مقال سمير رجب " غدا مساء جديد " بجريدة المساء

بتاريخ: 28 يونيو 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*حكام إثيوبيا.. وتصريحاتهم "العبيطة"

*لستم أنتم الذين تورطون مصر!

*نحن نملك المفاتيح.. ونعرف متى وكيف يكون استخدامها

*انتبهوا.. لا تفتحوا جبهتين في توقيت واحد

*حرام عليكم.. استنزاف شعبكم فيما يضر ولا ينفع!!

إذا  كان النظام الحاكم الإثيوبي يتصور أن التهديدات "العبيطة"  التي يرددها بين كل آونة وأخرى يمكن أن تخيف مصر وتجعل فرائصها ترتعد.. وبالتالي تلتزم الصمت إزاء ما ترتكبه أديس أبابا التي تردد دوما أنها ستقيم سد النهضة سواء أرادت مصر أو لم ترد.. وبصرف النظر عن موافقة السودان أو عدم موافقته..

أقول إذا كان النظام الحاكم في إثيوبيا يسيطر على خياله هذا التفكير المريض والساذج فإنه يوقع نفسه بنفسه..في أبلغ دوائر الخطر التي سيدفع ثمنها في النهاية شعب إثيوبيا الجار الإفريقي والذي لا يدركون أنه ثمن باهظ يزيدهم فقرا فوق فقر.. وتشتتا فوق تشتت ودموعا تذرفها عيون لا يعرف أصحابها إلى أين هم ذاهبون..!

***

ومع ذلك..  فالنظام الحاكم في إثيوبيا إذا كان لا يعرف فتلك مشكلته  أما إذا كان يعرف ويكابر فمصيبته تكون عظيمة وعظيمة جدا..!

مثلا عندما يقولون إن مصر لا تستطيع ضرب السد.. وإذا فرض وضربته لن يتأثر بل بالعكس سوف تتولى القوات المسلحة الإثيوبية الرد على المهاجمين..!

***

من هنا.. فالسؤال الذي يدق الرءوس بعنف:

على أي أساس أقام حكام إثيوبيا هذه النظرية السخيفة في وقت لم تتحدث فيه مصر عن خيار الحرب من قريب أو من بعيد.... اللهم إلا عبارة كل الخيارات مفتوحة.. والتي لا تجيء على ألسنة المصريين إلا إذا فرضت الظروف ذلك.. ثم فإنه ليس حتميا أن يكون القصد إعلان الحرب..؟!

أما بالنسبة للحرب  في حد ذاتها فلابد أن يعرف هؤلاء وأمثالهم أن سياسة مصر لا تعتمد فقط على رد الفعل بل على إمكاناتها وقدرة جيشها وصلابة جبهتها الداخلية ومتانة اقتصادها ويستحيل أن تتورط في عمل عسكري -أي عمل عسكري- إلا إذا كانت واثقة من النصر.. هذا النصر الذي تعد له العدة اللازمة يوما بعد يوم..

يعني باختصار شديد مصر هي التي تملك مفاتيح حل الأزمة وهي التي تحدد توقيت استخدام هذه المفاتيح.. أو تمنع استخدامها لمدد تطول أو تقصر.

ثم..ثم.. ألا يعرف النظام الحاكم في إثيوبيا أن المعارك تدار الآن بينما أبطالها يجلسون في أماكن بعيدة وما عليهم إلا تشغيل معداتهم من طائرات مسيرة.. أو صواريخ موجهة.. أو قذائف تعرف أهدافها جيدا قبل أن تدكها دكا.

في النهاية أذكر الإخوة الإثيوبيين بعدة حقائق وأحداث فالذكرى أولا وأخيرا تنفع عباد الله المخلصين:

*رغم إمكاناتكم العسكرية التي تتباهون بها لماذا تتعرض قواتكم في تيجراي للقتل والسحل والأسر  بينما أنتم إما غافلون أو ساهون أو مذعورون..؟!

*أبسط قواعد العسكرية تقول إن الحرب في أكثر من جبهة لابد وأن تقود للهزيمة في كل الجبهات وليست واحدة دون أخرى وأنتم يا سادة تعددت عندكم الجبهات وزادت الثغرات وباتت الاحتمالات أكثر نشاطا من الواقع الملموس فوق سطح الأرض.

*النزعات العرقية الدامية تجبر الأطراف المتحاربة على الانسحاب من الميدان سواء أكان انسحابا علنيا أو مستترا..

وطبعا هذه الصراعات التي تهدد سلامة مجتمعكم فرقت الجمع أكثر وأكثر ومن تتمزق صفوفه تتوه من بين أياديه خيوط الانتماء للوطن.

***

عموما.. وفي جميع الأحوال فنحن في مصر -والحق يقال- حريصون على أبناء شعبكم من رجال وأطفال ونساء الذين لم يرتكبوا جرائم أو ذنوبا سوى قبولهم حتى الآن أن من يحكمهم مجموعة من المهووسين الكاذبين المخادعين..!

***

و..و..وشكرا

***