مقال سمير رجب " غدا مساء جديد " بجريدة المساء

بتاريخ: 30 مايو 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*مصر إفريقية-عربية رغم أنف المزايدين.. والمشككين

*علاقاتنا بالقارة السمراء.. منذ زمن طويل ولكن:

*فتر الحماس لمدة ثلاثين عاما ثم جاء الرئيس السيسي وأعاد إصلاح المنظومة

*جدد الاتصالات واللقاءات وأوضح الحقائق بكل حيادية وموضوعية

*الآن.. إجماع إفريقيا على عدم جواز التصرف الأحادي إزاء أزمة سد النهضة

دافعت مصر عن انتمائها الإفريقي بكل ما أوتيت من قوة بالضبط مثلما اعتزت بهويتها العربية عبر الأزمنة والعصور.

وأحيانا كانت ترتفع بعض الأصوات التي يطالب أصحابها مصر بالخيار بين هذا الانتماء .. وذلك الاعتزاز فكان ردها البات والقاطع.. أنها إفريقية الهوى وعربية التاريخ والجغرافيا.

***

من هنا لم  تتخل مصر أبدا  عن الوقوف بجانب أشقائها الأفارقة في أصعب الظروف وأشد الأحوال تعقيدا.. بنفس القدر الذي لم تسمح فيه لكائن من كان بمحاولة المساس من قريب أو من بعيد بكيانها العربي .. ورفض أية محاولات تستهدف الإضرار بهذا الكيان كوحدة واحدة وليس كأجزاء متناثرة.

وعندما تولى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر زمام القيادة في مصر ركز جل همه على مساندة الشعوب الإفريقية في نضالها ضد الاستعمار الذي وجد فيها التربة الخصبة التي يستمد منها الثروة والسلطة في آن واحد.. وقد بدا ذلك واضحا جليا مع كل من الكونغو وغانا ورواندا وغينيا وأوغندا وغيرها .. وغيرها.

وطبعا.. اتخذ عبد الناصر نفس المواقف المشرفة والشجاعة تجاه الدول العربية التي عانت من نفس المشكلة .. مثل تونس وليبيا والجزائر والمغرب وسوريا  ولبنان و..و..غيرها.

***

ويمكن القول إن مصر تحملت في سبيل ذلك الكثير من التضحيات البشرية والمادية لكن إيمان عبد الناصر بأهمية التحرر من التبعية أغلق الأبواب أمام المشككين والمترددين وضعاف النفوس ومحدودي الرؤية وبالتالي عندما كانت ترفع أعلام الاستقلال فوق أرض هذا البلد أو ذاك.. كانت احتفالات مصر تضيء الطريق أكثر وأكثر.. وتشحذ همم جميع الذين يكافحون من أجل تقرير مصيرهم..

ثم..ثم.. شاءت الظروف أن يفتر الحماس تجاه إفريقيا لأسباب شخصية وعامة فظلت مصر مبتعدة عنها معنويا وماديا على مدى ما يقرب من ثلاثين عاما من الزمان حتى جاء من يعيد الأصل إلى أصوله.. والفروع إلى جذورها وأعضائها..

 منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية قيادة هذا البلد.. وقد رفع شعارا يقول إن مصر تمثل العمق الإستراتيجي لدول إفريقيا.. بالضبط مثلما تعد الدول العربية الركيزة الأساسية للأمن القومي.

وعلى الفور حول الرئيس السيسي الشعار إلى واقع فكانت زيارته المتتالية لدول إفريقيا.. ولقاءاته المتعددة مع زعمائها سواء في بلدانهم أو هنا في مصر.. فعاد للعلاقات دفئها.. وللآمال نصيبها الوافر من بسمات التفاؤل بمستقبل زاهر مشترك.

 

ولعل الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس السيسي لجيبوتي تعكس كل تلك الغايات.. الإيجابية لأسباب  عديدة حيث استشعر الجيبوتيون لأول مرة أنهم أفارقة عرب باعتبارهم أعضاء في جامعة الدول العربية ورغم ذلك لم يلقوا الاهتمام والمودة مثلما وجدوها في لقاءات الرئيس معهم فور هبوطه أرض بلادهم.

ولقد حرص الجيبوتيون أن ينصتوا باهتمام بالغ لكل ما يقوله الرئيس الذي لمس عن قرب طبيعة الحياة في ذلك البلد ومدى الصعوبات التي يعيشها أبناء شعبه..  فأمر الرئيس بإرسال مساعدات طبية وغذائية تأكيدا على حق الأخوة والجيرة والمودة المشتركة.

 

***

استنادا إلى كل تلك الحقائق اتفقت حكومات وشعوب إفريقيا على مبدأ واحد يقول إن أي تصرف أحادي إزاء أزمة سد النهضة الإثيوبي لا يجوز بل لا يليق .

 وتلك ولا شك ثمار التقارب والحكم على الأمور بنوايا صافية ومواقف ليست متحيزة ولعل حكام إثيوبيا تكون قد وصلتهم الرسالة.

***

و..و..شكرا

***