مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 19 يونيو 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*عرش التكنولوجيا "المنيع" هزته كلمة سياسة واحدة!

*أمريكا وروسيا رفضتا "الأون لاين".. فساد الذعر بين رواد التواصل الاجتماعي

*نعم.. العرب يستطيعون ويقدرون 

*اللبنانيون.. والجيش الذي ما زال متماسكا!

*الكعكة التي هي ليست كعكتك.. لماذا يسيل عليها لعابك؟

*بعد اعترافات يعقوب الأخيرة: الدعاة الزائفون.. منافقون وكذابون

*الحياة تعود بعد طول غياب.. وماذا بعد؟

أصبحت التكنولوجيا بمثابة القاسم المشترك الأعظم لنشاط الإنسان في شتى مجالات الحياة.. وبالتالي فهي تحاول أن تقدم الجديد مع طلعة كل شمس.. في نفس الوقت أصبح نفسهذا الإنسان ينتظر من التكنولوجيا أن تقدم له المزيد.. والمزيد.. 

لذا.. لم تكن مواقع التواصل الاجتماعي المتمثلة في الفيس بوك أو تويتر أو انستجرام أو غيرها تتوقع أن يهتز عرشها بتلك السرعة تأثرا بكلمةسياسة واحدة خصوصا إذا كانت صادرة عن أهم قطبين دوليين..!

قبل أن يبدأ اللقاء الشهير بين كلٍ من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن.. أعلن الرئيس الروسي أن اللقاء وجها لوجه.. أفضل كثيرا من هذا التباعد الجسدي والروحي.. ثم سرعان ما عقب الرئيس بوتين محييا ومؤيدا لتشتعل المنصات وتتعجب المواقع.

*** 

استنادا إلى تلك المواقف نخلص إلى كلمة واحدة تقول إنه مهما طال الزمن.. فلن تختفي الوسائل التقليدية أو الأساليب القديمة التي مازال لها مؤيدوها.. ومؤازروها.. والمتحمسون لها تحت وطأة أي ظرف من الظروف.

وبديهي أن تقودنا تلك النتيجة التي وصلنا إليها إلى خط التماس مع الأوراق المطبوعة وعلى رأسها الصحيفة والكتاب والمجلة وغيرها بما يضفي نوعا من الاطمئنان عند كل الذين شاء قدرهم أن يعيشوا معها منذ زمن طويل.

*** 

على الجانب المقابل.. فقد شاءتالظروف أن يتزامن موعد قمة القطبين الشهيرين مع الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب.. 

وإذا كان اجتماع الكبار قد أثارتساؤلات عديدة سواء قبل القمة أو بعدها.. فإن لقاء وزراء الخارجية قد طرح أيضا سؤالا من نوع آخر.. السؤال يقول:

وهل يملك العرب الأسلحة التي تمكنهم من مواجهة تعنت الإثيوبيين بالنسبة لسد النهضة لاسيما وأن شعبين أساسيين في المنظومة العربية سوف يتأثران لا محالة بهذا السلوك الإثيوبي الذي انفلت عياره منذ زمن بعيد..!

نعم.. وألف نعم فالعرب يملكون أهم الأسلحة الفعالة والباترة إذا أرادوا استخدامها.. فسوف يلزمون الطرف أو الأطراف الأخرى على الخضوع والاستسلام.

ودعونا نرجع قليلا إلى الوراء.. أيام حرب أكتوبر عام 1973 عندما رفع العرب شعار "بترول العرب ليس لغير العرب".. وبالتالي انقطع تصدير النفط بمختلف مشتقاته إلى أوروبا وأمريكا وغيرها.. فانتفضت حكوماتهم وشعوبهم رعبا وفزعا من ظلام حالك يعيشونه.. أو ثورة صناعية أو ما كانت ثورة صناعية قد أصابها الخلل والعطب فانتشرت البطالة وارتفع معدل الجرائم وعم الكساد.. مما جعل الغرب يبادر بإيجاد صيغة جديدة تؤدي إلى وقف القتال دون منح إسرائيل ميزات إضافية.. 

إذن فإن كل ذلك يقودنا إلى أن العرب لن يتركوا كلا من مصر والسودان يخوضان المعركة-أي معركة- بمفرديهما.. بل سوف يتكاتفون معهما حتى ترتفع علامات النصر في نهاية الأمر.. 

*** 

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فها هم الإخوة اللبنانيون أخيرا يعترفون بأن الجيش هو المؤسسة الوحيدة التي مازالت تحتفظ بتماسكها بل هم يدعون قواهم السياسية على اختلاف ألوانها وأشكالها للعمل على حماية هذه المؤسسة من الانهيار وإلا ضاع كل شيء.. ولن يعود لبنان مرة أخرى مهما تعددت المحاولات.. وهكذا.. فإن الصوت العربي الحق الذي حذر منذ البداية من تصفية الجيوش الوطنية فإن صاحب هذا الصوت قد قام بإجراء عملية مراجعة سريعة وتقييم شامل وجامع فوصل إلى ما وصلنا إليه.

بتوضيح أكثر.. لو كان العرب قد أفلتوا من الشباك التي نصبها لهم المتآمرون والمغرضون لأصبح الحال غير الحال لكن هكذا شاءت الأقدار التي نرجو أن يتم تصحيحها على أسس ثابتة وقواعد متينة..

*** 

كعكتك وكعكتي..

عفوا.. ربما هذه العبارة لا يتوقع أحد أن تأتي ضمن هذا المقال لكني قصدت أن نكون مثارا لجذب الانتباهلسبب بسيط أنها لا تمس الفرد فقط.. أو مجموعة أفراد بل إنها تمتد تلقائيا لتشمل الجماعات والدول والحكومات والشعوب.

