مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 12 يونيو 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*وتتوالى الأسئلة الصريحة للرئيس السيسي بمناسبة مرور سبع سنوات على توليه الحكم

*وماذا كانت ضمانات كسب الرهان لصالح شعب مصر..؟

*ولماذا هذا التأكد من قدرته على الصبر.. وتحمل الصعب..؟

*وهل إذا استدعت الظروف دخول تجربة جديدة.. هل الثقة هي نفس الثقة..؟

*كيف اتسقت أحلام الليل.. مع أمنيات وآمال النهار..؟!

*ولماذا لم يعد شعب مصر.. هو الشكاء دائما يلجأ إلى أولياء الله الصالحين لحل مشاكله..؟!

*العاصمة الإدارية الجديدة.. لمن.. وكيف جاءت الفكرة؟

*أليست هناك خشية من تكرار أحداث ٢٥ يناير عام ٢٠١١ عندما أصبح الوطن سداحا مداحا للإرهابيين من كل فج..؟

*.. الأسعار التي انخفضت.. هل هي وسيلة أم غاية في سياسة الحكم..؟!

*...  وهذه هي الإجابات.. بنفس القدر من  الصراحة والموضوعية

شعب مصر يزداد يقينا بأن حاضره ومستقبله.. أصبحا-بحق- في يد

أمينة لا تعرف الهوى ولا نزعات الذات بل كل هم صاحبها نشر العدل بين ربوع الوطن.. وإقرار الحقوق دون تفرقةبين فرد وآخر..  ولا جماعة وجماعة.

وهذا اليقين اللا محدود..  وذلك التفاؤل اللانهائي.. تسطع شمسهما مع بزوغ فجر كل يوم.. هذا  الفجر الذي أصبح يطل علينا وقد بدت مقلات العيون صافية رائقة.. ودقات القلوب متناغمة ونتاج العقول له من المقومات والسمات ما يفتح آفاق الإبداع.. والابتكار..!

لقد أصبحنا جميعا ننام ونستيقظ مرددين من أعماقنا"يقيني بالله يقيني.. ومن يتوكل على الله فهو حسبه ويرزقه من حيث لا يحتسب".

والحمد لله الذي يستجيب للدعاء..ويحقق رجاء الملايين من أبناء مصر المحروسة.

*** 

في مقال الخميس الماضي "أول أمس"  طرحت سؤالا .. قلت فيه: ومن الذي يتابع نشاط وجهود الرئيس..؟

وجاءت الإجابات منصفة.. وصادقة وصريحة.. حيث ثمة اتفاق جماهيري.. على أن الشعب هو الذي يفعل ذلك وهو الذي يشهد أولا بأول عما يراه وعما يسمعه.. وعما يخضع للتحليل والمقارنات.

*** 

واليوم.. فليسمح لي الرئيس عبد الفتاح السيسي أن أجيب عن الأسئلة الجديدة التي تتضمنها عناوين هذا المقال.. إجابات تحمل نفس الرؤى وذات التعبيرات المؤثرة.. والمتكاملة.. 

بداية..  حينما راهن الرئيس السيسي على شعب مصر فإن هذا الرهان لم يأت من فراغ.. بل كان على يقين بأنه شعب قادر على تحمل المسئولية لاسيما في حالة الأزمات.. ومهما كانت العقبات والثغرات مؤكدا بأنه حينما يعد يوفي.

الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يكن أمامه سوى أن يضع برنامجا طموحا وصعبا للإصلاح الاقتصادي.. وبدون هذا البرنامج كان البلد- لا قدر الله  ذاهبا إلى المجهول لا محالة..  وأخذ الرئيس المهمة على عاتقه واقتحم الميدان الذي طالما بدا في عصور سابقة وكأنه عرين الأسد الذي لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه.

رفع الرئيس أسلحة الحق واليقين والجرأة والشجاعة والإيمان العميق بهذا الوطن وجماهيره وحمل رايات الإصلاح خفاقة عالية.. فكان ما كان.

نعم.. لقد خلف الإصلاح آثاره السلبية من حيث ارتفاع الأسعار وتقلص فرص العمل وزيادة أحاسيس التوتر لكن سرعان ما كان يجيء الرئيس ليطمئن الناس ويعددهم بالتحلي بالصبر..  أكثر وأكثر.. حتى يحصدوا الثمار والتي لن تستغرق وقتا طويلا.. لكي تنيع وتزدهر ويتقاسم القوم رحيقها الأخاذ.. 

