ربط التعليم بسوق العمل..!!
والله العظيم.. هذا المانشيت الذى صدر فى صحف أمس الموافق 20 أغسطس عام 2007، هو نفسه كان قد ظهر فى سبتمبر عام 1991 بعد تعيين د.أحمد فتحى سرور وزيرا للتعليم بحوالى عام.. أى ما نقوله.. نظل نزيده، ونعيده على مر السنين والأعوام دونما تحقيق نتائج تذكر..!
بكل المقاييس.. لو استطعنا تحويل النظرية إلى واقع عملى.. ما كان هذا حالنا.. أى ما طاردتنا مشكلة البطالة بكل تلك الضراوة.. وما جثمت أزمة الإسكان فوق صدورنا.. وما تعذر عتلى الطلاب الحاصلين على مجموع «98٪» الالتحاق بالكليات التى يريدونها..!
* * *
من حق د.أحمد نظيف أن يطالب كما يشاء بسد الفجوة القائة بين تلك الأعداد الهائلة التى تتخرج كل عام وبين حجم فرص العمل المتاحة.. وأن يصدر توجيهاته لوزير التعليم بتحقيق ذلك.. لكن أليس من الضرورى أن تكون هناك رؤى وإجراءات، وبرامج زمنية للتنفيذ.. أم أن حياتنا ستمضى وليس أمامنا سوى إطلاق الشعارات.. وإصدار التصريحات..؟
إن رئيس الوزراء نفسه.. ووزير التنمية الإدارية، ورئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة.. كلهم يؤكدون على ضرورة أن يسلح خريج الجامعة، أو المعهد نفسه بالعناصر والأدوات.. التى تمكنه من اقتحام سوق العمل.. إلا أنهم لم يحددوا له «خارطة الطريق».. واختلطت البداية مع النهاية.. لتظل المسافات متباعدة ومعها بطبيعة الحال الغايات والأهداف.
* * *
أيضا لقد زشار رئىسي الوزراء إلى تشجيع الجامعات على المشاركة فى تنفيذ برامج التنمية الشاملة.. وهنا دعونا نطرح سؤالا مهما:
هل سمعتم مرة.. عن وجود أدنى تنسيق بين جامعة عين شمس.. ووزارة الصحة مثلا..؟؟
أو بين جامعة بنها.. ووزارة التنمية الاقتصادية..؟؟
ربما الاستثناء الوحيد ينحصر فى جامعة أسيوط التى استطاعت منذ خروجها للنور.. التفاعل مع خلايا المجتمع بالمنطقة المحيطة وهو ما انعكس على مجالات عديدة وكثيرة ومع ذلك.. فنحن نرحب بلا أدنى تردد بتوثيق العلاقة المشتركة.. لكن لابد من الخروج من أسر الورق وأقلام الحبر.. إلى رحابة عالم الصناعة، والزراعة، والتجارة، والتكنولوجيا..!
وبصراحة.. هذا ما لم نلمسه لدى حكومة د.نظيف التى تعودنا منها على ترديد «حلو الكلام».. بينما الحقيقة تختلف شكلا وموضوعا.
إننا نتطلع إلى طرف خيط واحد نمسكه بأيادينا.. ثم يتولى كل منا استخدامه بالطريقة التى تتراءى له بشرط أن تتلاقى الأيادى.. فى نهاية الأمر وتتفاعل العقول.
قد يكون طرف الخيط هذا متمثلا فى كليات المتفوقين حسبما أعلن د.نظيف وإن لم يقل لنا.. كيف.. ومتى.. ومن الذين سيلتحقون بها.. هل هم أبناء الصفوة.. والثراء والجاه.. أم المجتهدون.. المكافحون أصحاب الومضة الربانية..؟؟
* * *
فى النهاية تبقى كلمة:
كم كنت أتمنى.. أن يتابع رئيس الوزراء مناقشات وتعليقات رؤساء الجامعات الذين حضروا اجتماعه أول أمس.. ليكتشف بنفسه أن «المصفقين داخل القاعات».. يختلفون عن المتحاورين وراء الكواليس.. وإن كانت الشخصيات هى نفس الشخصيات..!