مقال سمير رجب " غدا مساء جديد " بجريدة المساء

بتاريخ: 31 مايو 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*القناة الإخبارية الجديدة.. وروشتة نجاح مسبقة!

*نصيحتي: ابتعدوا عن التقليد.. وألا تكون الأخبار هي نفس الأخبار!

*المتابعة أساس.. ومصادر الأحداث هم الذين يتكلمون عنها.. وليس المذيع أو المذيعة

*أخيرا.. الأفضل لإدارة هذه القناة.. صحفي متمرس ولديه خبرة إخبارية طويلة وقدرة على اختيار التحقيق الصحفي وصياغته

أسعدني وأحسب أنه أسعد الملايين  نبأ إنشاء قناة إخبارية مصرية إقليمية حديثة تعتمد على أحدث نظم التقنية العالمية.. وسبب سعادتي أن إنشاء هذه القناة يعني أن القناتين الإخباريتين الموجودتين لدينا لم تؤديا مهمتهما على الوجه المطلوب وهما قناة النيل للأخبار وقناة اكسترا نيوز اللتان تصران على تقليد بعض القنوات الأجنبية المشابهة مثل قناة فرنسا ٢٤ وال بي.بي.سي وروسيا اليوم والعربية والحدث وغيرها وغيرها.

***

من هنا.. فالمنطق يقول إن القناة الجديدة لابد أن تظهر في صورة مخالفة تماما في الشكل والمحتوى.. وأن تبعد كل البعد عن نظيراتها سواء على مستوى الشرق الأوسط أو العالم بأسره..

مثلا.. ليس ضروريا أم تكون الأخبار المذاعة هي نفس الأخبار الموجودة لدى القنوات الأخرى وبنفس الصياغة  ومختلفة في الصور وتركز الجزء الأكبر على المتابعة التي ينبغي أن تتطرق إلى تفاصيل التفاصيل فضلا عن التركيز على كل من وردت أسماؤهم في الخبر بصرف النظر إذا كانوا مسئولين كبارا أو موظفين صغارا وهذا التركيز يعني أن يتحدث جميع هؤلاء للجماهير.. عن السبب الذي جعل مثلا مادة تليفزيونية أو إذاعية سواء أكان هذا السبب يتعلق بإنجاز علمي أو نشاط فني.. أو مبادرة تعليمية.. أو مشروع صناعي .. أو..أو.. أما إذا كان الخبر يتضمن مواد سلبية وبديهي أن ذلك وارد في أي وقت.. فمن حق صاحب الخبر وأيضا حق المشاهد  أن يعرف الخلفيات والأخبار والظروف.. عندئذ سيقبل المشاهد تلقائيا على مثل تلك القناة لأنها لم تتركه نهبا للتخمينات أو التخيلات.. أو الإجابات القائمة على الفبركة..!

***

أيضا.. هذه القناة الإخبارية الجديدة لا تخلو من التحليلات السياسية والاقتصادية والأمنية والإستراتيجية وبشرط ألا تزيد مدة التحليل من هذا النوع أو ذاك عن خمس دقائق بالتمام و الكمال أما الرغي والتكرار وإعادة الكلام مرات ومرات.. فهذا ما ينبغي التخلص منه مع شرط آخر هو اختيار وجوه جديدة تماما لتقدم التحليلات أما من أطلقوا على أنفسهم يوما لقب الناشط السياسي والخبير "الألمعي" والكاتب الصحفي الكبير الذي لا هو كاتب ولا صحفي أمثال هؤلاء جميعا لا نريد أن نرى وجوههم عبر شاشة القناة الجديدة.

 ***

كذلك.. نريد "برامج" تخصص لمصر في المساء يعني جميع الأخبار التي تحدث بعد الثانية عشرة منتصف الليل سواء أكانت أخبارا مهمة أو "نصف"مهمة على أن تعرض في عجالة كل ٣٠أو ٤٥ دقيقة.

أما بالنسبة للرياضة والحوادث والفن فتلك أيضا مجالات حيوية جديدة لكن لابد -كما أشرت آنفا-أن تقدم بصورة جديدة فمباراة كرة القدم بين الأهلي والزمالك يمكن أن يتحدث عنها باقتضاب اللاعب الذي طرده الحكم أو زميله الجالس على دكة الاحتياط أي ليس ضروريا نفس المذيع الذي كان يتولى التعليق على المباراة أن يكون المعلق في القناة الجديدة مثل مدحت شلبي أو أحمد شوبير أو خالد الغندور أو غيرهم..

***

على الجانب المقابل فإن الحوادث ليس المقصود من إذاعتها أو نشرها الترويج للجريمة أو للقتلة واللصوص بالعكس إن الهدف أسمى من ذلك بكثير حيث يقوم على إبلاغ رسالة مفادها أن الجريمة في النهاية تودي بمرتكبها أسفل سافلين.

***

أخيرا.. الفن وما أدراك ما الفن الذي ينبغي أن يتخذ هو الآخر نهجا مختلفا في القناة الجديدة.. أنا مثلا أقترح عمل حوارات يومية بين فنان راحل وفنان متواجد على الساحة.. وكل منهما يبدي رأيه نحو الآخر.. يعني كمال الشناوي بماذا يصف أحمد السقا وشادية ماذا تقول عن جنات وهكذا دواليك.. 

***

في النهاية تبقى كلمة:

أرجوكم.. تخلوا عن هذا الاتجاه الخاطئ الذي يقوم على أساس أن من يتولى إدارة قناة تليفزيونية لابد أن يكون مذيعا.. أو مخرجا أو موظفا مأمون الجانب في اتحاد الإذاعة والتليفزيون.

لا..وألف لا.. إن قناة بهذا الشكل لا يستطيع إدارتها سوى صحفي.. وصحفي نابه يكون عمل مندوبا إخباريا أو محرر تحقيقات صحفية أو متخصصا في الشئون الدولية فمثل هذا النموذج هو الذي يستطيع جذب عشرات الملايين من المشاهدين عكس "المدير التقليدي"الذي يتردد ألف مرة ومرة قبل إذاعة خبر عادي جدا.. خشية أن يتعرض للمساءلة.. والنقل من قناة الأخبار.. إلى مكتبة التليفزيون.

***

و..و..وشكرا