*إنها ليست جمهورية أفلاطون.. ولا مجتمع ابن خلدون.. ولكن:
جمهورية صناعة مصرية خالصة.. استفادت من دروس الماضي.. وتنطلق للمستقبل بثقة وتفاؤل.. وجدية في القول والعمل
*"الحكم الرشيد" يقيم الجمهورية الجديدة على قواعد العدل والمساواة والنزاهة والشفافية
*المفكر العربي أكد ثبات القوانين التي تحكم المجتمعات والدولة المثالية يمكن تحقيقها مادام يتولى شئونها أناس لهم "مقومات خاصة"!
*الآن.. الدولة في مصر عملت ما عليها ونحن كشعب لابد أن نثبت وجودنا وكياننا..
*بكل المقاييس.. لا مجال للفساد.. ولا للنهب.. ولا للسلب..
*التعليم في المرتبة الأولى..تسنده الصحة والتكافل الاجتماعي
*تسلل الخلايا النائمة ممكن .. المهم المواجهة والحسم "العاجل"!
*برافو.. انتفاض المجتمع ضد سفاح الإسماعيلية..
*لا تأخذكم "بالمجرمين العتاة" رحمة ولا شفقة.. ولا تصدقوا دموعهم الخادعة!
*كفاكم.. التلاعب بمشاعر الناس العاطفية.. والجسدية!!
*دار الإفتاء.. مطالبة بإغلاق أبواب الريبة والشك!
*السيارات التي تعجز القاهرة الجديدة عن وقف "جنون" سائقيها!
منذ قديم الزمان وبالتحديد عام 380 قبل الميلاد خرج فيلسوف يوناني اشتهر باسم أفلاطون.. ليتحدث عما أسماه بالجمهورية الفاضلة التي اعترف بأن أناسها من نبت فكره وهي عبارة عن بنيان أو تركيبة للدولة المثالية التي تتكون من ثلاث طبقات حسب وجهة نظر أفلاطون هي الطبقة الاقتصادية المؤلفة من التجار والحرفيين وطبقة الحراس ثم طبقة الملوك وقال إن أفراد الطبقات الثلاث لابد من التعاون فيما بينهم حتى تحقق الجمهورية المثالية الاستقرار والاستمرار دون أن يجور فرد فيها على حقوق الآخر..
ثم.. الأهم والأهم.. أن يتولى بناء هذه الدولة أناس يتسمون بالعدالة ويذودون عنها في كل وقت وحين..
***
ثم..ثم.. تمر السنون والشهور والأيام ليأتي في العام 1377 ميلادي مفكر عربي اسمه عبد الرحمن بن خلدون الذي وضع مقدمة شهيرة لمؤلف ضخم اسمه كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر.. من خلال هذه المقدمة تناول ابن خلدون تطور الأمم والشعوب وقوة الدول وانهيارها.
يعني باختصار شديد حدد المفكر العربي تصوراته وأفكاره في إطار يقبل المناقشة والتحليل لكن في النهاية يؤكد أن المجتمعات البشرية تسير وفقا لقوانين محددة لا تكاد تتغير بمرور الزمن.. بل تصبح كأنها شبه نسخة واحدة..!
***
لقد آثرت أن أستهل هذا المقال بالحديث عن تجربتين من نتاج العقل البشري ورغم مرور مئات السنين على ظهورهما.. فإن الآثار التي نتجت عن كلتيهما تركت بصمات على وجدان البشر هي بصمات مازال أصحابها يذكرونها حتى اليوم بالتقدير لأنهما كشفتا حقائق لم تكن موجودة من قبل..
من هنا.. فإني أحسب أن هذه الجمهورية الجديدة التي تقيمها مصر والتي ستطل على العالم خلال شهر ديسمبر القادم لابد أن يكون الداعي لها والمتحمس لإقامتها قد درس وحلل وتوقف أمام مراجع التاريخ لكي تظهر هذه الجمهورية بالمظهر اللائق بمصر والمصريين خلال تلك الحقبة من الزمان.. وهو مظهر كلنا مطالبون بالحفاظ عليه والتآزر من أجل أن يظل من الآن وحتى نهاية المدى نورا ساطعا في سماء البشرية.
وغني عن البيان أنه رغم وجود كثير من النقاط المضيئة التي تعرض لها أفلاطون في جمهوريته وابن خلدون في مقدمته الشهيرة إلا أن جمهوريتنا تحتفظ بمقوماتها وسماتها وخصائصها التي تنم عن طبيعة هذا الشعب وعن ثرائه التليد وعن حضارته التي لا تتكرر مهما طال الزمن.
