مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 22 أكتوبر 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*دولة الأقوياء.. تسترد وعيها الزراعي والثقافي والصناعي.. و..و..والديني!

*المصريون نشأوا وتربوا وعاشوا على أن مصر دولة زراعية حتى حدث ما حدث!

*الدوار والكُتّاب.. أساس العلم والمعرفة في القرى والنجوع.. وهذا شرف عظيم

*أنشأنا مشروع السنوات الخمس.. لإقامة 30 ألف مشروع صغير

*لم نكن أبدا شعبا متطرفا.. أو منحازا أو كارها لجيرانه وأصدقائه

*الرئيس السيسي حقق "الحلم الكبير".. أوصل مياه النيل إلى سيناء وحولها إلى جنات النعيم

*ومليون و200 ألف فدان في الدلتا الجديدة للمشروعات الصغيرة.. طفرة هائلة في النظرية والتطبيق

*ولأننا كذلك لا نبخل أبدا عن مساعدة الأقارب والجيران

*استوقفتني هذه العبارة.. وكان لابد أن تستوقفني:

رجال الشرطة يجب أن يكونوا قدوة في التعامل مع المواطنين

نشأنا وتربينا.. وكبرنا على أن بلدنا دولة زراعية.. أبناؤها يروون أرضها بعرقهم وأحيانا بدمائهم.. فينمو الزرع وتثمر الأشجار والنخيل ويتساقط المحصول الذي يحقق لنا حياة آمنة .. مستقرة لا نحتاج فيها إلى مساندة القريب أو دعم البعيد..!

وفي سبيل ذلك أو في سبيل الحفاظ على تلك الثروة الهائلة التي نحققها من الزراعة لم نهمد أبدا.. ولم نهمل بل بالعكس ثابرنا وصبرنا وتعلمنا وذهبنا وجئنا ونحن نرضى بما قسمه الله لنا.. لكن فجأة -أكرر فجأة-ظهرت مجموعة من الحيتان الذين لم يعجبهم هذا الدخل القومي من تلك المعارك الضارية مع الطبيعة السمحة أحيانا والقاسية أحيانا أخرى.. فأعلنوا أن مصر هي دولة صناعية في الأساس.. ولن تأتي لها الزراعة إلا من الجوانب الفرعية..!

*** 

الحمد لله أن عمت هذه النغمات بعد أن كانت مصر قد أعلنت في بداية التسعينيات أنها تملك كل المقومات التي تجعل منها دولة صناعية وبالتالي عاد مشروع الخمس سنوات صناعة لتتفاءل الناس خيرا وتسابق القوم للعمل والعطاء مادام الخير قادما ولن يختص به إنسان دون آخر.. وبالفعل هدرتالماكينات داخل المصانع وارتفعت الآذان العالية التي تنطق وتفخر باسم مصر والمصريين..!

..ثم.. ثم.. فجأة تتغير الأحوال من جديد ليصبح الحيتان أشد قوة وأبلغ تأثيرا وأكثر ثراء.. فسيطروا على الساحة ليفعلوا مع يحلو لهم.. بينما الأطراف الأخرى تعيش في أركان بعيدة خاوية من الحركة والحياة..!

.. وتأتي المعركة الفاصلة ليحقق الملتزمون والساعون لمصالح أمتهم مآربهم الغالية ويسترد المصريون للمرة الثانية وعيهم الصناعي الذي نجحوا في ضمه إلى تاريخهم الزراعي فينشط الاقتصاد وتتراجع نسبة البطالة وتعم المجتمع مظلات الأمل والتفاؤل.. والعيش السليم..!

*** 

وسط كل ذلك كان من المحال بالنسبة لشعب مثل شعب مصر أن يتخاذل أو يتباطأ أو يؤجل أو يسوِّف أو ينصرف عن التعليم..!

بالعكس لقد انتهز المصريون جميع الفرص المتاحة وغير المتاحة للنهوض بالعملية التعليمية عندهم حتى في أقسى الظروف وأصعبها.. وازدادوا إصرارا فوق إصرار وهم يتطلعون إلى آفاق الغد والتي رأوها تقترب منهم بالفعل لكن في ريبة وحذر وطالما تساءلوا بينهم وبين أنفسهم: ألسنا نحن الذين تعلمنا أصول وقواعد الثقة وأسس الإملاء على أيادي هؤلاء الأشقاء.

***  

ولعل ما يذكر بالفضل لشعب مصر أنه لم يكن أبدا متطرفا أو مكفرا أو فارضا سلطة وصولجانا بلا حق.. بل هو شعب أقام دعائم حكمه على الوسطية والتسامح والتعاطف المشترك.. 

لذا.. عندما شاء القدر وتمكنت عصابة الإرهاب من الإخوان المسلمين من القفز على مقاعد الحكم لم تهتز ثقة الناس في نفوسهم بل كانوا على يقين بالغ بأن كل ذلك مآله إلى زوال وبالفعل سقط الحكم الكرتوني في أول اختبار جماهيري ووجد القائد الذي قرر خوض معركة الحق والبناء والتعمير ووجد في هذا الشعب ما يرسخ دعائم الحكم السمح الذي يقوم على العدل والمساواة والإيثار والتضحية فكان ما كان.

*** 

وفقا لكل هذه المفاهيم واستنادا إلى كل تلك التغييرات التي أصابت أحيانا وأخطأت أحيانا أخرى استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي تكوين بانوراما متكاملة لمصر في الماضي والحاضر والمستقبل.. بانوراما خالية من الثغرات والعيوب.. فاتجه ببصره وفكره إلى شبه جزيرة سيناء التي طالما مثلت نوعا من العلاقة التي تتباين خيوطها يوما بعد يوم.. فوضع يده على نقاط الضعف قبل نقاط القوة فكانت مبادرته التي لم يسبقه إليها أي حاكم مصري على مدى العصور والأزمنة.. وهي توصيل مياه النيل إلى سيناء ليحولها إلى جنات النعيم.