هنا لابد من وقفة:

نظرا لأن الناس لمسوا بعقولهم وقلوبهم بأن كل ما حدثهم الرئيس عنه إنما قد جاء الواقع العملي ليثبته بالدليل والبرهان فاتسعت دوائر التفاؤل أكثر وأكثر.. وهذه المرة تعاهد القوم فيما بينهم على الاستمرار في طريق الإصلاح حتى نهاية المدى.

إذن هذا هو شعب مصر الذي راهن عليه الرئيس.. وها هو يكسب الرهان عن جدارة وعن قدرة واقتدار.

يعني باختصار شديد..  كانت رؤية الرئيس متمشية ما مع يؤمن به وما يختزنه في فكره منذ سنوات عدة مضت.. ضمنت النصر المبين في معركة من أهم معارك البقاء.. في هذه الحياة الصعبة.

ثم..ثم.. تأتي الإجابة عن السؤال الذي يتعرض لمسألة جوهرية أخرى وهي إمكانية الدخول في تجربة جديدة فهل تظل الثقة هي نفس الثقة بين مفجر الإصلاح وبين الجماهير التي هي أصلا متنوعة المشارب متعددة الميول.. ومختلفة الأهواء والأغراض..؟

طبعا.. نعم.. وألف نعم.. فقد استشعر الناس مدى التطور الذي أصاب حياتهم وكيف أنهم أصبحوا جميعا خلايا نافعة في المجتمع مما يدفعهم تلقائيا إلى توحيد الصفوف وإلى نبذ الخلافات وإلى النظر للغد.. بمنظارات ناصعةالبياض.. وهم مطمئنون إلى أن ما اتخذوه من مواقف إنما سيؤدي إلى عالم التقدم والازدهار والرخاء وقطف أحلى ثمار في الوجود.

*** 

ولعل ما ينبغي وضعه في الحسبان دائما أن أحلام الرئيس من أجل رفعة شأن هذا الوطن تعد متسقة اتساقا تاما مع الأمنيات التي يصبو إليها أناسه في شتى المجالات ومع الآمال التي طالما راودتهم واعتبروها يوما عسيرة المنال.

إن اتفاق تلك الأحلام مع تطلعات الآمال والأماني أدت إلى إيجاد أغلى الروابط وأحلاها بين القائد المخلص والمنقذ.. وشعبه مما ينعكس يوما بعد يوم..على كل خطوة في طريق الثبات والأمان والأمن والاستقرار.. 

*** 

وبكل المقاييس يمكن القول إنه نتيجة هذه الأوضاع الجديدة والتي لم تشمل الإنجازات المادية فحسب..  بل امتدت إلى الأحاسيس والمشاعر حيث تخلص هذا الشعب من موروثات قديمة طالما قضت مضاجع أبنائه وسببت لهم هموما ثقيلة.. وها هي الآن تفارقهم إلى غير رجعة.

لقد كنا نستيقظ ليل نهار على أصوات تجأر بالشكوى من قصور هنا وتداعيات هناك.. دون أن يهتم بها مسئول.. أو يضعها في اعتباره محافظ أو وزير.. مما اضطر الناس خلال مراحل زمنية معينة إلى اللجوء  إلى أضرحة أولياء الله الصالحين ليبثوا لهم همومهم ويضعوا شكاواهم في صناديق النذور.

لقد أصبح هذا المجتمع المتقدم المزدهر.. والذي يقيم أعلى الصروح العملاقة  ويقيم المدن الجديدة.. ويحارب العشوائيات بكل ما أوتي من قوة.. أقول لقد أصبح هذا المجتمع المتقدم موقنا بأن الرئيس على علم وبينة بمشاكله سواء الخاصة أو العامة.. وبالتالي لم يعد غريبا أن يستيقظ الناس في الصباح ليروا الرئيس وهو يجلس فيما بينهم ويناقش معهم نفس ما كانت تطويه نفوسهم.

وهكذا.. ترسخت أصول العلاقة بين الرئيس وبين الوطن.. والمواطن.

*** 

وها نحن نقترب من الإجابة عن السؤال الذي سيظل يراودنا جميعا.. بل يراود جيراننا وأصدقاءنا وأبناءنا وبناتنا:

هذه العاصمة الإدارية الجديدة التي ملأت سماء العالمين برونقها وبريقها ومظهرها ومضمونها.. لم تأت فكرتها بين يوم وليلة.. بل لقد شغلت بال الرئيس منذ زمن طويل حيثكان يتابع مجريات الأمور في مصر عن كثب وباهتمام بالغ.. ومعرفة تامة بأدق الحقائق وكافة التفصيلات..

