مقال سمير رجب " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية

بتاريخ: 17 نوفمبر 2021
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

* تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*لماذا الآن.. شعوب تتمسك بالسلام.. وتبحث عن الديمقراطية؟!

*زمان.. طالما احتدت الصراعات.. واشتدت الخلافات دون جدوى

*صدق الرئيس الروسي بوتين:

الجهود الشخصية للرئيس السيسي.. عززت المسارات السلمية للأزماتبالمنطقة 

*والآن.. فليهدأ القطاع الخاص.. ويقر عينا 

*زيادة فرص مشاركته في المشروعات تحقق له والمتعاملين معه الفوائد والأرباح المأمولة

*النجومية لا تستمر للأبد.. تصوروا فيلم بطولة محمد هنيدي يحقق 45 ألف جنيه إيرادات فقط..!

*بداية تبشر بالخير من المتحدث الرسمي للجديد لوزارة الصحة.. المهم.. الاستمرارية

شعوب العالم تتغير بالفعل ومنظمات التأييد لم تعد تختلف كثيرا عن جماعات الضغط فالكل أيقن مؤخرا أن الصراعات المحتدمة لن تفيد بشيء والمعارك التي لا ينتج عنها سوى سفك دماء المتحاربين لا تسفر عن مزايا ثابتة.. ومستمرة بل بالعكس ترسخ من نوازع الصراع والرغبة المستمرة في الانتقام والانتقام المتبادل..

وها هي الشواهد أمامنا واضحة في مناطق شتى لا سيما منطقة الشرق الأوسط.. أمامنا على سبيل المثال ليبيا..التي شهدت على مدى السبع سنوات الماضية أعتى المعارك بين أبنائها وبعضهم البعض وهي معارك تخلت عن أبسط مقومات الإنسانية حيث استخدمت السيارات المفخخة والصواريخ الموجهة وقنابل التدمير والخراب.. 

لذا.. عندما بدأ الحديث عن تنقية الأجواء لم تبد معظم القوى والفصائل اعتراضها فيما عدا الإخوان المسلمين والدليل أن مؤتمر باريس الذي انعقد خصيصا لبحث الأزمة الليبية حضره أكبر عدد من الرؤساء والقادة الذين ناصروا الليبيين من أجل استمرار محاولات السلام.

على الجانب المقابل.. لا يمكن إنكار أن عمليةالانتخابات يمكن أن تتعرض للخطر.. مما يؤدي إلى تأجيلها عن موعدها لكن أنا شخصيا أستبعد ذلك فمهما كان الحال فإن ثمة اتفاقا على تغليب الحل السياسي الذي لا يأتي إلا من خلال الانتخابات.

نعم.. شيء طبيعي أن يأتي من يعترضون على النتائج أو من يرفضون الانضمام إلى قافلة السلام لكن أمثال هؤلاء في طريقهم إلى زوال إن آجلا أو عاجلا..

*** 

ثم.. ثم.. نأتي إلى لبنان الذي طالما عانى من حرب أهلية اقتلعت الأخضر واليابس لكن اللبنانيين هذه الأيام.. أبدوا مواقف يحسدون عليها حيث رفضوا كافة محاولات إثارة الفتنة الطائفية والمذهبية وعندما كانت المواقف تتأزم يخرج ممثلو الأحزاب معلنين أنهم لن يسقطوا في مستنقع الخلافات من جديد.

حتى عندما كان حسن نصر الله أمين عام حزب الله يحاول استغلال الفرص ويعمل على تأليب اللبنانيين على بعضهم البعض كانت أصوات السلام تدوي من أول الجنوب حتى وسط العاصمة التي يدق أصحابها أجراس الكنائس ويرفع الآخرون نداء "الله أكبر" من خلال مآذنالمساجد سواء التابعة للشيعة أو السنة تأكيدا على سلامة القصد وحسن النوايا.

*** 

.. ودعونا نتجه إلى تونس التي مرت عليها أصعب الظروف وأشدها تعقيدا لا سيما خلال الثلاثة شهور الماضية والتي استخدم فيها الإخوان المسلمون كل وسائلهم المشروعة وغير المشروعة لإشعال النيران في بلد المحبة والود والسلام لكن التونسيين تماسكوا وتوحدوا وأعلنوا أنهم لا يرضون عن القانون والحوار السياسي بديلا..

وها هم بالفعل دخلوا في مرحلة هامة من مراحل إعادة البناء بعد تعيين نجلاء بودن أستاذ الجيولوجيا رئيسة للحكومة وكأن الرئيس قيس سعيد أراد أن يبرئ ذمة نجلاء من أية خلافات سياسية أو نزاعات حزبية لأنها لم تكن تهتم سوى بعملها وطلبتها وطلابها فضلا عن زملائها وزميلاتها في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس.

