مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 09 أكتوبر 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*أسئلة يفرضها الواقع.. وإجاباتها جاهزة

*الاحتفال بانتصار أكتوبر.. إلى متى؟!

*هل الأهازيج والاستعراضات لازمة.. مع الإنجازات.. أم لا..؟

*هل العرب.. مازالوا يتذكرون تفاصيل الحرب.. أم لديهم ما يشغلهم..؟!

*لماذا كان هذا الإصرار على تمزيق الجيوش العربية؟

*النهضة الكبرى التي تشهدها مصر.. لماذا اتسمت بتلك السرعة..؟!

*التعليم والصحة.. هل ينالان أولوية أكثر..؟!

*الحمد لله فهمنا.. ماذا يعني وعي الشعوب..؟

*الأمان يسود البلاد وهذا ما كنا نرجوه!

*الإخوان مطاردون في كل مكان ونحن وراءهم في تونس وفي المغرب وفي الصومال..

وهكذا تمر السنون والشهور والأيام.. ومن خرج بالأمس لمسرح الحياة وليدا صغيرا يحتاج لرعاية وعناية وحسن تربية.. فقد أصبح اليوم شابا يافعا.. وغدا بإذن الله يصير رجلا كاملا لديه القدرة على تحمل كافة ألوان المسئولية.

نفس الحال بالنسبة للدول.. الدولة الرسمية والشرعية والقانونية والتنفيذية.. فهي أيضا تنمو لتكبر مع كل ساعة تدق ومع كل صيحة "الله أكبر" تؤذن بميلاد فجر جديد.

ولقد أثبتت التجارب العملية ما شهدناه بعيوننا وتابعناه بأحاسيسنا.

ومع ذلك فقد كان هناك إصرار على اغتيال الدول العربية في مناطق شتى.. لماذا ولمصلحة من ومن الذي يسدد ثمن الفاتورة..؟!

كل ذلك ليس مهما.. المهم السقوط.. والانهيار وليذهب كل إلى حال سبيله.

وسوف يظل اسم مصر-والحمد لله- رمزا للقوة والشجاعة والجرأة.. والقدرة على التحدي والصمود.. باعتبارها التي وقفت وقفة لا تلين ولا تضعف ولا تساير المقامرين والمغامرين.. فوفر لها الله الحماية التي أسبغتها بدورها على الأصدقاء والجيران والأعزاء..

يعني.. يعني.. بعد كل هذا السرد هل  يحتاج الوطن إلى الاحتفال بانتصار أكتوبر إلى ما لا نهاية.. أم سوف تفرض الظروف يوما شيئا آخر..؟!

أيضا هل يأتي يوم تتوقف فيه تلك الاحتفالات أم يضيق رحاها أم يتم التركيز على الإنجازات وإقامة المشروعات وصروح التنمية..؟ 

*** 

واسمحوا لي بالرد الذي أحاول قدر استطاعتي أن يكون موضوعيا منزها عن الهوى.. معبرا عن إحساسي وإحساسك وإحساس باقي أبناء الوطن..!

دعونا نعتمد على العملية في التفكير ثم.. ثم.. إلى مراجع الخبراء والعلماء والفلاسفة..

الأمثلة كثيرة ومتنوعة.. أوروبا هل يمكن أن تتوقف يوما عن الاحتفال بأعياد النصر على ألمانيا النازية؟

العلماء يستبعدون الأمر لأن حجم النصر الذي حققته أوروبا يستحيل أن يمحوه الزمان مهما كان.

نفس الحال بالنسبة لأمريكا التي مازالت تحتفل بانتصارها على اليابان في أشهر وأعنف معركة جرت في التاريخ هي معركة بيرل هاربور.

إذن فالاستمرارية لازمة ليس من أجل الاحتفاظ بأمجاد الماضي فحسب بل في سبيل الإبقاء على عناصر القوة التي أدت إلى الانتصار.. الانتصار الذي ترفع له كل القبعات.

*** 

وإذا عدنا إلى حدودنا وإطاراتنا ومناطق نفوذنا فإن السؤال أيضا: هل مازال العرب يذكرون تفاصيل حرب عام 1973.. أم أصبح لديهم ما يشغلهم وقد انتهت مهمتهم بالوقفة الجماعية المساندة لمصر والتي تحدث عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه منذ أيام عندما أشاد بالدعم العربي في شتى المجالات.

