مقال سمير رجب " غدا مساء جديد " بجريدة المساء

بتاريخ: 14 يونيو 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*اللواء المنسي.. وتجربته مع الخط الساخن لوزارة الصحة

 *ظل أياما وليالي يحاول الاتصال.. حتى جاء من قدم له النصيحة

*حضروا له في منزله.. وحقنوه بالمصل.. بكل حرفية.. ومنتهى الاحترام

*ما فعله الضابط الكبير.. "السابق" عجز عنه سيادة المتحدث الرسمي

تبذل وزارة الصحة والحق يقال جهودا خارقة لمواجهة فيروس كورونا ومحاصرته من كافة الاتجاهات وشتى النواحي.. وفي سبيل ذلك تحاول المستشفيات خصوصا التي أطلقوا عليها مستشفيات العزل تطعيم أكبر  قدر من المواطنين باللقاحات المتعارف عليها.. وأولها استرازنكا وسينوفارم ورغم أن الغالبية العظمى لا تعرف ولم تسمع قط عن هذا أو ذاك..  إلا أن هناك من يفتعلون أزمات داخل مراكز التطعيم لأنهم يريدون مصلا بعينه ويرفضون تعاطي غيره.

***

في نفس الوقت توفر الوزارة خدمة هاتفية للإجابة عن استفسارات الجماهير..ومتابعة أمورهم وأحوالهم والرد على أسئلة لا معنى لها لكن هكذا شاء قدر وزارة الصحة في تلك الآونة من الزمان.

***

المهم.. مع ذلك كله فإن من يشكون من عدم الرد على مكالماتهم من خلال أرقام التليفونات التي تعلن عنها الوزارة ليل نهار ومن بينها الخط الساخن١٠٥ ورقم آخر هو "١٥٣٣٥" وهنا.. سأروي لكم سراعا تلك الحكاية.

*اللواء مصطفى المنسي كان يشغل رئيس أركان إدارة المطبوعات والنشر في القوات المسلحة وعندما أحيل للتقاعد.. ظل محل إشادة وتوقير ضباطه وجنوده.. حتى جاء يوم احتاجت فيه مؤسسة دار التحرير التي تصدر هذه الصحيفة المتألقة "الجمهورية" لشخصية تجيد فن الطباعة حيث تعاقدت وقتئذ  على أحدث الماكينات العملاقة من اليابان.. وكنت أشغل عندئذ رئيس مجلس إدارة المؤسسة عندما جاءني  صديق  عزيز يرشح لي اللواء مهندس مصطفى المنسي ليتولى إدارة  شركة الإعلانات الشرقية وهي الشركة المتخصصة في الطباعة والتي تتبع مؤسسة دار التحرير.

بعد أن انصرف  صديقي بساعات قليلة بادرت بالاتصال بالمشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع طالبا منه ترشيح أحد الضباط الذي يمكن أن يقوم بتلك المهمة سواء أكان مازال في  الخدمة أو أحيل للتقاعد..  وكانت المفاجأة أن جاء رد المشير يحمل اسم اللواء مصطفى المنسي وأيضا إحقاقا للحق مارس المهندس المنسي عمله بكفاءة واقتدار وتم تشغيل الماكينة الجديدة تحت قيادته بأكبر قدر من الكفاءة والجودة.

منذ أيام جاءني  المهندس مصطفى ليروي لي تجربته مع وزارة الصحة طالبا مني نشرها معقبا.. إذا كانت السلبيات موجودة وهذا أمر طبيعي فإن المسئولية تقتضي أيضا الحديث عن الإيجابيات.

قال المهندس المنسي: فعلا.. اتصلت عشرات المرات على مدى الليل والنهار بتليفون١٥٣٣٥ ولا يرد أحد حتى فقدت الأمل تماما إلى أن جاءني قريب لي ونصحني بالاتصال قبل موعد أذان الفجر بساعة.

وكم كانت المفاجأة عندما جاءني الرد فورا.

هنا ندخل في مرحلة  جديدة حيث طلب مني الموظف المختص بعض البيانات ثم وعدني بقدوم لجنة متخصصة في غضون أسبوع لحقني بالمصل المأمول.

ولم يكد يمر سوى يومين حتى كان قدم منزلي شاب أنيقق وشابة جميلة ترتدي ملابس بيضاء ناصعة وأعطياني اللقاح  ثم انصرفا متعهدين بأن يعودا في الموعد المحدد لتعاطي الجرعة الثانية.

***

بصراحة..  والكلام مازال على لسان اللواء المنسي لم أصدق ما رأيته بعيني لكنها الحقيقة المضيئة وهاآنذا فعلت ما أراده مني الرجل الذي سيعتبر من الآن أفضل من يروج لنشاط وزارة الصحة وهي المهمة التي كان يفترض أن يقوم بها المتحدث الرسمي للوزارة الذي ترك الأساسيات وتفرغ للفرعيات.

***

و..و..وشكرا

***