*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*في العام الماضي.. خشينا اختفاء المساجد..
*الآن.. يعود المصلون في أمان وهم موقنون باستجابة الله لدعواتهم
*قواعد التباعد الاجتماعي تتوارى.. والإصرار على دحر الفيروس يزداد حدة وصلابة
*رواد المسجد الحرام يعرفون حدودهم.. ويرفضون تهديد الكعبة المشرفة
*نعم.. وألف نعم.. الأهازيج والأناشيد.. تحبب الناس في الإسلام وليس العكس
*.. وما المشكلة في اقتحام المسكوت عنه بالعلم.. وحسن النوايا والفهم الصحيح..؟
*صدق الرئيس السيسي..
الإسلام انتصر لحرية الإيمان والاختيار والاعتقاد ولكن.. التطرف ليس قاصرا على دين بعينه.. وهذا ما يؤسف له
*زيادة تحويلات المصريين بالخارج .. فخار.. واعتزاز.. وتقدير متبادل
في مثل هذه الأيام من العام الماضي.. كان فيروس كورونا قد ازداد ضراوة وعنادا سواء من حيث إيقاع الإصابات في البشر من مختلف أنحاء العالم.. أو اقتناص الأرواح بلا ذنب أو جريرة.
إزاء تلك الموجة المضطربة والإجراءات الغازية اضطرت الحكومات لاتخاذ العديد من الوسائل الاحترازية في محاولة للحد من هذا النشاط اللعين.
وكان من تلك الإجراءات تقليل عدد المصلين في المساجد وإقامة مختلف الأنواع والأشكال الاحترازية حتى يمكن حصره في مساحات أقل وبالتالي يتجمد صولجانه وجاهه.. بالفعل لقد تصورنا أن المساجد لن تكتفي بإغلاق أبوابها فحسب.. بسبب تلك الإجراءات بل إنها سوف تختفي من الخرائط الدولية.. ومن أراد أن يصلي فليلزم منزله ومن يفكر في الاعتكاف فليذهب إلى حال سبيله..!
لكن والحمد لله سرعان ما تغيرت الأوضاع وسرعان ما أثبتت الجماهير من كل فج عميق أنها لن تهدأ ولن تضعف ولن يفتر إيمانها ويقينها بالله سبحانه وتعالى فجاءت النتائج مبشرة والحمد لله.
اليوم.. وبعد مرور نحو عام كامل ها هي المساجد تعود لممارسة نشاطها من جديد بلا أدنى عقبات أو موانع.. فلا بعد اجتماعي ولا قيود صارمة ولا..ولا..!
ولعل أبلغ دليل المسجد الحرام في مكة المكرمة الذي أخذ يستقبل رواده خلال اليومين الماضيين بالمحبة والإعزاز..والتقدير.
نفس الحال بالنسبة للمساجد في مدننا وقرانا وأحيائنا وشوارعنا وهنا.. لابد وأن يثور السؤال البديهي والتلقائي في الرؤوس.. كل الرؤوس:
هل يعني ذلك الامتناع عن أية إجراءات احترازية سواء اليوم أو غدا أو بعد غد..!
الإجابة ببساطة:
لا طبعا فإذا كان الله سبحانه وتعالى شاء ألا يحرم الإنسانية من أحلى عاداتها وتقاليدها وسلوكها فليس ذلك يعني الضرب بوسائل الوقاية عرض الحائط..
أبدا.. وأبدا.. إذ ليس منطقيا أن يودي الإنسان بنفسه إلى آتون النيران أو إلى دوائر التهلكة اتسعت أو ضاقت.
***
ولقد أصاب الرئيس عبد الفتاح السيسي كبد الحقيقة عندما ذكر في كلمته للأمة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.. بأن الإسلام قد انتصر لحرية الإيمان وحرية الاختيار وحرية الاعتقاد تلك كلها إشعاعاتمضيئة يتعذر إغفالها لكنها أنواع من الحرية ينبغي أن تتوقف أمام الاعتداء على حريات الآخرين.. وإلا انقلب المجتمع-أي مجتمع- إلى ساحات عشوائية الأمر الذي يرفضه الرئيس عبد الفتاح السيسي رفضا باتا وقاطعا وفي سبيل القضاء عليه وضع سياسة واضحة المعالم محددة الاتجاهات لقطع دابر العشوائيات المادية.. فما بالنا بأصابعها وأظافرها المعنوية..!
***
ولقد كان الرئيس صريحا إلى أبعد مدى شجاعا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. عندما أشار دون خوف أو وجل إلى أن التطرف ليس قاصرا على الدين الإسلامي فقط بل يمتد ليشمل غيره من الأديان.
هذه الحقيقة ينبغي أن نمعن التأمل فيها .. إذا أردنا بحق أن نقيم مجتمعات ثابتة الأركان قوامها الأمن والأمان والاستقرار والتفاؤل.. وطالما وصلنا إلى هذا البعد أو الطرف أو المجال المسكوت عنه أو الذي كان مسكوتا عنه وناقشنا الأمور بنفس طرائق الفكر المتجدد فسوف نصل إن آجلا أو عاجلا إلى حل تلك المعادلات الصعبة أو التي بدت وتبدو كأنها صعبة.