*** 

استنادا إلى كل تلك الحقائق كان طبيعيا أن تستدعي الظاهرة الجديدة "ظاهرة انحياز الشعوب للسلام أكثر من الحرب" انتباه الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين.. الذي يعد زعيما لواحدة من القوى الأعظم في هذا العالم وبالتالي فقد توقف أكثر من مرة سواء في خطاباته أو تصريحاته ليتحدث عن مصر التي قفز بها زعيمها إلى مركز الثقل وصون الأمن والسلام في محيطها الإقليمي ولم يكتف الرئيس بوتين بذلك بل آثر أن يقدم تحليلاته حيث عزا أسباب ذلك إلى الجهود الشخصية للرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل تسوية الخلافات بمنطقة الشرق الأوسط.

وغني عن البيان أن الرئيس السيسي لم يتوان لحظة واحدة خلال السبع سنوات الماضية عن نصح وإرشاد الجيران وغير الجيران بأهميةالسلام وكيف أن بلدا مثل ليبيا إذا توقفت آلة الحرب عندها سوف يجني شعبها أغلى الثمار وفي سبيل ذلك أكد الرئيس السيسي أن مصر لن تتوانى عن تقديم العون للإخوة الليبيين في كافة المجالات بل إن تحذيره الحاسم والبات والقاطع بأن سرت والجفرة خط أحمر بالنسبة لمصر كان محل تقدير واعتبار العالم كله فمنذ إطلاق هذا التحذير وكثير من الطامعين أو الحالمين أخذوا يعيدون تقييم مواقفهم من جديد ليصير الحال إلى ما نحن عليه الآن.

*** 

وهذه نقلة نوعية من السياسة إلى الاقتصاد وهي نقلة تستحق هي الأخرى وقفة تأمل واجبة.. لقد أعلن مجلس الوزراء في مصر عن إتاحة الفرصة أمام القطاع الخاص ليشارك في المشروعات التي ترتفع صروحها فوق أرض مصر يوما بعد يوم.. 

إن هذا يعني من وجهة نظر خبراء الاقتصاد وأساتذته تنشيط دورته بداخل مؤسساتهم وشركاتهم فضلا عن فتح أبواب التوظيف أمام الشباب وبذلك يتحول المجتمع كله تحركا إيجابيا نحو آفاق الغد الرحبة والواسعة وذلك بحق يحقق الفوائد المأمولة لهذا القطاع وللمتعاملين معه .. وللعلم العاملين في القطاع الخاص يبلغ عددهم نحو 13 مليونا بقدرة إنتاجية ثلاثة تريليونات و300 مليار جنيه وهذه ولا شك أرقام لا يستهان بها.

*** 

والآن اسمحوا لي أن ننتقل للنقلة الثالثة.. بعد السياسة والاقتصاد والتي تتعلق هذه المرة بالفن ونجومه ونجماته.. 

نحن دائما ننبه إلى أن "النجومية" لا تستمر أبد الدهر بل هي محددة المدة.. في جميع الظروف والأحوال والدليل كم من فنانين وفنانات ابتسمت لهم الدنيا بابتسامات ثرية وشاسعة ثم سرعان ما تبدد البريق وضاع المجد والصولجان.. ولكم أن تتصوروا كيف أن محمد هنيدي جاء عليه وقت كان فيه نجم الشباك رقم 1 سواء في المسرح أو السينما.. كيف أصبح حاله الآن..؟!

محمد هنيدي يقوم ببطولة فيلم اسمه " الإنس والنمس" هذا الفيلم إيراداته خلال يوم واحد 45 ألف جنيه..!

بينما أيام زمان كانت الملايين هي التي تتحدث وليس الألوف..!

*** 

أخيرا.. لقد قام د.خالد عبد الغفار القائم بأعمال وزير الصحة بتعيين متحدث رسمي جديد للوزارة اسمه حسام عبد الغفار الذي عقد فور وصوله إلى مقر عمله الجديد مؤتمرا صحفيا تحدث فيه كلاما طيبا حول علاقة الصحفيين بالوزارة وضرورة حصولهم على المعلومات أولا بأول.. وفي مواقيت تضمن لهم حسن نقلها للجماهير سواء من خلال الصحافة أو الإذاعة أو التليفزيون.

إنها بداية تبشر بالخير ونرجو ألا تكون ممزوجة بحماس الأيام الأولى..

عموما دعونا نرقب وننتظر..

*** 

و..و.. شكرا