يعني باختصار شديد.. جمهوريتنا الجديدة هي صناعة مصرية خالصة استفادت من دروس الماضي لتنطلق للمستقبل بثقة وتفاؤل وجدية في القول والعمل لاسيما وأن الحكم الرشيد الذي ستنضوي تلك الجمهورية تحت لوائه حريص على إقامتها وفقا لقواعد العدل والمساواة والنزاهة والشفافية وكلها صناعة كفيلة بأن تصبح النموذج الأمثل لكثير من الشعوب والبلدان وبذلك تتوحد عناصر الفكر وتزداد مشاعل القوة فيصبح الطريق مستقبلا أكثر تمهيدا وأبلغ قدرة على جذب الغادين والرائحين.
وإذا كان ابن خلدون على سبيل المثال قد أشار إلى أن القوانين التي تحكم المجتمعات ثابتة لا تتغير.. فإن أي مجتمع جديد يمكنه الاستفادة بهذا الثبات بما لا يغير من طبيعته ولا يبدل شئون أفراده..!
نفس الحال بالنسبة لنظرته للدولة المثالية التي أكد أنها ليست ضربا من ضروب الخيال مادام يتولى شئونها أناس لهم ميزات ومقومات وعناصر خاصة.
***
وها نحن في مصر لقد عملت الدولة ما عليها وقدمت كل الإمكانات وفتحت كافة السبل أمام الآفاق الواسعة دون تقييد أو تحديد.. وبالتالي يقع الجزء الآخر من المسئولية على عاتقنا كشعب.. إذ ينبغي أن نعي جيدا أن الجمهورية الجديدة لابد أن تتخلص من ركامات الماضي وسلبيات السنين إذ لن يكون هناك مجال للفساد ولا المفسدين ولا للسلب أو النهب في أي قطاع من القطاعات ما صغر منه وما كبر.
وانطلاقا من ذات المفاهيم فسوف يستمر التعليم يحتل المرتبة الأولى لدى الجمهورية الجديدة بحيث لا تتوقف عمليات تطويره ويستمر البحث دوما عن الوسائل التي توفر للأجيال تلو الأجيال آفاقا أكبر من المعرفة.. والبحث وخوض أسرار الكون..
نفس الحال بالنسبة للصحة بعد أن أدركنا من خلال هذه الجمهورية التي مازلنا نعيش أيامها وشهورها أن العنصرين الأساسيين لاستقرار المجتمع واستثمار عناصره ومصادره بشتى ألوانها وفروعها هما التعليم والصحة لاسيما وأن لدينا خبرات سابقة ناضجة يستحيل أن تغفلها سجلات التاريخ مثل القضاء على فيروس سي ومواجهة فيروس كورونا بالعلم والشجاعة والتضحيات مما قلل الخسائر الناجمة عنه.. والتي عبرناها لنستمر في معركة البناء والتشييد دون أن يمنعنا ذلك من اقتحام ريف مصر بقراه ونجوعه لتوفير حياة كريمة لأبنائه أجمعين.
***
على الجانب المقابل يجب أن ننتبه جميعا ونحن فوق أرض جمهوريتنا الجديدة إلى أنها ونحن سنظل موضع حسد وغيرة الكثيرين بل وسنظل هدفا لقوى الشر التي لا يسعدها من قريب أو بعيد أي خطوة نخطوها للأمام وبالتالي فإن الخلايا النائمة ستظل تحيك المؤامرات وتدبر الفتن وواجبنا أن نقف في مواجهتهم بالشجاعة والجرأة والوعي الذي تمكنا والحمد لله خلال السنوات الماضية من إعادة تشكيله وفقا للمبادئ الواضحة والمحددة والمعاني التي لا تقبل لبسا أو تأويلا..!
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإنه يحسب للمجتمع تلك الوقفة الغاضبة والحازمة ضد من أسمي بسفاح الإسماعيلية حامل الرأس المقطوع والتي صاغتها النيابة العامة في قرارات عكست مناشدات الجماهير والتي تجلت في تحقيقات عاجلة أدت إلى محاكمة عاجلة ينتظر منها الناس قرارات تشفي غليل الصدور.
***
بديهي لن نستطيع القول إن الجمهورية الجديدة ستكون خالية من الشر بمظاهره ومكوناته.
أبدا فلا يوجد مجتمع في الدنيا يقوم على الخير فقط.. ولعلنا نعرف ذلك من خلال القصة الشهيرة لقابيل وهابيل.