وربما تعجب أكثر وأكثر عندما أقول لك إنني تعمدت ذكرها بسبب هذا الإصرار من جانب قوى بعينها على عدم سحب مرتزقتها وقواتها وميليشياتها من ليبيا..!

لماذا..؟؟

دعني أقدم لك الإجابة..

زمان.. وأيام ما كان يسمى الاستعمار القديم كانت دول بعينها تفرض سطوتها وجبروتها على دول أخرى أصغر أو أقل حجما لتستولي على ثرواتها وتتولى نقلها إلى مقار الحكم الاستعمارية..!

ثم..ثم.. أفل نجم هذه الدول وذهب عنها صولجانها بجيوشها وأساطيلها وطائراتها فاضطرت إلى الذهاب من حيث أتت.. 

للأسف تعود نفس الصورة للعلن مرة أخرى ترسيخا للفكر القديم الذي يقوم على أساس أن حاجة الغير تكون دائما وأبدا محل طمع وجشع وإغراءات أطراف أخرى.

والآن.. بعد سرد هذه الحقائق أرجو وألح في الرجاء.. لكل من سبق أن تورط وبعث بقواته العسكرية سواءالنظامية أو "غير النظامية" أن يعيد مراجعة حساباته من جديد فحرام وألف حرام النظر إلى ما متع  الله به أمما غير أممهم وشعوبا خلاف شعوبهم.

*** 

والآن.. دعونا نتوقف أمام الاعترافات التي أدلى بها الشيخ محمد يعقوب والتي قال فيها إنه لم يكن شيخا ولن يكون بل هو مجرد مدرس بسيط محدود الفكر.. وواضح أن فئة قليلة من الناس استهوتهم طريقة حديثهفجعلوا منه إماما وهو ليس بإمام.. وداعيا وهو ليس بداعية.

عموما.. هل صدقتم الآن.. أن معظم هؤلاء الذين جعلوا من الدين سلعة تباع وتشترى هم أصلا قلة من المنافقين والمخادعين والكاذبين.. 

والحمد لله.. أن أوراق خريفهم تتساقط أولا بأول ولعلهم يكونون عبرة لمن يعتبر أو لا يعتبر.

*** 

أخيرا.. هذا الفيروس المسمى "كورونا"قد أوشك على الانسحاب من حياة البشر الذين ضاقوا ذرعا بالقيود والإجراءات الاحترازية.. والتهديد بالموت والمرض.. بعد شهر أو أقل أو أكثر.. سيعود شارع الشانزليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس مضيئا كما هي حاله دائما..

نفس الحال بالنسبة لشارع أكسفورد أجمل وأحلى شوارع العاصمة البريطانية لندن.. أما نيويورك المدينة الأمريكية الشقية فقد حطمت القيود قبل صدور القرارات الرسمية..

وبالنسبة لمصرنا المحروسة.. فها هي قاهرتها واسكندريتها وشواطئسواحلها الغربية والشمالية قد تحدت الفيروس لينصرها الله نصرا مؤزرا.

*** 

          مواجهات

*حينما يتعذر تحديد الخط الفاصل بين الأمل والألم.. تصبح النتيجة النهائية غير قابلة للظهور العلني..

*** 

*من ذهب لله بضعفه لابد أن يكون مطمئنا إلى أنه سبحانه وتعالى سيأتيه بقوته.

*** 

*وهذا دعاء من القلب:

اللهم لا ترينا فيمن نحب إلا ما نحب.

*** 

*هناك فرق بين امرأة يظل عطرها ملتصقا بكف يدك.. وأخرى لا ينفع فيها الماء المغلي بمائة درجة ولا كافة أنواع الصابون.. المطهر وغير المطهر.

*** 

*تعجبني هذه الأبيات الشعرية.. 

في البدء كان الشعر والنثر استثناء

في البدء كان البحر والبر هو استثناء

في البدء كان النهد والسفح هو استثناء

في البدء كنتِ أنت ثم كانت النساء

*** 

*لم يكن هناك خيار أمام "عبد العزيزسوى أن يسافر إلى دبي ليمضي بها عشرة أيام قبل أن يتجه إلى مقر عمله في العاصمة البلجيكية بروكسل..

نفس الحال بالنسبة لصفاء التي انتهت فترة إجازتها وبالتالي لابد أن تكون في "معمل الفيروسات" بميونخ بألمانيا.

المهم.. حدث تعارف.. فتقارب.. وبعد أن ذهب كل منهما إلى حال سبيله.. وتجدد اللقاء في رحلة العودة.. تعانقا في حرارة وود.. واتفقا على اللقاء بعد ثلاثة أيام.. 

في الموعد المحدد جاء عبد العزيز وغابت صفاء..

*** 

*ظل ينظر في قلق ولهفة.. حتى جاءتهرسالة على الموبايل تقول:

للأسف.. هزمني كورونا الآن ألفظ أنفاسي الأخيرة.. ووداعا يا من تمنيت أن تكون رفيق حياتي.. 

فجأة.. أصبحت شاشة التليفون مظلمة كظلام الليل الثقيل وأسدل الستار..!

*** 

*وأخيرا نأتي كما تعودنا إلى حسن الختام لنتأمل معا أحد إبداعات الشاعر العربي عمر بن أبي ربيعة:

بنفسي من أشتكي حبه

ومن إن شكا الحب لم يكذب

ومن إن تسخط أعتبته

وإن يرني ساخطا يعتب

ومن لا أبالي رضا غيره

إذا هو سر ولم يغضب

ومن لا يطيع بنا أهله

ومن قد عصيت له أقربي

ومن لو نهاني من حبه

عن الماء عطشان لم أشرب

ومن لا سلاح له يتقى

وإن هو نوزل لم يغلب

*** 

و..و..وشكرا