أحسب أن الرئيس قد اتجه بفكره وبصره إلى البرازيل التي غيرت مقر الحكم من مدينة ريو دي جانيرو إلى برازيليا منذ أكثر من ستين عاما..  وهلل الجماهير هناك وصفقوا وغنوا ورقصوا ابتهاجا بهذا الحدث السعيد.

أيضا.. عندنا في إفريقيا تنزانيا التي وجدت أن دار السلام لم تعد ملائمة للكثافة السكانية ولا تتمشى مع مظاهر التقدم.. فكلفوا أشهر المهندسين في العالم وهو الأمريكي جيمس روسنت بإنشاء العاصمة الجديدة "تودوما".

حتى بالنسبة للدول التي تحررت من التبعية منذ سنوات قليلة مثل كازاخستان التي اختارت مدينة "استانا"  لتكون عاصمة للبلاد بدلا من ألماني.

ولأن قرارات الرئيس كلها تخضع لدراسة دقيقة فضلا عن المتابعة الدائبة.. والمقارنات المتعددة.. ونظرا لمعايشته ظروف القاهرة ومشكلاتها وظروف قاطنيها وزوارها في آن واحد.. كان قراره بإنشاء هذه العاصمة الإدارية التي راعى فيها أن تكون خالية من كل العيوب ومستعدة للبقاء مع المصريين على مدى عقود وعقود قادمة بإذن الله.

*** 

وتسير بنا قاطرة النجاح والازدهار والتقدم لتأتي الإجابة عن هذا السؤال الذي نجيب عنه من واقع تجربتنا مع الرئيس المنقذ والمخلص.

السؤال يقول: هل هناك خشية أو يوجد أدنى احتمال من تكرار أحداث ٢٥ يناير عام ٢٠١١ عندما أصبحت أرض وسماء الوطن سداحا مداحا للإرهابيين واللصوص والقتلة وسفاكي الدماء..؟

لا.. وألف لا.. فالقائد الشجاع الذي تحدى كل هؤلاء الأشرار وحرص على أن يقطع دابرهم قد أقام سياجات متينة بشرية ومادية تشمل أحدث وسائل الدفاع.. ومراكزالإنذار ومنصات الحماية بشتى سبلها ووسائلها والأهم والأهم التخلص من بقايا أولئك الذين ارتدوا ثياب السلبية واللامبالاة ومعها ستائر الغرور الذي في غير محله..  وبالتالي فإن من يفكر في الاقتراب فإنما يلقي بنفسه في آتون النيران حيث لا يجد مغيثا أو منفذا.

*** 

أخيرا.. وحتى نختم هذا المقال.. ألم نسأل أنفسنا بأنفسنا.. لماذا انخفضت الأسعار ولماذا توفرت السلع.. ولماذا لم يصبح اللحم عزيز المنال على الفقراء.. بل ربما الأغنياء..؟

سيادة الرئيس.. يكفيك عزا.. وبركة وسلاما أنك وفرت لشعبك بمختلف طوائفه المأكل والمشرب بلا معاناة.. وبلا طوابير الخبز التي تحولت في بعض الأحيان إلى طوابير الموت.

كل ذلك.. لأنك حريص على كرامة أبناء شعبك الذي كان ينتظرك بلهفة وشوق حتى كان له ما أراد.

*** 

في النهاية تبقى كلمة:

لا يسعني إلا أن أكرر في نهاية هذا المقال ما سبق أن ذكرته في مقال الخميس الماضي بإن إنجازاتك يا سيادة الرئيس تحتاج إلى مجلدات ومجلدات.. 

فعذرا.. عذرا.. والأيام السعيدة بيننا إن شاء الله الذي يحوطنا برعايته وفضله وجوده وكرمه.

*** 

    مواجهات

*بسم الله الرحمن الرحيم:"ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا".

صدق الله العظيم

*** 

*بسم الله الرحمن الرحيم:" إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا".

صدق الله العظيم.

*** 

*بسم الله الرحمن الرحيم:" إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون".

صدق الله العظيم.

*** 

*وأخيرا اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم الشاعرأبو الفتح البستي:

زيادة المرء في دنياه نقصان

وربحه غير محص الخير حسران

وكل وجدان حظ لا ثبات له فإن معناه في التحقيق فقدان

يا عامرا لخراب الدار مجتهدا 

بالله هل لخراب العمر عمران

ويا حريصا على الأموال تجمعها

أنسيت أن سرور المال أحزان

*** 

و..و..وشكرا