.. تذكروا دوما يا سادة أن اليوم ليس مثل الأمس ولا الأمس صورة طبق الأصل من اليوم لأن الحياة لا تعرف الجمود والتوقف ولعل من أهم مظاهرها الديناميكية والحركة والتقدم والخطى خطوات واسعة للأمام.
***
وغني عن البيان أن أي سؤال تعرضنا له في هذا التقرير لابد أن يعقبه سؤال آخر.. ألا وهو: إذا كان هذا المسكوت عنه عرفنا مواصفاته وحدوده وأبعاده فهل من السهولة بمكان الاقتراب منه أو العمل على تغييره تغييرا جذريا..؟
مرة أخرى نقول نعم.. وألف نعم.. مع الأخذ في الاعتبار أن أي عملية اقتحام كبرت أو صغرت تحتاج من بين ما تحتاج إلى عوامل عديدة أهمها العلم وحسن النوايا والفهم الصحيح للقضايا المطروحة.
ولقد شاء الله أن يرزق البشرية بالعلم وبأساليب التقدم ووسائل التنمية فإذا ما أضيف إلى ذلك حسن النوايا والفهم الصحيح لما كان ينبغي أن يكون فسوف يصبح الفرق بين الحاضر والماضي واضحا وواضحا جدا.
***
وهنا اسمحوا لي أن أذكر حكاية كنت أحد أبطالها أو بالأحرى بطلها الرئيسي:
دعتني كلية الشرطة لإلقاء محاضرة لطلبة الليسانس قبل تخرجهم بشهور قليلة.. وحددت موضوع المحاضرة بحقوق الإنسان وعندما بدأت في الحديث لمست أن ثمة "همهمة" بين صفوف الضباط أو من سيصيرون ضباطا وكأن الأمر لا يعجبهم حتى قام واحد منهم وطلب الكلمة من خلال نقطة نظام:
أخذ الشاب النابه يتحدث ويفيض في الحديث إلى أن انتهى في النهاية بأن مجرد الحديث عن حقوق الإنسان من جانب أناس مطالبين بحماية هذه الحقوق والدفاع عنها وعدم التجرؤ على العدوان عليها.. كل ذلك كفيل بتوفير قدر كبير من الراحة النفسية والضبط داخل أعماق الوطن وقبل الوطن كل بني الوطن.
عندئذ دوت القاعة بالتصفيق وسارت الأمور إلى ما سبق أن كان مخططا لها وربما أكثر..!
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن من أهم الإيجابيات الأخرى التي يعيشها الوطن وأبناؤه تلك الزيادة الملموسة في كميات التحويلات من الخارج..!
بكل المقاييس عندما تزيد تلك الكميات خلال شهرين أو حتى ثلاثة شهور من 6,2 مليار دولار إلى 8,1 مليار دولار فقطعا ذلك لم يأت من فراغ.. بل له أسبابه ومقوماته ودوافعه.. منها ما ينضوي تحت لواء حقوق الإنسان ومنها ما يجيء تلقائيا من دوران عجلة الحياة.
***
أخيرا نأتي لما تعودنا أن نسميه في نهاية كل تقرير خمسة رياضة وخمسة فن..
بالنسبة للخمسة رياضة فالواضح أنه لا فائدة فبعد مداولات وأخذ ورد وهجوم وهجوم مضاد فيما يتعلق بمعركة المدرب الأجنبي خرج الجميع رافعين الرايات البيضاء.. فقد انتصر القدماء والمحدثون للمدرب الخواجة رافضين الاعتراف بأبناء البلد أو حتى أولاد البلد أو أعمامهم.
لماذا..؟!
أنا شخصيا لا أريد تكرار ما يتردد ليل نهار عبر القنوات التليفزيونية أو صفحات الجرائد.. بل أطالب وأكتفي بالمطالبة هذه المرة بخوض تجربة المدرب المصري مرة أخرى.. وانتظروا ماذا سيحدث في هذا المناخ الجديد.
***
أما فيما يتعلق بالخمسة فن.. فأنا أعجب أشد العجب من التصريحات "الساخنة" التي يدلون بها حول حياتهم الشخصية وغير الشخصية ثم..ثم.. يلومون الآخرين.. عندما يكررون نفس هذه التصريحات.
بالله عليهم.. مسئولية من.. الخوض في أخص الخصوصيات..؟!
لو فرض وعلقوا شماعات الاتهامات في رقاب الجماهير فهذه الجماهير نفسها لمتنقل معلومة واحدة إلا من خلال أصحاب وصاحبات الأمر والنهي.
نصيحة للمرة الألف:
أرجو وأرجو وألح في الرجاء.. أن تزنوا الأمور بموازين دقيقة وأن تدركوا أن ما يحدث اليوم ليس من السهولة بمكان إزالته غدا.. أو بعد غد.
***
و..و..شكرا