مقال سمير رجب " غدا مساء جديد " بجريدة المساء

بتاريخ: 20 يونيو 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*سد النهضة.. وإصرار إثيوبيا على الوقوع في الخطأ..

*منعهم المصريين من دخول أراضيهم.. بصراحة "قرار ساذج"!

*حتى ردهم على بيان شيخ الأزهر.. تجاوز قواعد المنطق

*ثم..ثم.. لقد  رسمت مصر خطوط خياراتها المفتوحة.. بالعلم.. والخبرة.. والاتفاقات المضمونة

 يصر حكام إثيوبيا على الوقوع في الخطأ يوما بعد يوم عندما يقفون في جانب والعالم كله في جانب آخر.. فالعشوائية في الحكم لم تعد موجودة في قاموس السياسة وادعاء القوة لا يساوي شيئا في ظل نظام عالمي يقوم على أساس احترام الأمن والسلم في شتى بقاع الأرض..!

***

أول أمس.. قررت الحكومة الإثيوبية منع المصريين من دخول أراضيها.. وكأن المصريين يتدفقون عليهم ليل نهار.. أو أنهم إذا لم يذهبوا إلى بلاد الضنك والفقر والعري فسوف تضيق بهم سبل العيش..!

أيضا نسوا أو تناسوا أنهم يمارسون نوعا من الطائفية المقيتة ضد الإسلام والمسلمين فجاءوا بمن وصفوه بمفتي  الإسلام ليرد على شيخ الأزهر د.أحمد الطيب متهما إياه بالانحياز لطرف على حساب طرف آخر وزاعما أن مياه نهر النيل يجب أن توزع على كل من تجري في أراضيهم بالحق والعدل.. لكن ما يحدث خلال عقود عديدة متتالية لا يتفق مع هذين المبدأين من حيث كمية المياه التي تحصل عليها إثيوبيا..!

طبعا.. هم بذلك يحاولون تفريع القضية لأن مسألة التوزيع لا علاقة لها بإقامة سد أو سدود بقرار فردي بحت دون الرجوع إلى طرفي المصلحة الأساسيين الممثلين في دولتي المصب وهما السودان ومصر..

***

ولقد أذاعت وكالة الأنباء الألمانية تقريرا بعنوان: كيف رسمت مصر خياراتها المفتوحة.. بدأته بكلمة للرئيس السيسي يحذر فيها من المساس بأي نقطة مياه خاصة بمصر لأن الخيارات كلها مفتوحة.

وأشارت الوكالة في تقريرها إلى أن مصر أقامت مناورات عسكرية مشتركة مع السودان ثم عقدت اتفاقية لتبادل المعلومات مع الكونغو كينشاسا ووقعت اتفاقا عسكريا مع بوروندي وآخر مع كينيا وثالث مع أوغندا ثم..ثم.. يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة دولة جيبوتي في أول زيارة لرئيس مصري لهذا البلد الإفريقي الذي لا يبعد كثيرا عن إثيوبيا.

إذن.. هذه هي السياسة التي تقوم على العلم والعقل في آن واحد.. وبالتالي عندما تقول مصر إن الخيارات كلها مفتوحة فإنما قد رسمت –كما تقول وكالة الأنباء الألمانية-  أسس وقواعد تلك الخيارات وتحديد أشكالها ونوعياتها..!

***

ومع ذلك فمازالت مصر حتى الآن ومعها السودان.. تتحليان بضبط النفس إلى أقصى مدى.. فلا يصدر عنهما تصريح مثير للاستفزاز ولا يمس كرامة جيران ينتمون إلى نفس القارة التي تعتز مصر بانتمائها لها..!

ولعل ضبط النفس هذا يتمثل في رفع الأمر إلى الاتحاد الإفريقي وإلى مجلس الأمن وإلى الرأي العام العالمي.. وإلى الولايات المتحدة الأمريكية التي جاء عليها يوم أعلنت فيه بصراحة رفضها لأية إجراءات أحادية تخص سد النهضة الإثيوبي..!

يعني ببساطة شديدة عندما تمارس مصر سياسة النَّفس الطويل فليس هذا نابعا من موقف ضعف-حاشا لله- بل إنه القوة بكل معانيها.. وأركانها وأصولها ومقوماتها العسكرية والسياسية معا..!

***

و..و..وشكرا

***