لكن كل ما نرجوه أن يرقى المجتمع في تصرفاته وسلوكياته وبالتالي في ردود أفعاله وإن كنت أنا شخصيا أتصور أن نمط الحياة الجديدة سوف يؤدي تلقائيا إلى هذه النتائج الملموسة والتي تحدث عنها علماء الاجتماع منذ أزمنة سابقا عديدة.
وفي جميع الأحوال وسواء هنا أو هناك فلا يجب أبدا أن تأخذكم بالمجرمين العتاة رحمة ولا شفقة.. لقد ارتكبوا ما حرم الله على البشر ارتكابه مما جعلهم يستحقون عقاب رب الخلق أجمعين.
***
تبقى حكاية القضايا التي يقفزون بها إلى السطح فجأة رغم عدم أهميتها لكنهم يستغلون عاطفة الناس.. لإثارتها والأخذ والرد بمحتوياتها..!
مثلا.. لماذا يطرح سؤال حول زواج المرأة من أكثر من رجل؟!!.. ثم تتردد الإجابات الغريبة والمقززة في آن واحد.. مع أننا جميعا موقنون بأن هذا الأمر غير جائز طرحه سواء من الناحية الدينية أو الفسيولوجية أو الجنسية.. فلماذا إذن تلك الإثارة..؟!!
وبالمناسبة أرجو من دار الإفتاء ألا تقحم نفسها في هذه المهاترات وأن ترفض الإجابة عن الأسئلة المطروحة في هذا الصدد بل الأحسن والأحسن إغلاق باب الإجابة عن الفتاوى العشوائية والمغرضة..!
***
أخيرا.. نظرة للقاهرة الجديدة أو ما تسمى حاليا بأرض التجمع..!
بالله عليهم هل يمكن أن يتركوا الحبل على الغارب لسائقي السيارات المتهورين أو الشباب الذين فقدوا عقولهم مبكرا.. لكي يطلقوا أصواتا زاعقة من هذه السيارات دون أدنى مراعاة لمصالح الناس الذين منهم المرضى والمسنون والمسنات..؟!
قطعا هناك حل بل حلول لكن المشكلة الأزلية في السلبية أو اللامبالاة أو عدم تقدير المسئولية..!
***
مواجهات
*نصيحتي.. ازرع كل يوم وردة .. ثم..ثم.. تعال نتحاسب..!
***
*كل قطرة مياه واحدة كفيلة بإنقاذ حياة إنسان فما بالك بخزائن لا تنفد أبدا..؟!
***
*كلما جلست معه على شاطئ النيل أحست أن شيئا ما يتحرك بداخلها ولأنها موقنة بأن بشرا لم يمسها لم تكن تلقى بالا أو اهتماما حتى اكتشفت ذات يوم أنها حامل في الشهر الخامس..!
***
*الابن البار لا يختلف عن الزوج الوفي.. المخلص الأمين لكن في بعض الأحيان يضطر الابن البار إلى طلب المساعدة من الوالد.. فيكتشف أنه لم يكن الأب الحقيقي..!
***
*وهذه نصيحة أخرى:
إذا أصابك جرح فلا تحاول أن تظهره على الناس بل ابذل ما في وسعك لكتمه وإخفائه.. لسبب بسيط أن هناك من تخصصوا في زيادة الآلام إيلاما..
***
*ليس ضروريا أن يبقى السراب سرابا إلى نهاية المدى فكم من حاجة كانت سرابا أراد الله لقياها فحانت.
***
*أرجوك.. ضع في اعتبارك دوما أن الله يسترك في اليوم مائة مرة ومرة فلا تحاول أنت أن تفضح نفسك بنفسك..!
***
*الإنسان الكذاب.. يجد سعادته مع القوم المنافقين المرائين لكن حينما تأتي ساعة الجد سوف يجدهم أول من يطاردونه بالنعال.
***
*أعجبتني هذه الكلمات:
*ما أعظم هذا الدين.. إذا كان شق تمرة يبعدنا عن النار.
وصدقة تطفئ غضب الرب.. وكلمتان تثقلان ميزان أعمالنا".. وضوء يزيل من جوارحنا الخطايا.. و"حسنة تتضاعف لعشرة أضعاف".
فلماذا يعتقد البعض أن الجنة بعيدة المنال..؟ جعلنا الله وإياكم وجميع المسلمين من أهل الجنان..
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم".
***
*أخيرا نأتي إلى حسن الختام..
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم الإمام الشافعي:
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفاء
***
و..و..وشكرا