مقال سمير رجب " غدا مساء جديد " بجريدة المساء

بتاريخ: 14 يوليه 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*الإنسان.. وإيمانه الجازم بأن الله لا يقدم له سوى الخير.. والتوفيق

*أحيانا ينسى نفسه.. حتى يفيق على تعاليم الحق باعث النهضة في القلوب والعقول

 *الفرد والجماعة.. لابد أن يأتي عليهما يوم وقد حان الأوان للخروج من إطار النمطية..

*الصحافة الإلكترونية.. يجد فيها صاحب الموهبة.. ما يفتح الآفاق الرحبة بلا حدود أو قيود

إذا آمن الإنسان إيمانا حقيقيا وصادقا.. بأن الله سبحانه وتعالى لا يفعل له إلا ما فيه خير له وللمحيطين به عاش حياة آمنة خالية من مشاعر التوتر والخوف والفزع.. بل مليئة بنوازع السرور والبهجة والتفاؤل.

ينطبق هذا على الإنسان الفرد وعلى الإنسان المجموع والدلائل على ذلك كثيرة ومتعددة..

مثلا.. من لا يكتفي بالثروات والمزايا التي وهبها الله سبحانه وتعالى للجماعة التي يدير شئونها أو بالأحرى يحكمها.. فيتجه بصره وفكره وجهده إلى جماعة أخرى سواء أكانت قريبة أو بعيدة.. ويبذل المستحيل للاستيلاء على مواردها وممتلكاتها لابد أن يأتي عليه يوم يضطر فيه إلى التوقف عن أطماعه إما كرها أو اختيارا وعندئذ يوقن أن الله حق.. بل حق الحق..

أيضا الرجل الذي يتصور أن ما تملكه زوجة صديقه أو جاره أو قريبه من مال أو جمال أفضل وأكثر مما تتمتع به زوجته سيظل دائما وأبدا نهبا للطمع والشك والريبة.. والخوف من المجهول ثم يظل على هذا الحال المضطرب والكئيب إلى أن يفيق يوما على قول الله سبحانه وتعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم" ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى".

           صدق الله العظيم..

حتى بأدق العلاقات الإنسانية فأحيانا لا يطيق الزوج أن يعيش تحت سقف واحد مع من كانت يوما مهجة فؤاده حتى يجيء صوت الحق:

بسم الله الرحمن الرحيم

"وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا".

***

حتى في الحياة العملية نجد التاجر الذي يتخصص في بيع وشراء سلع معينة ويخيل إليه أنه لا يستطيع الخروج من هذا الإطار الذي رسمه لنفسه..!

ثم..ثم.. يكتشف بمرور الأيام أن لديه من الموهبة والملكة ما يجعله يحلق في أوسع أرجاء الفضاء..!

نفس الحال بالنسبة للطالب أو المهندس أو الطبيب أو الصحفي الذين عاش كل منهم مقيدين بخطوط جامدة لا يملكون منها فكاكا.

فجأة تحدث الثورة المعلوماتية فيكتشف الطالب أنه كان أسير أفكار عفا عليها الزمن ومع ذلك يجد صعوبة في التحرر منها ويظل صابرا ومجتهدا ومثابرا حتى يجيء عليه يوم يطلع فيه ضوء الشمس كما لم يطلع من قبل.

أيضا.. الطبيب الذي طالما تباهى بسماعة الكشف وجهاز الضغط التقليدي بل وجهاز رسم القلب إذا به يقف مشدوها أمام الطفرة العلمية الجديدة حيث أصبح في إمكانه إجراء العمليات الجراحية بما فيها زرع جزء من الكبد أو كلى بأكملها عبر تطبيق الأون لاين.

***

أما بالنسبة للصحفي فهو الآخر عندما دخل بلاط صاحبة الجلالة سمع كلمات تقول إن حبر المطابع له رائحة خاصة والصورة عندما تتحول إلى كليشيه تبدو وكأنها قادمة من عالم آخر.

ثم.. ثم.. تقتحم الصحافة الإلكترونية حياته وحياة غيره.. بل وتفرض نفسها على نفس المهنة التي طالما اعتز بها وبذل المستحيل لحمايتها والذود عن كيانها ووجودها.. فماذا عساه أن يفعل..؟

هل يتخلف عن الركب..؟

هل يظل متمسكا بجلباب بات قديما عفا عليها الزمن أم يقتحم عالم التقدم.. الذي لا تحده حدود..ويصبح الخبر كأنه برق يخطف الأبصار في غمضة عين.. بينما تقف الطباعة عاجزة عن التحرك إلى الأمام خطوة واحدة بعد أن تعثرت مقوماتها وتجاوزها الزمن..؟!

سبحان الله العظيم..

إنها المعجزات الإلهية التي تتوالى لكي تظل ينابيع الخير تتدفق أولا بأول ومعها دلالات التقدم وبراهين الازدهار والارتقاء.

***

و..و..وشكرا

***