*** 

استنادا إلى كل تلك الحقائق يصبح الآن من السهولة بمكان تفسير أسباب تمزيق الجيوش العربية ولتكن البداية مصر..

لكن وقد صمدت مصر وكان لابد أن تصمد رغم ضراوة الحرب ضدها.

وقاومت مصر وكان لابد أن تقاوم واستمرت في رفع رايات الحرية وكان لابد أن تفعل.

على الجانب المقابل لو كانت مصر قد سقطت –لا قدر الله- ماذا كان يمكن أن يحدث..؟

بصراحة كنتم لن تجدوا سوى أطلال هنا.. وأحجار صماء سوداء هناك.. وفي النهاية كان سيجيء من يسأل التاريخ يوما: أين هؤلاء القوم..؟!

وطبعا ما من مجيب.

*** 

.. وهكذا تستمر دوائر الإجابات في الاتساع يوما بعد يوم ونقول إنه أيضا لولا أن الفكر تغير والإدراك تتطور والوعي خطا خطوات شاسعة إلى الأمام.. ما استطاعت مصر تحقيق هذه الثورة الحضارية التي تشهدها ربوع البلاد.. خلال فترات قصيرة ومحدودة.

ثم..ثم.. أجد أن الوقت قد حان ليفهم الجميع أن مصر هي التي ستظل تسند بكل قوتها النظم الشرعية في البلاد العربية التي حافظت على تماسكها حتى الآن.

مثلا.. تونس التي تتعرض حاليا لمؤامرات خبيثة.. تتزعمها قوى الشر إياها الممثلة في الإخوان الإرهابيين.. لم تشأ مصر أن تتركها نهبا لهذه المؤامرات فنادت بكل صراحة ووضوح أنها تقف بجانبها لمساندتها دفاعا عن الحق والشرعية والدستورية القانونية.

المغرب التي أسقط شعبها مؤخرا كل مرشحي الإخوان الإرهابيين أعلنت مصر أنها بجوار الاختيار الحقيقي للمواطنين.

ليبيا لم يتوقع أحد أن يصل إليها الأمن والاستقرار إلا بعد أن حددت مصر الخطوط الحمراء وغير الحمراء داخل ليبيا وخارجها.. 

كذلك الصومال ولبنان وجيبوتي وغيرها وغيرها..

*** 

كل ذلك يحدث في نفس الوقت الذي تبقى فيه القضيتان الأساسيتان التعليم والصحة على رأس الأولويات..

بالأمس أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أن شعب مصر كله سينعم بالرعاية الصحية خلال عشر سنوات.. وتلك غاية عزيزة طالما انتظرناها طويلا.

نفس الحال بالنسبة للتعليم الذي تدافع مصر عن تطويره بكل ما أوتيت من قوة رغم المحاولات الخبيثة لإجهاض عملية التطوير.

*** 

في النهاية تبقى كلمة: 

أرجو أن أكون قد أجبت على الأسئلة المطروحة متمنيا أن نبدأ عاما جديدا من الانتصار والإنجاز والأمن والأمان وإن شاء الله نحن عليه لقادرون.

*** 

    مواجهات

*كلما تدفقت دماء الخير بين ثنايا أفئدة الفؤاد استشعر الإنسان بالأمان..!

لكن السؤال.. أي نوع من الأمان..؟

*** 

لا تصدق من يقول لك كلمات منمقة وحينما تحين ساعة الجد تجده ذميما منقوصا لا أصل له ولا فصل.

*** 

*أحيانا يفكر الإنسان في غيبيات لم تطرأ بمخيلته من قبل.. 

تُرى هل هذه حالة مرضية أم ضغوط سرعان ما تأتي وسرعان ما تزول..؟!

*** 

*أعجبتني هذه الكلمات:

المتسامحون أسعد الناس لأنهم عرفوا قيمة الدنيا فلم يبالوا بأخطاء البشر.

*** 

*ثم..ثم.. نأتي إلى حسن الختام.. 

اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم حافظ إبراهيم:

رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي

وناديت قومي فاحتسبت حياتي 

رموني بعقم في الشباب وليتني

عقمت فلم أجزع لقول عداتي

ولدت ولما لم أجد لعرائسي

رجالا وأكفاء وأدت بناتي

*** 

و..و..وشكرا