أقرب ترعة آسنة المياه!

*** 

*لماذا تبدو الحبيبة في عين المحب قمة في الجمال.. فإذا ما جمعهما بيت واحد تعجب متسائلا.. كيف أقدم على الزواج من القردة"ساكي"..؟!!

*** 

* أرجوك لا تصدق من تقول لك لن أستطيع الحياة بدونك.. فهذه العبارة أصبحت مكررة في كتب العشق والغرام التي يباع الواحد منها على الرصيف بجنيه فقط لا غير..!

*** 

*الماء يسبب العرق.. النارتحرق من يقترب منها.. والمرأة تجنن الرجل الساذج..!! 

                   "وليم شكسبير"

*** 

*ونأتي إلى مسك الختام..

اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم الشاعرة الليبية حواء القمودي:

يسمونك قصيدة جديدة

يترقبون هطولك في روحي

تشكل قسماتك بين يدي

وأنا فاغرة القلب

أرقب هذا العالم الخرب ينهار

الدم يغطي البياض

والصلوات لم تعد تعرف أين تذهب

وأنا أنتظرك

وأتسمع وقع خطواتك الواجفة

*** 

و..و..وشكرا