وهنا لابد أن نكون صرحاء مع أنفسنا ونعترف بأن أهالي سيناء جاءت عليهم فترات طويلة ينظرون فيها إلى إخوانهم في الدلتا أو العاصمة أو شواطئ البحرينوكأنهم غرباء عنهم أما الآن وقد جمعتهم مياه النهر الخالد فلا مجال إذن لأي شعور من مشاعر التفرقة أو التميز أو الحساب بأسلوب غير الحساب..!

وما يحسب للرئيس السيسي بحق أنه وعندما قرر أن تصل مياه النيل إلى سيناء كان يمهد لإنشاء الدلتا الجديدة التي تتضمن مليوني و200 ألف تصلح للزراعةمنها مليون تخصص للمشروعات الصغيرة.

وهكذا.. يمكن القول إن مصر قد حققت نجاحا ملحوظا في تحقيق التناغم بين النظرية والتطبيق.. نظرية المشروعات الصغيرة التي تعد من أهم أساسياتالاقتصاد الواعد ثم..ثم.. تطبيقا عمليا بكل التؤدة والصبر والكد والاجتهاد.

*** 

ولأن الله سبحانه وتعالى قد أراد توفير الخير لمصر.. فهي على الجانب المقابل لا تبخل بمد يد المساعدة للجيران والأشقاء والأصدقاء فهل كان يمكن أن يتصور واحد أن يصل سعر أنبوبة البوتجاز في لبنان إلى 23 ألف ليرة مما يشكل عقبة أمامهم للحصول على لقمة الخبز..!

لكن ها هي مصر سارعت وتسارع ولا تضيع الوقت في حسابات ما أنزل الله بها من سلطان.. بل تواجدت وتقدمت وبذلت العطاء لأن لبنان هو بلد شقيق وصديق وجار عزيز ولا يصح بحال من الأحوال تركه يغرق أكثر من ذلك.

وطبعا أنا ذكرت لبنان كمجرد مثال أماالنماذج المتكررة كما نعلم فكثيرة ومتنوعة..

وبعيدا عن الميتافيزيقيات أو اللا قيود.. أو..أو فإنه أحيانا يأتي على الإنسان وقت يعترض خياله من يسأل: 

هل تستوي حدود التفاؤل مع نظيرتها لدى التشاؤم.. وهل العكس صحيح.. أم خاطئ..؟!

الإخوة الفلاسفة يقولون إن البون شاسع بين الاثنين بطبيعة الحال لأن الشخص المتفائل ينظر للحياة بمنظار أبيض وكأنها مليئة بالإيجابيات خالية من الصعاب عكس المتشائم الذي يحول كل ابتسامة إلى غضبة وكل لمسة حنان إلى ضربة قاصمةوكل حادثة يستوعبها العقل لابد أن تكون مغلفة بالدموع والأحزان.. 

عموما.. جعلنا الله من القوم المتفائلين.. الضاحكين الباسمين المؤمنين بتعاليم الله وأوامره.. وكتبه ورسله.. إنه نعم المولى ونعم النصير.

*** 

أخيرا.. لقد استوقفتني هذه العبارة وكان لابد أن تستوقفني.. فقد طالب الرئيس السيسي في نهاية برنامج تخريج دفعة جديدة من كلية الشرطة بأن يكون رجل الشرطة قدوة في التعامل مع المواطنين.

وسبب توقفي كما أشرت إلى هذه العبارة يستند إلى أساس واضح ومحدد .. وهو أن عين الرئيس دائما على المواطن المصري الذي يريده أن يكون موفور الكرامة عالي الهامة لا يقدر كائن من كان على الإساءة إليه من قريب أو من بعيد..!

*** 

      مواجهات

*المرأة التي تجيد التمثيل إجادة تامة وبعبقرية مشهودة.. هل تصلح أن تكون حبيبة..؟!

أنا شخصيا أشك..!

*** 

*ومن تدعي أنها كانت ملكة جمال الكون في يوم من الأيام هي في واقع الأمر ليست سوى جامعة بقايا الخضروات والفواكه من أسوأ وأقذر أسواق باريس..!

*** 

*كنت طالبا بمدرسة القناطر الخيرية الابتدائية ثم بمدرسة قليوب الثانوية ثم بكلية الآداب جامعة القاهرة وخلال تنقلي بين كل مرحلة ومرحلة لم أكن أشهد"سواه" صديقي عبد الحميد الذي كان يجد سعادته في تفوقي وتميزي وحصولي على أغلى الجوائز..!

عبد الحميد لبى نداء ربه أمس تاركا ثروة تبلغ 13 مليونا من الجنيهات!

*** 

*هل نوعية الطعام تغير من طباع الإنسان..؟!

يعني.. هل آكلو الكشري يختلفون عمن يتناولون "الباكاتا والميزليكا والكولد كاتس"!

بكل المقاييس ستجد أن الكشرجية رجالة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

*** 

*أعجبتني هذه الكلمات:

جبر الخواطر عبارة تؤجر عليها 

وأحسن الكلام تطيب له القلوب!

*** 

*أخيرا نأتي إلى حسن الختام.. 

اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم حاتم الطائي:

أيا با ابنة عبد الله وابنة مالك

ويا ابنة ذي البردين والفرس الورد

إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له

أكيلا فإني لست آكله وحدي

أخا طارقا أو جار بيت فإنني

أخاف مذمّات الأحاديث من بعدي

وإني لعبد الضيف ما دام ثاوي

وما فيّ إلا تلك من شيمة العبد 

*** 

و..و..شكرا